انطلاق الملتقى العماني اليمني للاستثمار في ظفار.. وأوراق العمل تبرز المميزات التنافسية للمحافظة على المستوى الإقليمي

صلالة - إيمان الحريبي- سالم كشوب

رعى معالي السيد محمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار أمس افتتاح فعاليات "الملتقى العماني اليمني لتسهيل الاستثمار"، وذلك بحضور معالي الدكتور رشيد بن الصافي الحريبي رئيس مجلس المناقصات، وعدد من أصحاب السعادة ورواد ورائدات الأعمال من الجانبين العماني واليمني، ويستمر الملتقى حتى غد الثلاثاء في فندق كراون بلازا صلالة.

وانطلق الملتقى بكلمة ألقاها الشيخ عبدالله بن سالم محاد الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة ظفار، الجهة المنظمة للملتقى، حيث رحّب بالحضور. وقال الرواس إنّه من منطلق حرص غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة ظفار على المساهمة في تحقيق الأهداف الموضوعة من قبل حكومتنا الرشيدة لاستقطاب الاستثمارات الخارجية وتذليل جميع العقبات التي تؤخر أو تمنع تنفيذها، وللاطلاع على ما هو جديد من قوانين وتشريعات لتسهيل الاستثمارات؛ مثل المحطة الواحدة وإمكانية امتلاك المستثمر لمشروعه بنسبة 100%.

وأضاف أنه يأمل من هذا الملتقى الخروج بتوصيات تساعد على تنفيذ هذه الاستثمارات وتحقق الأهداف الموضوعة، مشيرًا إلى أن الملتقى سيتخلله تقديم أوراق عمل وزيارات ميدانية للمناطق الصناعية والاستثمارية، وهوما يعد فرصة للمستثمرين من الجانبين اليمني والعماني لتبادل الآراء والخبرات وطرح المبادرات ومناقشة الفرص الاستثمارية بالسلطنة بشكل عام وبمحافظة ظفار بشكل خاص، لما يعود بالنفع على الجميع، مؤكدا أنّ اليمن الشقيق يرتبط مع السلطنة بعلاقة وطيدة ينبغي استثمارها.

وألقى عمر عبدالرحمن باجرش رئيس الوفد اليمني المشارك في الملتقى، كلمة قال فيها: "إننا نتطلع لمثل هذا الملتقى منذ فترة طويلة لتبادل الخبرات ولإيجاد شراكة حقيقية ومستمرة ودائمة للمستثمرين من البلدين في مختلف المجالات التجارية، فالفرصة مواتية في ظل الظروف الاقتصادية العالمية لاستثمار رأس المال اليمني في السلطنة؛ كونها بيئة آمنة تمتاز بمقومات اقتصادية جاذبة لاسيما لرواد الأعمال". وأضاف باجرش أنّ بوادر هذه الأعمال بدأت في بعض المناطق؛ أهمّها المنطقة الحرة والميناء ومنطقة المزيونة، مشيرا إلى تطلع الوفد اليمني عبر هذا الملتقى إلى إيجاد حلول لبعض التحديات التي قد تواجه المستثمرين اليمنيين وتذليل بعض الصعوبات، خاصة فيما يتعلق بحركة الانتقال لرواد الأعمال أو البضائع والجوانب المتعلقة بالتعرفة بالنسبة للموانئ. وأوضح أنّ هذا الملتقى يعد امتدادًا للتواصل والترابط بين السلطنة وجمهورية اليمن ومحاولة لتنشيط التبادل التجاري وإيجاد مزيد من فرص الاستثمار اليمني بالسلطنة، من خلال الاطلاع على التسهيلات والفرص الاستثمارية والإجراءات والقوانين المعمول بها.

إلى ذلك، تمّ تقديم عرض مرئي حول فرص وعوامل الاستثمار التجاري بالسلطنة وقوانين الاستثمار المحلية والأجنبية وتعزيز بيئة الأعمال بالسلطنة.

فيما قال محسن بن علي المحضار مستثمر يمني إنّ السلطنة تتميز بالعديد من الخصائص الاستثمارية بفضل الإمكانات الاقتصادية الواعدة والموقع الجغرافي الفريد، الذي يساعد على جذب الاستثمارات. ولفت إلى أنّ السلطنة بلد واعد بالمزيد من فرص الاستثمار، كونها تطل على أفضل الأسواق وأكثرها كثافة سكانية، علاوة على القوة الشرائية، وهي أسواق اليمن والقرن الإفريقي.

