السلطنة والصين.. صداقة حقيقية

عكست الإشادة الصينية بدور السلطنة البارز على الساحة الدوليّة، وجهودها الحثيثة لإنهاء الأزمات وحل الصراعات على المستويين الإقليميي والدولي، متانة العلاقات التاريخية بين البلدين، كما أنّها تترجم علاقات الصداقة الحقيقية بين دولتين تتمتعان بحضارة ضاربة في عمق التاريخ.

ولا شك أنّ هذه الإشادة تؤكّد الرؤية الحكيمة للسياسة الخارجية؛ التي يرسم ملامحها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- والتي تشدد دومًا على عدم التدخل في شؤون الغير، والسعي بكل الطرق لحل الخلافات بين الأطراف المتنازعة. ويتماشى ذلك مع حالة من التوافق المشترك بشأن العديد من الملفات الإقليميّة والدوليّة، والتي تضع أسس السلام والاستقرار على هرم الأولويّات، دون الانشغال بقضايا هامشية لن تخدم الصالح العام.

إنّ التصريحات التي أوردها معالي يو تشنغ شنغ رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، خلال لقائه مع سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى والوفد المرافق له، تؤكد حرص البلدين على تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز الاستثمارات المشتركة، بما يدعم خطط البلدين لتنويع مصادر الدخل والنهوض بالنمو الاقتصادي، في ظل الأزمة التي تضرب اقتصادات العالم، على خلفيّة تراجع أسعار النفط وانكماش النمو العالمي.

وتبرز هذه المباحثات الثنائية، مدى إمكانيّة تطوير العلاقات بين السلطنة والصين، من خلال فتح قنوات للاستثمار المشترك، على غرار المدينة الصناعيّة الصينية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والتي تضخ استثمارات أجنبيّة مباشرة إلى السلطنة بقيمة تتجاوز 10 مليارات دولار. ومثل هذه المشروعات الضخمة تسهم في تحريك الاقتصادي المحلي، وتوفير وظائف للشباب، وإيجاد فرص أعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وهي جميعها نقاط بالغة الأهمية.

وتظهر الآفاق المستقبلية لمثل هذه المشروعات مردودًا كبيرًا على الاقتصاد الوطني لبلادنا، لاسيما وأنّ السلطنة تمتلك بنية أساسيّة على أعلى مستوى من التميز والالتزام بالمعايير الدوليّة، سواء في مشروعات الطرق والجسور، أو الموانئ والمطارات، فضلا عن التخطيط العمراني المميز للمناطق الصناعية.

ولذلك.. يتعيّن الاستفادة من مثل هذه العلاقات لتعزيز أواصر الصداقة والعمل على تنمية الاستثمارات وجذب رؤوس الأموال بما فيه الخير لشعبي البلدين.

تعليق عبر الفيس بوك