كيري يحذر الصين من إقامة منطقة للدفاع الجوي.. وبكين: "لا نخشى المشاكل"

سنغافورة - رويترز

رفضتْ الصين الضغوط الأمريكية الرامية لكبح أنشطتها في بحر الصين الجنوبي، أمس، وأعادت تأكيد سيادتها على معظم المنطقة المتنازع عليها بالقول: "لا نخشى (مواجهة) المشاكل." وفي اليوم الأخير لأكبر مؤتمر أمني في آسيا الذي انعقد في سنغافورة قال نائب رئيس هيئة أركان الجيش الصيني الأدميرال سون جيان قو إن الصين لن تستسلم للضغوط التي تتعرض لها وتشمل حكما منتظرا من لجنة تحكيم دولية حيال مزاعمها بالسيادة على معظم الممر البحري التجاري الحيوي.

وقال سون أمام مؤتمر شانجري-لا: "نحن لا نختلق المشاكل لكننا لا نخشاها." وشارك في المؤتمر أكثر من 600 وفد حكومي وأمني وعسكري على مدى ثلاثة أيام. وأضاف سون "الصين لن تتحمل العواقب كما أنها لن تسمح بأي انتهاك لسيادتها ومصالحها الأمنية ولن تقف مكتوفة اليدين حيال بعض البلدان التي تسبب الفوضى في بحر الصين الجنوبي."

وتحول الممر المائي إلى ساحة مواجهة بين الولايات المتحدة التي زادت من تركيزها على منطقة آسيا والمحيط الهادي والصين التي تسعى إلى تعزيز قوتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية في المنطقة. وتبادلت الدولتان الاتهامات بعسكرة النزاع على الممر بينما تنفذ الصين أعمال ردم كبيرة في البحر فضلا عن بناء مواقع مثيرة للنزاع في الوقت الذي زادت فيه الولايات المتحدة مناوراتها ودورياتها هناك.

وحذر كبار المسؤولين الأمريكيين -بينهم وزير الدفاع آشتون كارتر- الصين من مخاطر عزل نفسها دوليا وتعهد بأن تظل بلاده الضامن الرئيسي لأمن آسيا على مدى عقود. وخلال زيارة لمنغوليا حث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الصين على عدم إقامة منطقة للدفاع الجوي فوق بحر الصين الجنوبي كما فعلت فوق بحر الصين الشرقي عام 2013.

واعتبر كيري الذي سيزور الصين بعد منغوليا إن إقامة مثل هذه المنطقة سيكون "عملا استفزازيا ومزعزعا للاستقرار" وسيثير الشكوك بشأن تعهد بكين بحل النزاع دبلوماسيا. وردّ سون بالقول "لم نكن معزولين في الماضي ولسنا كذلك الآن ولن نكون في المستقبل." وأضاف "في الواقع نحن قلقون من استمرار بعض الأشخاص والدول في النظر إلى الصين بعقلية الحرب الباردة والأحكام المسبقة عينها فهم ربما يبنون جدارا حول عقولهم وينتهي بهم الأمر بعزل أنفسهم." وشدّد على عدم اعتراف بلاده بسلطة لجنة التحكيم الدولية التي ينتظر أن تصدر قرارها بشأن القضية التي رفعتها الفلبين ضد مزاعم الصين بالسيادة على المنطقة.

وقال سون إن بلاده تريد حل هذا النزاع في مفاوضات ثنائية مع الفلبين مؤكدا أن باب الحوار مفتوح مع الرئيس الفلبيني المنتخب رودريجو دوتيرتي. وتطالب الصين بالسيادة على معظم بحر الصين الجنوبي تقريبا في الوقت الذي تزعم فيه كل من بروناي وفيتنام والفلبين وماليزيا بالسيادة على أجزاء منه. وقال سون "الصين تملك الصبر والحكمة لحل أي نزاع عبر الحوار ونحن نعتقد أن الدول المعنية لديها الحكمة والصبر لتصنع السلام. لطالما آمنت بأن المصافحة هي أفضل من تبادل اللكمات."

من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس، إنَّ الولايات المتحدة ستعتبر إقامة الصين لمنطقة للدفاع الجوي فوق بحر الصين الجنوبي "عملا استفزازيا ومزعزعا للاستقرار." وأبدى مسؤولون أمريكيون قلقهم من أن يؤدي حكم من المتوقع أن تصدره محكمة دولية خلال الأسابيع المقبلة في قضية أقامتها الفلبين ضد الصين بشأن سيادتها في بحر الصين الجنوبي إلى دفع بكين إلى إعلان إقامة منطقة دفاع جوي لتحدي الهوية مثلما فعلت في بحر الصين الشرقي في 2013.

وقال كيري خلال زيارة لمنغوليا: "سنعتبر إقامة منطقة للدفاع الجوي..فوق أجزاء من بحر الصين الجنوبي عملا استفزازيا ومزعزعا للاستقرار سيؤدي تلقائيا إلى زيادة التوترات ويثير تساؤلات خطيرة بشأن التزام الصين بمعالجة الخلافات الاقليمية ببحر الصين الجنوبي دبلوماسيا. نحث الصين على عدم القيام بتحرك من جانب واحد بطرق يمكن أن تكون استفزازية." وسيزور كيري الصين بعد منغوليا.

وواجهت الصين إدانة من جانب اليابان والولايات المتحدة عندما فرضت منطقتها للدفاع الجوي والتي يُفترض أن تقوم فيها الطائرات بتعريف نفسها للسلطات الصينية فوق بحر الصين الشرقي. ولم تؤكد الصين أو تنفي اعتزامها إقامة مثل هذه المنطقة بالنسبة لبحر الصين الجنوبي قائلة إن مثل هذا القرار سيعتمد على مستوى التهديد وإن لها كل الحق في إنشاء مثل هذه المنطقة. وتطالب الصين بالسيادة على معظم بحر الصين الجنوبي الذي تمر عبره سنويا تجارة بحرية تبلغ قيمتها تريليونات الدولارات كما قامت بأنشطة مكثفة للاستصلاح والبناء في جزر وشعاب مرجانية تحتلها. ولسلطنة بروناي وماليزيا والفلبين وتايوان وفيتنام مطالب أيضا.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة