43 ورقة عمل تناقش خمسة محاور أساسية بالمؤتمر الدولي للاستثمار في النخيل والتمور.. والتصنيع والتسويق بصدارة النقاشات

تدشين الموقع الإلكتروني لمشروع زراعة المليون نخلة.. وافتتاح معرض مصاحب لإبراز أحدث تقنيات الإنتاج

< الساجواني: "الزراعة" تزود مشروع المليون نخلة بـ40 ألف فسيلة سنويا

< الشقصي: الانتهاء من تجهيز 11 مزرعة تستوعب 600 ألف نخلة

< الحمدان: النخلة العمود الفقري للأمن الغذائي في السلطنة

انطلقتْ، أمس، فعاليات المؤتمر الدولي للاستثمار في قطاعي النخيل والتمور (الواقع والآفاق)، والذي تُنظِّمه المديرية العامة لمشروع زراعة المليون نخلة بديوان البلاط السلطاني، بمشاركة عدد من المنظمات الدولية المهتمة بمجال النخيل والتمور والزراعة والعديد من الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني بالسلطنة، ويستمر ثلاثة أيام.

وقال مَعَالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية -على هامش رعايته لحفل افتتاح المؤتمر- إنَّ مشروع زراعة المليون نخلة هو أكبر مشروع زراعي في السلطنة حتى الآن؛ حيث يتم تنفيذه بتوجيهات سامية ومتابعة من جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه.

الرُّؤية - فايزة الكلبانيَّة

وأضافَ بأنَّ المشروع يُمثل نقلة نوعية للنخلة وأهميتها، والتركيز على أصناف عالية الجودة تلقى قبولًا في السوق المحلي وأيضا في الأسواق الخارجية. وأشار معالي الدكتور وزير الزراعة والثروة السمكية إلى أنَّ المشروع سوف يُعيد للنخلة التي ارتبطت بتاريخ عمان وأهلها مكانتها الطبيعية بالجودة والنوع والأصناف، خصوصا ما يتعلق بالاستثمار والصناعات التحويلية والتسويق وتقليل النقص في إنتاج النخيل. وأكد معاليه تنسيق الجهات المختلفة مع وزارة الزراعة والثروة السمكية؛ حيث تقوم الوزارة بإنتاج الفسائل النسيجية لتزويد المشروع بحوالي 40 ألف فسيلة سنويًا تقوم برفد المشروع، ويتم التركيز على أربعة أصناف من التمور. موضحًا أنَّ المشروع يرتكز على أحدث الأسس والتخطيط السليم المتمثل في البحث عن الأراضي الصالحة للزراعة، وكميات مياه مستدامة، تبقي المشروع قائمًا لسنوات طويلة، إضافة إلى توفير الفسائل المناسبة حتى يستمر المشروع حسب ما تم التخطيط له.

تفاصيل المشروع

وألقى الدكتور سيف بن راشد الشقصي مدير عام المديرية العامة لمشروع زراعة المليون نخلة، كلمة؛ قال فيها: إنَّ الأوامر السامية وُضعت محلَّ التنفيذ، حيث تمَّ حتى الآن تجهيز 11 مزرعة تستوعب 600 ألف نخلة، وسيتم استكمال الباقي في السنوات القليلة المقبلة. وأن المشروع أتم الخرائط والتصاميم للمختبر المركزي، والذي سيتكون من ستة أفرع؛ لكي يكون صمام أمان للمشروع لضمان الجودة في الإنتاج واستدامة المزارع بشكل عام. وحول التصنيع والتسويق والاستثمار، قال الشقصي: إن هذا المؤتمر يأتي في سياق سبر الأغوار ومعرفة اتجاهات صناعة التمور ومنتجات النخيل، والتحديات التي تواجهها سواء تصنيعية او استثمارية او تسويقية. ومضى الشقصي قائلا: إنَّ هذا المؤتمر سيشكل منصة للحوار وتبادل الأفكار والرؤى، للخروج بتوصيات واضحة علمية تساهم في تنمية قطاع النخيل في السلطنة، إذ يجمع خبراء زراعة النخيل وخبراء تصنيع التمور وخبراء الاستثمار والتسويق تحت سقف واحد، وسيعمل على تقريب الفجوة بين كل الفئات في سبيل تحقيق مصالح الجميع والتكامل بين من يزرع ويستثمر ويصنع ويسوق.

