"تنمية نفط عمان" تزف 600 من الشباب العماني إلى سوق العمل في مجالات مهنية متنوعة

العوفي: الشركة قدمت أكثر من 22 ألف فرصة عمل تدريبية خلال السنوات الخمس الماضية

الرؤية- نجلاء عبد العال

احتفلت شركة تنمية نفط عمان أمس بتخريج نحو 600 من الشباب العماني بعد إكمالهم برامج التدريب التي تتكفل بها الشركة بهدف تأهيلهم للعمل في قطاع النفط والغاز، وهو العدد الأكبر على الإطلاق لمتدربين في برنامج تدريبي، وقد حضر الحفل عدد من المسؤولين من بينهم وكيلا وزارة القوى العاملة للتدريب وللعمل.

ورعى حفل التخرج سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز. وقال العوفي- في تصريحات صحيفة على هامش الحفل- إنّ شركة تنمية نفط عُمان استطاعت خلال السنوات الخمس الماضية تقديم أكثر من 22 ألف فرصة عمل تدريبية في مختلف المجالات المهنية، مشيرًا إلى أنّ مشروع تأهيل وتدريب العمانيين مدعوم بالكامل من قبل شركة نفط عمان والشركات النفطية الأخرى المتعاملة معها. وتطرق سعادته إلى أسس تحديد أسعار الوقود شهرياً وقال في رد على سؤال حول الموضوع إنّ تحديد السعر يتطلب كثيرًا من البيانات والحسابات منها أسعار الوقود العالمية ومتوسطات أسعار النفط، وكذلك مؤشرات محلية منها مثلا متوسطات الاستهلاك المحلي وغيرها. وأكد سعادته مجددًا على أنّ تعديل أسعار الوقود لا يستهدف تحقيق عوائد على الميزانية العامة، لكنه كان تجنيبًا للمبلغ المخصص سنويا في الموازنة لدعم الوقود، مبيناً أنّ الموازنة الحالية لم تتضمن بندا لدعم الوقود. وأشار سعادته إلى أنه من المقرر البدء في توفير الوقود "بنزين 91" كبديل للبنزين العادي "90" خلال الأسابيع المقبلة. ورداً على أسئلة للرؤية حول ما إذا كان هناك سقف لأسعار الوقود لن تتخطاه في حال ارتفاع أسعار النفط، أو أن يكون هناك توجه لتطبيق نظام بطاقات وقود أو نظام مشابه للمواطنين، أوضح سعادته أنّه لا يملك إجابة على هذه الأسئلة، قائلا إنها لا تقع في نطاق اختصاصاته.

وعلى صعيد آخر، أكد سعادة العوفي التزام الشركات النفطية بعدم تسريح القوى الوطنية العاملة، مشيرًا إلى أنّ الآلية التي تم الإعلان عنها يجري تطبيقها بشكل جيّد؛ حيث يحدد المقاول الأول نوعية الأعمال والعقود المنتهية ويبدأ بإحلال القوى العاملة الوطنية محل الوافدة، فإذا لم يكن ذلك حلاً، فإنّه يجري البحث عن وظائف في نفس الشركة، ويلي ذلك البحث في وظائف في شركات نفطية متعاقدة فإذا لم تكن هناك فرص فإنّ الجهات المعنية تعمل على توفير فرص تدريبية لتأهيل العمالة بالمهارات المطلوبة للفرص المتاحة. وحول القرض الذي تسعى شركة تنمية نفط عُمان للحصول عليه بقيمة 3.4 مليار دولار أمريكي، أوضح سعادته أنّ هذا القرض يأتي ضمن توجه الحكومة لتقليص الإنفاق العام، بحيث تتمكن الشركة من الحصول على التمويل لأعمالها بشكل أقل اعتمادا على الحكومة، مشيراً إلى أنّ نسبة مساهمة الحكومة في تنمية نفط عمان تبلغ 60 بالمائة، وبالتالي يتم خفض المساهمة الحكومية في التكاليف اللازمة لتنفيذ مشروعات الشركة.

