الجيش السوري يدخل الحدود الإدارية للرقة
بيروت - الوكالات
نقلت وكالات إعلام روسية عن المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النّار في سوريا قوله أمس إنّ أكثر من 40 شخصًا قتلوا وأصيب نحو مئة في قصف نفذته جبهة النصرة بمدينة حلب السورية. ونقلت وكالة تاس للأنباء عن مسؤول بالمركز قوله "كان هناك قصف مستمر بقاذفات الصواريخ والمدافع والمورتر والمواقع المضادة للطائرات. قصف الإرهابيون عدة مناطق ليست مأهولة فقط بالقوات الحكومية وقوات كردية بل بالمدنيين أيضًا".
وقال المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا أمس إنّ أكثر من 2000 متشدد يحتشدون في شمال حلب. وأضاف في بيان "أكثر من 2000 متشدد من منظمات إرهابية مختلفة وجماعات يطلق عليها "معارضة معتدلة" متمركزون في منطقة الشيخ مقصود. وقال المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا أمس إنّ أكثر من ألف متشدد بدأوا هجومًا على مواقع للجيش السوري جنوب غربي مدينة حلب السورية. وأضاف في بيان نقلا عن مدنيين في حلب أن جماعات مسلحة تضم جنودا أتراكا ظهرت شمالي المدينة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إنّ الجيش السوري عبر الحدود الإدارية لمحافظة الرقة بعد تقدمه في هجوم كبير على تنظيم الدولة الإسلامية بدعم من روسيا. وهجوم الجيش السوري هو ثالث هجوم كبير على معاقل التنظيم في سوريا والعراق في الأيام الأخيرة بعد محاولات من القوات العراقية لاقتحام مدينة وبعد تقدم مقاتلي المعارضة في سوريا بدعم أمريكي. والهجمات الثلاث من بين أشرس الحملات على تنظيم الدولة الإسلامية.
وكانت ضربات جوية روسية عنيفة استهدفت أراضي خاضعة لسيطرة التنظيم المُتشدد في مناطق بشرق محافظة حماة قرب حدود محافظة الرقة يوم الجمعة ووصل الجيش إلى حدود الرقة. ويتقدم الجيش من منطقة أثريا بشرق محافظة حماة قرب الحدود الإدارية مع محافظة الرقة. ولم تذكر وسائل الإعلام الرسمية حجم القوات المشاركة في الهجوم أو الأسلحة التي تستخدمها.
ولم يعلق المرصد السوري على عدد أفراد القوات أو الأسلحة لكنه قال إنّ 26 من مُقاتلي الدولة الإسلامية على الأقل قتلوا إضافة إلى مقتل تسعة من القوات السورية والقوات الموالية لها في المعارك "منذ فجر أمس الأول". وأضاف المرصد أن تقدم الجيش يعني أنّه يبعد الآن نحو 40 كيلومتراً عن منطقة يشن فيها مقاتلو المعارضة المدعومون من الولايات المتحدة هجوما لعزل معاقل المتشددين في شمال حلب عن الأراضي التي يسيطرون عليها شرقي نهر الفرات حيث تقع مدينة الرقة.
وإذا تمكن الجيش من الوصول للمنطقة التي يُحارب فيها مقاتلو المعارضة الدولة الإسلامية فسيؤدي ذلك لتطويق قوات التنظيم المُتشدد في المنطقة وإن كان من غير المرجح بشدة أن يعمل الجانبان معًا لأنهما نفسهما طرفان متحاربان في الصراع السوري متعدد الأطراف.
وقالت وكالة الأناضول للأنباء أمس نقلاً عن الجيش التركي إن القصف الذي نفذه الجيش عبر الحدود والضربات الجوية لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة قتلت 14 من متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. ونقلت الوكالة عن القوات المسلحة أن نيران المدفعية التركية وتسع ضربات جوية أصابت 11 هدفاً لتنظيم الدولة الإسلامية كان يعتقد أنّها تستعد لقصف تركيا.
واستهدفت الضربات عدة مناطق قرب بلدة أعزاز السورية التي تقع غربي منطقة عمليات تدعمها الولايات المتحدة ضد متشددي الدولة الإسلامية وجنوبي بلدة كلس التركية الحدودية التي تعرضت مرارًا لقصف صاروخي من الدولة الإسلامية.
وأطلق آلاف المقاتلين السوريين الذين يدعمهم فريق أمريكي صغير للعمليات الخاصة هجومًا كبيرًا يوم الثلاثاء لطرد مقاتلي الدولة الإسلامية من "جيب منبج" إلى الشرق قرب الحدود التركية والذي يستخدمه التنظيم كمركز لوجيستي.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الخميس إن الهجوم الذي تدعمه الولايات المتحدة نفذته قوات عربية بالأساس وليس مقاتلون أكراد في إشارة إلى موافقة ضمنية للعملية. ويضم تحالف قوات سوريا الديمقراطية وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا تنظيما إرهابيا وامتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن أعمال عنف في جنوب شرق تركيا منذ 30 عامًا من أجل الحصول على حكم ذاتي للأكراد.