جامعة السلطان قابوس تحتفل بـ"يوم الجامعة" السادس عشر غدا وسط إنجازات مضيئة وخطط مستقبلية طموحة

البيماني: سعي حثيث لمواءمة مخرجات التعليم العالي مع سوق العمل في السلطنة

الجامعة تتقدم في التصنيف العالمي للجامعات.. وينبغي تبني إستراتيجة متوازنة لنظام التصنيف

غياب قاعدة بيانات عن احتياجات سوق العمل يمثل تحديًا أمام "مواءمة المخرجات"

مسقط - محمد الفارسي

تحتفل جامعة السلطان قابوس صباح غد الإثنين بالذكرى السنوية السادسة عشر لزيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- والتي توافق الثاني من مايو من كل عام، وذلك تحت رعاية معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة بقاعة المؤتمرات بالجامعة.

وقال سعادة الدكتور علي بن سعود البيماني رئيس الجامعة إنّ الاعتماد المؤسسي للجامعة والاعتماد الأكاديمي لبرامجها أمر مهم لا مفر منه، ليتأكد المجتمع أن الجامعة تقوم بواجبها، علمًا بأنّ مكتب ضبط الجودة هو المسؤول عن متابعة كل برامج الكليات. وأوضح أنّ كلية الهندسة حصلت على تجديد الاعتماد الأكاديمي لبرامجها لأكثر من مرة، كما حصلت كلية الطب والعلوم الصحية وكلية التربية وكلية الآداب والعلوم الاجتماعية على الاعتماد الأكاديمي لبرامجها غير المعتمدة، وكذلك كليّة العلوم التي حصل عدد من أقسامها على الاعتماد الأكاديمي، وقريبًا كان حصول كلية التمريض على الاعتماد الأكاديمي. وأشار إلى أنّه يتبقى كليّة الحقوق وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكليّة الزراعة والعلوم البحرية التي لم تحصل على الاعتماد الأكاديمي لكافة البرامج المقدمة فيها، مؤكدا أنّ الجامعة تسعى للحصول على هذا الاعتماد. وأضاف البيماني أنّ هناك كليات تواجه تحديات أكبر في الحصول على الاعتماد الأكاديمي والعكس، فمثلا كلية الهندسة تحصل على الاعتماد الأكاديمي لأقسامها من الجهة العالمية المعروفة "ABET"، بينما في كلية العلوم لا توجد مؤسسة واحدة تقوم باعتماد كل البرامج بل هناك العديد من المؤسسات، وهذا يعتمد على التخصصات المتاحة في الكلية.

شراكة دائمة

وحول الشراكة مع المؤسسات البحثية، قال سعادته إنّ الجامعة تأسست على أساس قوي منذ البداية؛ حيث حققت الجامعة زيادة في عدد الأوراق البحثية العلمية للأعوام العشرة الماضية، وحسب موقع "Scopus" العالمي فإنّ الجامعة تنتج ما يقارب 70 في المئة من إنتاج السلطنة في المجال البحثي. وتابع: "بالحديث عن عدد البحوث في عام 2015 يتبين أنّه تمّ إعداد 868 بحثا علميًا مقارنة مع 858 بحثا علميا في 2014، و758 بحثا في 2013، بعد أن قاربت 430 بحثا في عام 2008، وذلك مؤشر إيجابي على أن الجامعة في المسار الصحيح".

وزاد أنّ هناك بحوثا مشتركة مع جامعات إقليمية وعالمية؛ حيث تفخر الجامعة بشراكتها مع جامعة الإمارات، وهي تعد تجربة عريقة ممتدة لأكثر من 15 عاما. واشار سعادته إلى أنّ هناك تحديا في تطبيق نتائج هذه البحوث على أرض الواقع، نتيجة للإقبال الضعيف على قبول النتائج والدراسات محليًا، والسبب الرئيس يعود إلى عدم ثقة تلك الجهات. وأوضح أنه لحلِّ ذلك جرى تشكيل لجان مشتركة بين الجامعة والوزارات والشركات، لتقوم بتقريب وجهات النظر حول تطبيق هذه البحوث، وإيجاد فرص تدريبية للطلبة، والقيام بمشاريع بحثية مشتركة.

موقع الجامعة عالميا

وعن موقع جامعة السلطان قابوس ضمن التصنيف الدولي للجامعات، أجاب سعادته أنّ جامعة السلطان قابوس حققت مجموعة من الإنجازات البارزة في مجال التصنيف الدولي لهذا العام؛ حيث ارتفع تصنيف جامعة السلطان قابوس في التصنيف العالمي للجامعات QS إلى مستوى 501-550 في عام 2015 بعد أن كان في عام 2014 في مستوى 601-650، كما أنّ الجامعة صنفت في المرتبة 7 من بين جامعات دول مجلس التعاون الخليجي لعام 2015.

