الأزمة السياسية في العراق تحتدم

تفاقمت الأزمة السياسية في العراق أمس، وبلغت أطوارا جديدة باقتحام المئات من أنصار مقتدى الصدر المنطقة الخضراء بالعاصمة العراقية بغداد ودخول بعضهم إلى مبنى البرلمان بصورة اتسمت بالفوضى وتخللها اعتداء بالضرب على بعض نواب البرلمان.

ويأتي هذا الفصل الجديد في المشهد العراقي ليُعبّر عما تعيشه الساحة السياسية العراقية من اختلالات قد تؤدي إلى نتائج كارثية على هذا البلد الذي يعاني أصلاً من عدم الاستقرار الأمني جراء سيطرة داعش على مساحات واسعة، وانشغال القوات الحكومية في مواجهات دامية مع التنظيم بغية استرداد هذه الأراضي الواقعة تحت سيطرة التنظيم.

التطور الجديد في الساحة العراقية والمتمثل في اقتحام المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان، جاء بعد أن ندَّد الصدر بإخفاق السياسيين في إصلاح نظام المحاصصة السياسية الذي تلقى عليه مسؤولية انتشار الفساد، وفي أعقاب فشل البرلمان في استكمال النصاب القانوني في وقت سابق أمس السبت للتصويت على تعديل وزاري اقترحه رئيس مجلس الوزراء بعد التصديق على عدد قليل من الوزراء يوم الثلاثاء الماضي رغم مقاطعات من النواب المنشقين..

ورغم عدم وقوع اشتباكات تُذكر بين القوات الأمنية والمتظاهرين، إلا أنّ اقتحام المنطقة الخضراء شديدة التحصين حيث توجد مباني الحكومة والسفارات الأجنبية، يُعد في حد ذاته تطور لافت أدى إلى اتخاذ إجراءات استثنائية من قبل الأجهزة الأمنية لتأمين المواقع الحساسة وإغلاق جميع مداخل بغداد كإجراء احترازي للحفاظ على أمن العاصمة، إضافة إلى إيقاف الملاحة الجوية في مطار بغداد .

إنّ هذه التطورات قد تؤدي إلى انهيار الدولة ونتائج كارثية أخرى، ما لم يعمل العراقيون بمختلف نخبهم وتنظيماتهم السياسية على احتوائها، وتفادي آثارها الآخذة في التفاقم.

تعليق عبر الفيس بوك