وتابع الشقصي: "لقد نال هذا المؤتمر الدولي إقبالا كبيرا من حيث المشاركة العلمية من خلال تقديم عدد 43 ورقة عمل من خارج وداخل السلطنة، وستناقش خلال الثلاثة أيام خمسة محاور أساسية؛ هي: الاستثمار في قطاع النخيل والتمور (الواقع والآفاق)، ومعاملات ما بعد الحصاد والتقنيات الحديثة المرتبطة بها وطرق التخزين، وتصنيع وتسويق التمور ومنتجات النخيل ومشتقاتها، والمواصفات والمقاييس المتعلقة بالتمور والصناعات المصاحبة، وتجارب علمية وقصص نجاح". وزاد بأنه سيتم على هامش هذا المؤتمر تنظيم معرض مصاحب عن التمور ومنتجاتها، وسيشمل على عرض نماذج من الصناعات المنزلية والصناعات المعتمدة على أجزاء النخلة المختلفة والصناعات الحرفية القائمة عليها، وعرض العديد من الدراسات والتقارير والنشرات عن إنتاج وتسويق التمور، وعرض المواصفات القياسية للتمور بمختلف درجاتها والتي ستكون مرجعاً مهماً لمزارعي ومنتجي ومصنعي التمور.

التجربة السعودية

من جانبه، ألقى الأستاذ الدكتور عبدالله محمد الحمدان أستاذ هندسة التصنيع الغذائي وتقنيات التمور المشرف على كرسي تقنيات وتصنيع التمور بجامعة الملك سعود، محاضرة الافتتاح بعنوان "دور الاستثمار في صناعات التمور ومنتجات النخلة في تعزيز واقع الأمن وآفاق الخزن الإستراتيجي بدول مجلس التعاون الخليجي". وقال الحمدان إنَّ النخلة شجرة مباركة تلائم زراعتها أغلب مناطق شبه الجزيرة العربية. وأشار إلى عدة محاور رئيسية منها نظرة على تراث النخيل وتحديات التوسع في زراعة النخيل والاستثمار في حفظ وصناعات البسر والبلح أو الخلال والاستثمار في حفظ الرطب وفي صناعات التمور التحويلية وفي منتجات النخلة الأخرى والأمن الغذائي والخزن الإستراتيجي للتمور وآفاق النخلة المستقبلية. وتطرق الحمدان إلى رؤية حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بأهمية النخلة في الموروث الثقافي والحضاري باعتبارها العمود الفقري للأمن الغذائي في السلطنة؛ حيث سيتم إنشاء مصنع مركزي لتعبئة وتغليف وتصنيع التمور لرفع الجودة والتصنيع والتسويق وتقليل الفاقد وسيشمل العديد من الصناعات التحويلية الأخرى مثل صناعة الدبس والسكر السائل والايثانول والخل والصناعات السليوزية.

وحول الاستثمار في الصناعات التحويلية للتمور، أكد أستاذ هندسة التصنيع الغذائي وتقنيات التمور المشرف على كرسي تقنيات وتصنيع التمور بجامعة الملك سعود، دعوة الباحثين والإعلاميين وأوساط المجتمع للاستثمار في هذا القطاع وأهمية الاستفادة من التمور في صناعات تحويلية لاستغلال الفائض لتكون سلعًا ذات قيمة مضافة؛ حيث تشير التقديرات إلى أنَّ متوسط فائض التمور فقط في المملكة العربية السعودية وصل إلى 20% أي حوالي 200 ألف طن سنويا. واستعرض الحمدان الأبعاد الإستراتيجية للنخيل والتمور في الأمن الغذائي المتمثلة في توفير فاتورة استيراد العديد من المنتجات الصناعية وتوفير عملة صعبة تغني عن استيراد كثير من المحليات المستوردة وتطوير منتجات جديدة للتوأمة بين التمور والألبان واستغلال التمور في الخزن الإستراتيجي للغذاء مما يسوق للمنتج المحلي، إضافة إلى توفير فرص عمل للمواطنين في صناعات متطورة من النخلة وغيرها من الأبعاد.

تدشين الموقع الإلكتروني

وشَهِد الحفل تدشين الموقع الإلكتروني للمديرية العامة لمشروع زراعة المليون نخلة وافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر، الذي يضمُّ أحدث التقنيات المبتكرة في مجال إنتاج، وتصنيع وتسويق التمور، إضافة إلى عرض العديد من الدراسات العلمية المختلفة والتقارير والنشرات عن انتاج وتسويق التمور.

ويهدفُ المؤتمر إلى التعرف على الرؤى العالمية في مجال الاستثمار بقطاع النخيل إنتاجا وتصنيعًا وتسويقًا، ووضع آلية للتغلب على مشاكل ومعوقات التسويق والاطلاع على التقنيات المتبعة في فرز وتعبئة التمور والاستفادة من مشتقاتها صناعيا وتبادل الخبرات والاطلاع على التجارب التسويقية الناجحة ووضع المواصفات والمقاييس المعتمدة لجودة التمور ومنتجاتها.

إلى ذلك، يُناقش المؤتمر 5 محاور رئيسية في مجال الاستثمار والتصنيع وتسويق التمور، ويعرض للعديد من التجارب العالمية التي يقدمها المشاركون من خارج السلطنة في نفس المجال، إلى جانب استعراض عدد من الدراسات والتقارير والنشرات الخاصة بإنتاج وتسويق التمور وعرض المواصفات القياسية للتمور بمختلف درجاتها. ويقدم المؤتمر التقارير والدراسات العلمية المختلفة عن التقنيات المبتكرة والتجارب التطبيقية في مجال زراعة وخدمة النخيل وإنتاج التمور وصور لحالات نادرة وغريبة ومتميزة عن نخلة التمر. ويُقام على هامش المؤتمر معرض يضم أحدث التقنيات في مجال إنتاج وتصنيع وتسويق التمور، بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والخاصة من داخل السلطنة وخارجه.