وتابع أنّ هناك تصنيفًا جديدا يسمى "الجامعات الأكثر عالمية"، ويعتمد هذا التصنيف على مجموعة من العوامل كنسبة الموظفين الدوليين ونسبة الطلاب الأجانب ونسبة الأوراق البحثيّة المنشورة مع مؤلف مشارك واحد على الأقل من بلد آخر، وفي هذا التصنيف حصلت الجامعة على المرتبة 166 على مستوى العالم. وبيّن البيماني أنّ الجامعة في هذا الصدد تتخذ موقفا متوازنا؛ حيث إنّ بعض الشروط أو العوامل يصعب تحقيقها مثل نسبة الطلاب الأجانب؛ حيث لا يمكن أن يكون عدد الطلاب الأجانب مساويًا لعدد الطلاب العمانيين، وعليه فإنّ هذا المعيار وهذه السمعة لا يمكن أن تكون أساسًا لتقييم جودة التعليم الذي تقدمه الجامعة، وهذا بدوره ما يدفع المجتمع الدولي لإعادة التفكير في العوامل التي تحدد الجامعات على مستوى عالمي.

وأشار سعادته إلى بعض الجوانب السلبية لهذا التصنيف، وقال: "هناك بعض الجوانب السلبية في عملية التصنيف؛ حيث يمكن أن تركز الجامعات بشكل كبير في الحصول على مرتبة أفضل، وتهمل أهدافها الرئيسية في تقديم وترسيخ المعرفة، ولذلك فإنّه من المهم جدا أن يتم تبني استراتيجية متوازنة لنظام التصنيف بحيث يساعد المؤسسة على التحسين والتطوير مع عدم الإخلال بهدفها الرئيس".

اتفاقات شراكة

وحول وجود أي اتفاقات شراكة للجامعة مع جهات التوظيف بحيث تصبح مصدر رفد وتوظيف للخريجين، قال سعادة الدكتور علي البيماني إنّ الجامعة لا تطرح برنامجا إلا وخاطبت به سوق العمل، ولكن في الوقت نفسه لا يوجد تأكيد من هذه الجهات على استيعاب كل هذه الكوادر البشرية المدربة. وأشار إلى أنه يمكن حصر جهات التوظيف التي تخبرنا بالأعداد المطلوبة لسوق العمل، وهي الطب والتربية والتمريض، أمّا بقية الجهات فلا يوجد أي تحديد لاحتياجات الكوادر البشرية، أضف إلى ذلك عدم وجود قاعدة بيانات في السلطنة يمكن الاعتماد عليها، وهنا دائما ما نقوم باستقراء حاجة السوق، وسعينا الدائم إلى مواءمة مخرجات التعليم العالي بسوق العمل.

وعلى صعيد المسؤولية الاجتماعية للجامعة، قال سعادة الدكتور رئيس الجامعة إن الجامعة استقبلت خلال ما يقارب الثلاثين السنة الماضية أكثر من 75000 طالبا، وتخرج فيها أكثر من 46000 طالبا مع وجود 18000 طالبا على مقاعد الدراسة في الوقت الراهن.

وتابع: "أمّا الدور الآخر للجامعة فهي دائمًا ما تسعى إلى دراسة قضايا ومشكلات المجتمع ووضع حلول مناسبة لها. فمن ذلك دور اللجنة الوطنية لأخلاقيات البيولوجيا، التي أقوم برئاستها مع عضوية عدد من الكفاءات الوطنية من داخل الجامعة وخارجها. لدراسة القضايا المختلفة كالفحص قبل الزواج، والتطرق إلى العلاج الشعبي ومرض فقر الدم المنجلي إضافة الى قضايا أخرى تهم المجتمع".

هيئة التدريس

وردا على سؤال حول مدى رضاه عن مستوى أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، شدد سعادته قائلا: "لا نختار إلا الأحسن والأكفأ والعماني والأجنبي سواسية، وهناك معايير محددة يتم على أساسها اختيار أعضاء هيئة التدريس، حيث تمر عملية الاختيار بلجان من القسم ثم الكلية والجامعة". وأضاف: "يمكننا القول إنّي راض عن مستوى أعضاء هيئة التدريس، لكن في نفس الوقت الجامعة مستعدة لإنهاء خدمات أي شخص متخاذل ولا يؤدي واجبه على أكمل وجه".

تعليق عبر الفيس بوك