نائلة البوسعيدية: فريق الصم يحقق مراكز متقدمة في المنافسات الرياضية ويشارك في الدورة الرمضانية لـ"الرؤية" قريبا

اللجنة العمانية للصم تنظم سلسلة من البرامج التثقيفية لتنمية مواهب ذوي الإعاقة في مختلف المجالات

الهوتي: الاهتمام بتطوير مهارات ذوي الإعاقة لا يقتصر على الجوانب التعليمية وإنما يشمل الرياضة والفنون

المعمري: فئة الصم لديهم عزيمة وإصرار على اكتساب المعرفة والاندماج مع كافة فئات المجتمع

الرؤية - محمد قنات

قالت السيدة نايلة بنت حمد البوسعيدية رئيس اللجنة العُمانية للصم إنّ صاحب الجلالة -حفظه الله ورعاه- والحكومة الرشيدة يولون فئة الصم اهتماماً كبيراً، من خلال العمل على توفير كافة سبل الرعاية التي من شأنها أن تساعدهم على الاندماج في المجتمع، مشيرة إلى أن الأوامر السامية التي أصدرها جلالته لإنشاء نادٍ خاص لفئة الصم والبكم في السلطنة دليل واضح على اهتمامه بحقوق جميع فئات المجتمع وحرصه على توفير كافة الاحتياجات لضمان راحتهم. وأضافت البوسعيدية أنّ فئة الصم لديهم فرق رياضية تشارك في المنافسات الداخلية والخارجية واستطاعوا أن يحرزوا مراكز متقدمة في جميع المنافسات وأن يثبتوا وجودهم بالعروض الرياضية القوية، وهناك الكثير من الجهات التي تطلب مشاركة الصم في كثير من المنافسات خاصة كرة القدم التي برعو فيها من خلال مشاركاتهم المتعددة، مشيرة إلى أن الصم يشاركون في الدورة الرمضانية الرياضية المقبلة التي تنظمها "الرؤية" إلى جانب العديد من الفرق الرياضية الأخرى.

واعتبرت البوسعيدية أنّ إنشاء النادي وبدء نشاطه خطوة كبيرة انتظرها الجميع لما لها من وقع خاص في نفوس الصم الذين يمتلكون فنوناً من المواهب تحتاج إلى الرعاية، لافتة إلى أن الإدارة لم تقصر خدمات النادي على الصم فقط وإنما يفتح النادي بابه لجميع فئات المجتمع خصوصًا المدارس والمؤسسات الحكومية والخاصة.

وأضافت البوسعيدية وخلال فترة وجيزة تمّ تكوين فريق لكرة القدم وتمت المشاركة في البطولات المحلية التي ينظمها اتحاد كرة القدم وأحرزنا المركز الأول لهذه الفئة والبطولة الثانية كانت خماسيات مع الشركات حيث تمّ الاتفاق مع مدرب ومساعد مدرب لتولي مهمة تدريب الفريق كما تمّ التعاقد مع مدربه للبنات واللجنة لديها برنامج للبنات الذين ارتفع عددهن إلى 30 فتاة حيث ينحصر نشاطهن في الكرة الطائرة والسلة وتنس الطاولة.

وأشارت رئيس اللجنة العمانية للصم إلى أنّ معظم الصم يتركز اهتمامهم على ممارسة كرة القدم، وعلى مستوى الخليج فإن أول فريق لكرة القدم للصم كان في السلطنة وثمنت التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بإنشاء ناد خاص للصم والبكم، مؤكدة أن النادي بمثابة صرح علمي ورياضي وثقافي واجتماعي لفئة الصم والبكم، وهو حافز لذوي الإعاقة للمشاركة في المنافسات المحلية والدولية.

الجوانب التعليمية والتثقيفية

وقال هاني خميس الهوتي نائب رئيس اللجنة إنه في ظل النهضة المباركة لم يقتصر الاهتمام بذوي الإعاقة على الجوانب التعليمية والتثقيفية والوظائف فحسب، بل تعدى إلى الجانب الرياضي، باعتبار أنّ هذه الفئة لها كامل الحقوق؛ حالها حال أي مواطن سليم معافى، حيث كان الاهتمام بها منذ البدايات الأولى للنهضة المباركة، وأخذت الحكومة على عاتقها تأهيل الأطفال ذوي الإعاقة بتقديم كامل الرعاية لهم وابتعاثهم إلى الخارج لتأهيلهم وتدريبهم وبالتالي دمجهم في المجتمع، إذ لم تكن ساعتئذ هناك مراكز ومدارس خاصة بهم، ولكن الأمر اليوم اختلف كثيرًا فتعددت المراكز والمدارس الخاصة بذوي الإعاقة، وأصبحوا يشغلون كثيرًا من الوظائف الإدارية، وفي المجال الرياضي أخذوا يتبوأون المراكز الأولى والمتقدمة، ولهم مشاركات على المستوى الخليجي والمستوى الدولي فحققوا نتائج طيبة عكست الاهتمام الكبير الذي توليه حكومة السلطنة لتطوير الحركة الرياضية في البلاد وتوظيف طاقات الشباب والارتقاء بمستوياتهم.
وقال الشيخ رشاد الهنائي إن نادي الأمل للصم أصبح نقطة تجمع وانطلاق لمواهب الصم حيث إن هنالك فئة من الصم لديهم مواهب في رياضات متعددة والآن النادي يرعى تلك المواهب ويقدم لهم الدعم المعنوي والفني حتى تتطور تلك المواهب. وتابع أن النادي لديه أنشطة متعددة واستطاع أن يستقطب عددا كبيرا من الأعضاء الذين وجدوا فيه الملاذ لتطوير مواهبهم ونتمنى أن يكون أحد آليات دمج فئة الصم مع مختلف فئات المجتمع باعتبار أن النادي يرتاده جميع فئات المجتمع من أجل إقامة أنشطة مختلفة منها الاجتماعي والثقافي.

