سوريا: مقتل العشرات في اشتباكات بين المعارضة و"داعش".. و"التحالف" وتركيا يقصفان أهدافا لـ"التنظيم"

الأمم المتحدة تدعو الحكومة السورية للتوقف عن منع تسليم المساعدات

بيروت - رويترز

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ عشرات قتلوا في الاشتباكات بين تنظيم الدولة الإسلامية والمعارضة السورية قرب الحدود التركية على مدى اليومين الماضيين حيث يواصل التنظيم هجوما أدى إلى مكاسب ميدانية سريعة. وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أن مقاتلي التنظيم دخلوا مدينة مارع التي تسيطر عليها المعارضة في وقت مبكر أمس في هجوم بسيارتين ملغومتين على الأقل مشيرا إلى استمرار الاشتباكات.

وتابع المرصد أن التقدم الذي حققه التنظيم يوم الجمعة وتمكن بموجبه من عزل مارع عن بلدة إعزاز الخاضعة أيضا للمعارضة يمثل أكبر مكسب للتنظيم في حلب خلال عامين. ويقاتل التنظيم فصائل معارضة منضوية تحت لواء الجيش السوري الحر منذ العام الماضي لكن الاشتباكات احتدمت في الأسابيع الأخيرة. وقال المرصد إنّ 27 مدنيًا على الأقل و41 مقاتلا قتلوا في اليومين الماضيين. وأضاف المرصد أنّ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة الدولة الإسلامية شن غارات جوية على بعض مواقع التنظيم في واحدة من البلدتين. ويدعم التحالف مقاتلين ومنهم وحدات حماية الشعب الكردية في هجومها ضد الدولة الإسلامية في ريف محافظة الرقة المجاورة التي يعتبرها التنظيم عاصمته الفعلية.

ونقلت وسائل إعلام تركية أمس عن مصادر عسكرية قولها إن ضربات جوية شنتها تركيا والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قتلت 104 متشددين من تنظيم الدولة الإسلامية ردا على أحدث هجوم على إقليم حدودي تركي. وذكرت صحيفة صباح الموالية للحكومة أن خمسة أشخاص أصيبوا يوم الجمعة عندما أطلقت صواريخ من منطقة خاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية في شمال سوريا على إقليم كلس التركي الحدودي. وأصابت صواريخ من مناطق للدولة الإسلامية كلس أكثر من 70 مرة منذ يناير مما أسفر عن مقتل 21 شخصا بينهم أطفال. وقال مسؤولون أمنيون إن ذلك يحدث نتيجة حوادث عرضية عبر الحدود وأيضا نتيجة الاستهداف المتعمد. واستولت الدولة الإسلامية على مزيد من الأراضي قرب الحدود التركية من مقاتلين سوريين يوم الجمعة مما أثار مخاوف من موجة جديدة من المدنيين الفارين من القتال.

وطالب مسؤول بالأمم المتحدة الحكومة السورية وجماعات المعارضة يوم الجمعة بالتوقف عن التدخل في تسليم المساعدات الغذائية والطبية للمدنيين المحاصرين في مناطق محاصرة أو يصعب الوصول إليها.

وقال ستيفن أوبراين وكيل الأمين العام للأمم المتحدة في كلمة بمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة "استمرار استخدام الحصار والتجويع كسلاح في الحرب أمر يستحق اللوم." وأضاف قائلا "استنادا إلى أحدث المعلومات تشير تقديراتنا الحالية إلى أنّ نحو 592700 شخص يعيشون في مناطق محاصرة" موضحا أن أغلبها تطوقها القوات الحكومية.