الجلسة الأولى

وانطلقتْ الجلسة الاولى من المؤتمر برئاسة المكرم الدكتور راشد اليحيائي عميد كلية الزراعة بجامعة السلطان قابوس، ومقرر الجلسة الأستاذ الدكتور عبدالباسط عودة إبراهيم خبير بستنة بالمديرية العامة لمشروع زراعة المليون نخلة. فيما استعرضَ الدكتور عبدالوهاب بن زايد أمين عام جائزة خليفة الدولية للنخيل والابتكار الزراعي بدولة الإمارات العربية المتحدة، مهمة الجائزة في تشجيع العاملين في القطاع الزراعي وقطاع نخيل التمر من الباحثين والمزارعين والمنتجين والمصدرين؛ سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات، إضافة إلى تكريم الشخصيات المؤثرة في قطاع الابتكار الزراعي وقطاع التمر على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. وأبرز الدكتور عبدالوهاب زايد رؤية الجائزة المتمثلة في تعزيز الابتكار الزراعي وقطاع نخيل التمر وأبحاث نخيل التمر؛ من خلال دورها الريادي على المستوى العالمي في هذا المجال وتدعيم الأبحاث والابتكارات المتعلقة بتطوير القطاع الزراعي وقطاع نخيل التمر وإقامة تعاون وطني وإقليمي ودولي بين الجهات المختلفة ذات الصلة بالابتكار الزراعي ومجال نخيل التمر والحفاظ على استمرار هذا التعاون ونشر ثقافة نخيل التمر على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

مراكز استثمارية

وأشار الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز الجنوبي أستاذ هندسة الآلات والمعدات الزراعية بجامعة الملك سعود، في ورقة عمل له، إلى الفرص الاستثمارية بقطاع الخدمات المساندة لمزارعي النخيل. وقال: إنَّ هناك تحولا كبيرا في صناعة الزراعة وتحول المشاريع الزراعية إلى مراكز استثمارية، عوضا عن كونها مصدرًا للعيش للمزارع وأهل بيته. واضاف بأن تعدد مهام العمل في مزارع النخيل والتمور من متابعة الإنتاج ومراقبة الإصابة والرش والأعمال التخصصية في الجني والصرام، ثم الفرز والتعبئة والتغليف، كلُّ ذلك أدى إلى إيجاد فرص استثمارية متعددة في هذه الخدمات المساندة معززة بالتوسع في تقنية المعدات الزراعية.

وقدَّم المهندس عيسى الناعبي رئيس قطاع المنتجات الغذائية ببنك التنمية العماني، ورقة عمل حول "إجراءات تمويل القطاع الزراعي"، والتي من ضمنها مصانع ووحدات التمور. فيما قدمت المهندسة منصورة العامرية باحثة صناعات غذائية بوزارة الزراعة والثروة السمكية ورقة حول "مجالات الاستثمار في تصنيع التمور".

وفي إطار مُتصل، حملتْ الجلسة الثانية عنوان "الاستثمار في قطاع النخيل والتمور.. الواقع والمأمول"، وترأس الجلسة المهندس صالح بن محمد الشنفري الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة، ومقرر الجلسة الدكتور مجدي بن محمد فواز مهندس استشاري بالحدائق والمزارع السلطانية بشؤون البلاط السلطاني.

المعرض المصاحب

إلى ذلك، يضمُّ المعرض نماذج من أصناف التمور المنتجة وأخرى من الصناعات المنزلية والصناعات المعتمدة على التمور ومكونات النخلة الأخرى، وجناحًا خاصًا للصناعات التراثية والتقليدية المعتمدة على أجزاء النخلة الاخرى، وجناحًا للأدوات التقليدية والتراثية المستخدمة في خدمة نخيل التمر، وجناحًا خاصًا للشركات المصنعة لمكائن ومعدات وآلات وتقنيات خدمة الاشجار، وجناحًا للآلات ومعدات معاملة التمور بعد الحصاد (التجفيف والفرز والغسيل والتعقيم والمخازن المبردة).

ويعدُّ المعرض المصاحب فرصة سانحة للمشاركين والزوار من داخل السلطنة وخارجها للتعرف على أحدث التكنولوجيات المتطورة في مجال تصنيع وتسويق التمور؛ إذ يُمكن التعاقد مباشرة مع تلك الشركات والاستفادة منها في مجال تصنيع وتسويق منتجاتهم من التمور أو الاستفادة من المعدات المعروضة في تطوير الصناعات القائمة على النخيل لديهم.

تعليق عبر الفيس بوك