حفل التخريج

وشهد حفل تخريج الدفعة السادسة من المتدربين حضورا كبيرا؛ حيث شارك كل من سعادة الدكتورة منى بنت سالم الجردانية وكيلة وزارة القوى العاملة للتعليم التقني والتدريب المهني، وسعادة حمد بن خميس العامري وكيل وزارة القوى العاملة لشؤون العمل وعدد من كبار المسؤولين من الحكومة والشركة. وأشاد الحضور بالدفعة التي تعد الأكبر في تاريخ برنامج الأهداف الوطنية بالشركة الذي دشن في عام 2011 لإيجاد فرص التوظيف والتدريب للباحثين عن عمل لدى الشركات المُتعاقدة مع الشركة.

وألقى المهندس عبد الأمير بن عبد الحسين العجمي المدير التنفيذي للشؤون الخارجية والقيمة المضافة كلمة بهذه المناسبة، قال فيها: "إن هذه لحظة فارقة في برنامج الأهداف الوطنية ونهنئ كل الذين أظهروا تصميمهم وجدوا واجتهدوا لتحقيق النجاح في المهن التي اختاروها". وأضاف: "أصبح بمقدور كل الذين تأهلوا المُضي قدماً لبناء وظائف مجزية ودعم أسرهم والمساهمة في تحقيق هدف التنمية المستدامة في البلاد استرشادًا بالتوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه-". وأعرب العجمي عن شكره وتقديره لكل الأشخاص الذي ساهموا في تنظيم وتنفيذ هذه الدورات التدريبية سواء في الشركة أو شركائها من خارجها الذين بذلوا جهودًا إضافية لدعم الشباب العماني ومساعدتهم في رسم معالم مستقبلهم. وأكد العجمي أنّ هذا الإنجاز يظهر كيف أن الشركة تمضي قدماً رغم التحديات في تحقيق أهدافها الإستراتيجية وليس أقلها تطوير المهارات والقدرات العمانية وإيجاد فرص توظيف ملموسة ومُستدامة.

وبلغ عدد الخريجين 596 شاباً وتتراوح أعمارهم بين 18-27 سنة، وقد خضعوا للتدريب لفترات تتراوح بين 14-18 شهراً في معهد التدريب الإداري والفني ومعهد التدريب الوطني ومعهد الرسيل في تخصصات مختلفة، شملت اللحام وتركيب الأنابيب والنجارة وتركيب السقالات والأجهزة الدقيقة وتصنيع الألواح المعدنية والميكانيكا والكهرباء، وجميع الشهادات التي حصلوا عليها مصدقة وفق المستوى الثاني للمؤهلات المهنية الوطنية المعترف بها دولياً، ومعتمدة من إيديكسل، في حين تأهل البعض أيضاً إلى مستوى مجلس التدريب لصناعة البناء. وقد عرض هؤلاء الشباب العمل مع الشركات المتعاقدة لدى شركة تنمية نفط عمان ومنها بهوان الهندسية، ومؤسسة التركي، وطومسون، والخليج للخدمات البترولية، جلفار، وأليك، وأبراج، والتسنيم، وكاريليون علوي، وهيمو والشركة العمانية العالمية القابضة.

ومنذ عام 2011، أوجدت الشركة والمتعاقدون معها أكثر من 22 ألف فرصة عمل وتدريب وإعادة استيعاب للباحثين عن عمل في السلطنة، وفي هذا الصدد، قال العجمي إن برنامج الأهداف الوطنية يقوم على تدريب الباحثين عن عمل لشغل وظائف تتطلب عمالة ماهرة في المجالات التي تكون فيها نسبة التعمين منخفضة ولكن الطلب عليها مرتفع في الصناعة، حتى يتمكنوا من طرق وظائف جيدة في المجالات التي يختارونها، والعمل سواء في السلطنة أو خارجها.

يشار إلى أنّ فريق الأهداف الوطنية قد فاز بالجائزة الفضية ضمن جوائز رئيس مجلس الإدارة للإجادة السنوية التي تكرم أفضل المشاريع بالشركة.

تعليق عبر الفيس بوك