وقال أوبراين إن الحكومة وبدرجة أقل جماعات المعارضة التي تقاتل بعضها وتقاتل الحكومة تتدخل عمدا وتقيد تسليم المساعدات. وشكا أوبراين من أن الأمم المتحدة طلبت إرسال قوافل مساعدات لخمسة وثلاثين منطقة محاصرة ويصعب الوصول إليها في سوريا في مايو أيار ولكن الحكومة لم توافق إلا على الدخول بشكل كامل لأربعة عشر منطقة منها وعلى الدخول الجزئي لثماني مناطق أخرى. وأضاف أنّ أطراف الصراع واصلت أيضا الاستيلاء على إمدادات طبية مهمة من قوافل المساعدات.

وقال "أخذ أدوية تنقذ الحياة وإمدادات طبية مثل أدوات الجراحة وأدوات الولادة ولوزام الطوارئ استمرت دون توقف مع أخذ إمدادات لما يقدر بنحو 150 ألف حالة علاج من القوافل منذ بداية العام." وشكك بشار الجعفري سفير سوريا لدى الأمم المتحدة في دقة ادعاءات أوبراين وأنحى باللوم في معظم أعمال العنف ضد المدنيين في سوريا على تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة. وقال أوبراين للمجلس إنه متمسك بما أعلنه.

وقالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سامانثا باور إن هذه الشكاوي من سوريا ساخرة في ضوء أنها "حكومة تسحب حليب الأطفال من القوافل (بالإضافة إلى) المخدر ومعدات الجراحة.

وقالت روسيا إنها كثفت غاراتها الجوية على مواقع نفطية تسيطر عليها جبهة النصرة- ذراع تنظيم القاعدة في سوريا- لكنها انتقدت الولايات المتحدة لرفضها الانضمام إليها. وعرضت روسيا يوم الجمعة الماضي على الولايات المتحدة وحلفائها شن غارات مشتركة على فصائل من المعارضة السورية بينها جبهة النصرة غير المشمولة باتفاق الهدنة لكن واشنطن أوضحت أنها غير مهتمة كثيرا بهذه الفكرة.

وقال سيرجي رودسكوي رئيس قيادة العمليات الرئيسية بهيئة أركان الجيش الروسي في إفادة صحفية "الرد الذي وصلنا من الولايات المتحدة.. لا يتصوّر عملا مشتركا ضد المنظمات الإرهابية.. وهو أمر يؤدي لمزيد من التصعيد في الصراع." وأضاف رودسكوي أن جبهة النصرة استعادت في الوقت نفسه بعضا من كفاءتها القتالية وعوضت النقص في مخزونها من الأسلحة والذخيرة وبدأت عمليات عسكرية.

وتابع أنّ جبهة النصرة تستغل اتفاقا سابقا يقضي بوقف الأعمال القتالية في الكثير من المواقع وتستغل أيضا انتشار وحداتها عادة في نفس مناطق انتشار المعارضة المعتدلة.

وقال رودسكوي "للأسف شركاؤنا الأمريكيون لا يقومون بأي خطوات حاسمة ما عدا الإلحاح في المطالبة بعدم شن غارات على جبهة النصرة.. لأن وحدات المعارضة المعتدلة ربما تتمركز في مناطق قريبة." وقال إنّ روسيا- بعد أن ناقشت مع خبراء أمريكيين الحاجة لتقويض القدرات الاقتصادية للجهاديين- كثفت غاراتها اعتبارًا من 20 مايو على مواقع نفطية وطرق تهريب إلى تركيا تابعة لجبهة النصرة. لكنّه قال إنّ القضية الرئيسية لم تحل بعد. وقال "المزيد من التأخير من جانب شركائنا الأمريكيين في حل مسألة التفرقة بين وحدات المعارضة التي تملك (واشنطن) نفوذًا عليها وبين الإرهابيين.. يؤدي إلى عرقلة عملية السلام ويتسبب في استئناف الأعمال العسكرية بسوريا." ورفضت واشنطن بشدة مشاركة قواتها مع روسيا في سوريا منذ بدأت موسكو شن حملة غارات جوية في سبتمبر أيلول الماضي وتتهمها باتخاذ إجراءات أحادية لدعم الرئيس السوري بشار الأسد.

تعليق عبر الفيس بوك