وعن الاستثمار في المناطق الحرة (صلالة والمزيونة)، قال المحضار إنّ البداية تمثلت في بناء مخازن بالمنطقة الحرة بصلالة وسميت "ساجا" وتقع على بعد أربعة كيلومترات من ميناء صلالة، وهي جاهزة للتخزين والإيجار، وتم الانتهاء من المرحلة الأولى منها، وتم استئجارها من قبل مستثمرين. وأضاف أنّه تم البدء في تنفيذ المرحلة الثانية التي تتضمن بناء مخازن لإدارتها حسب طلب العميل، مع وجود نماذج جاهزة بمقاسات مختلفة. وفيما يتعلق بالاستثمار في المنطقة الحرة بالمزيونة والتي تقع على بعد 7 كيلومترات من المنفذ اليمني، أوضح المحضار أنّ المرحلة الأولى بدأت من خلال بناء المخازن العادية والمبردة وكذلك معارض المعدات، وتمّ الشروع في التسويق لها لتأجيرها، مشيرا إلى أنّ المنطقة الحرة منطقة واعدة ومشجعة على الاستثمار.

ولفت المحضار إلى أنّ هناك توجها لإقامة عدد من الصناعات والتي بدأ بعضها بشراكة عمانية يمنية قطرية، تحت اسم المجموعة العمانية اليمنية، ونتجت عنها مشاريع صناعية مثل الشركة العالمية للتغليف والشركة العمانية للاستثمار الصناعي ومشروع العبوات البلاستيكية "بي آي تي"، كاشفا عن أنّ هناك دراسة لعدة مشاريع أخرى سيتم الإعلان عنها لاحقا. وفيما يخص الخدمات الملاحية الشاملة، قال المستثمر اليمني إنّها تتمثل في شركة تخليص جمركي، تعمل بوتيرة عالية وتقدم الخدمات لزبائنها وتقوم بتخليص البضائع من ميناء صلالة وإعادة تصديرها لكل زبائنها، وتقوم بتوفير وسائل النقل البحري والبري إلى كل المناطق في اليمن، ولديها طاقم إداري ذو خبرة عالية، مشيرا إلى أنّ المستفيد الأكبر من عمليات النقل هم مالكي الشاحنات العمانية.

وخلال الملتقى قدّم المهندس هلال بن حمد الحسني الرئيس التنفيذي للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية ورقة عمل، تطرّق فيها إلى عدد من المحاور؛ منها الحديث عن البيئة الاستثمارية بالسلطنة والبنية الأساسية للسلطنة والتجارة الخارجية للسلطنة، ورؤية ورسالة وهدف المؤسسة العامة للمناطق الصناعية، وأهم الحوافز والمزايا الموجودة بالمؤسسة العامة للمناطق الصناعية.

وألقى المهندس عوض بن سالم الشنفري الرئيس التنفيذي للمنطقة الحرة بصلالة ورقة عمل تحدث فيها عن المزايا الاستثمارية بالسلطنة، وكذلك عن المنطقة الحرة بصلالة، والحوافز والمزايا المتوافرة فيها.. مشيرا إلى أن المنطقة تساهم بنحو 2.41% من الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة، وأنها استقطبت 25 استثمارًا بحجم 4 مليارات دولار أمريكي، ووصل عدد القوى العاملة المباشرة وغير المباشرة فيها إلى 4500 عامل، وحققت نسبة 28% في تعمين الوظائف.

ميناء صلالة

من جانبه، قال أحمد بن علي عكعاك نائب الرئيس التنفيذي لميناء صلالة إنّ ميناء صلالة يعد من أهم الموانئ العالمية في إعادة شحن الحاويات.

وتحدث بعد ذلك، المقدم منصور بن ناصر الرحبي مدير التعرفة والإحصاء رئيس فريق إدارة تنفيذ مشروع "بيان" رئيس فريق النافذة الإلكترونية الواحدة عن الخدمات الجمركية الإلكترونية ودعم المجتمع التجاري. ومن ثمّ بدأت الجلسة النقاشية الاقتصادية التي أدارها الإعلامي عامر العمري، وشهدت نقاشات مستفيضة عن آليات تيسير الاستثمار والتحديات التي تواجه أصحاب الأعمال والمستثمرين في المحافظة.

تعليق عبر الفيس بوك