دورة "الرؤية" الرمضانية

وقال يحيى بن عزان المعمري إن النادي لديه مشاركات في عدد من الرياضات ومن بينها كرة القدم وخلال فترة رمضان سيشارك في الدورة الرياضية الرمضانية التي تنظمها جريدة الرؤية ومثل هذه الدورات تنمي مهارات الصم في كرة القدم وتؤهلهم للمشاركات على الصعيد المحلي والخارجي. وقد طال انتظارنا لنجد مكانا يحتضن قدراتنا وإبداعاتنا ويجعلنا فاعلين في المجتمع، لذلك يعد نادي الأمل للصم من الخطوات الإيجابية التي نستشرف خلالها الكثير من المبادرات والأنشطة والفعاليات التي تجعلنا نبذل قصارى جهدنا لنثبت للمجتمع أننا موهوبون في أكثر من مجال. ويمثل النادي بصيص أمل لنا، فهو صوتنا الذي فقده الكثيرون، ومن خلاله تصبح أنشطتنا لساناً نتحدث به عندما نكون عاجزين عن الحديث.

وقال زاهر على السناوي إن عمان هي البلد الذي لا يبخل على مواطنيه في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-، فلدينا كل ما نريد حتى وإن حرمتنا الأقدار من بعض الأشياء وأصبحنا أمام الجميع نفتقد لحاسة من الحواس التي تجعلنا قريبين من غيرنا بالتواصل، لكن ولله الحمد لم نجد كل تلك التفرقة المتوقعة بل على العكس هناك من احتوانا واحتضننا، وها نحن نمتلك نادي الأمل الذي وفر لنا فرصاً حقيقية تستوعب طاقاتنا وتطلعاتنا وقدراتنا وتجعلنا مواكبين وإيجابيين من خلال الأنشطة التي نوجدها في النادي. وأضاف أنّ النادي ليس فقط مكاناً نجتمع فيه وإنما موقع نمارس فيه هواياتنا ونبرز قدراتنا من خلاله ويمكن لفئة الصم والبكم في المجتمع من خلاله أن يندمجوا مع العالم من حولهم، ونحن كغيرنا من الناس حصلنا على العون والدعم الحقيقي من الوطن الذي يعمل على تحفيزنا والاهتمام بقدراتنا المختلفة.

وأشار السناوي إلى أنّ المنتخب العماني للصم سبق ومثل السلطنة في البطولة الخليجية لكرة القدم الخاصة بالصم التي أقيمت بمملكة البحرين واستطاع أن يحقق مراكز متقدمة في بطولة شاركت فيها معظم المنتخبات الخليجية الإمارات العربية ومملكة البحرين والمملكة العربية السعودية والكويت. وأضاف أن الصم لديهم مواهب تحتاج الى الدعم والتشجيع مؤكدا أن هذه الإنجازات جاءت في إطار الاهتمام الواضح الذي تبديه الحكومة الرشيدة لهذه الفئة والعمل على توفير الاحتياجات والمتطلبات التي يحتاجونها كما أنّ هذه الخطوات تسير نحو دمج الصم في المجتمع خاصة وأنّ الصم ليسوا عالة على المجتمع بل هم أشخاص مؤثرين ولديهم أدوار منوطة بهم لخدمة المجتمع في كافة المجالات.

وقال حمد سعيد المعمري إنّ لكل إنسان في الحياة نظرة، ولكل منّا توجه لكن في كثير من الأحيان هناك أمور تحدث لنا دون أن نعلم أو نخطط لها لكن تظل قدرة الله فوق كل شيء، فالحمد لله ننعم بالكثير من الاهتمام من قبل الجهات المعنية ولا تبخل علينا بالبحث والتقصي عن كل ما من شأنه أن يُغير مصير حياتنا ويصنع لنا مساراتنا المختلفة، وقد جاء نادي الأمل ليحقق لنا الكثير من الخطوات الإيجابية، التي تكمن في إيجاد الكثير من الأنشطة والفعاليات المختلفة التي تجعلنا فاعلين وتساعد في تطوير المواهب والقدرات، وإبراز طاقاتنا للمجتمع. كما أنّ نادي الأمل هو الأمل لنا لمستقبل أجمل وحياة مختلفة، ولا نريد إلا المزيد من الدعم لهذا المركز على الدوام لأنّ المُنتمين والمنتسبين إليه هم أبناء الوطن الذين بحاجة إلى وقفة جادة في الأخذ بأيديهم وجعلهم قادرين على الاندماج مع مجتمعهم.

تعليق عبر الفيس بوك