"المغدر التعاوني" بسناو ينظم يوما مفتوحا للمسنين في حارة الصوافة القديمة لتوثيق التاريخ المروي

المضيبي - علي الداؤودي

نظَّم فريقُ المغدر التعاوني بسناو، أمس، يوما مفتوحا بعنوان "جلسة مع الآباء في كنف الحجرة القديمة"؛ وذلك في حارة الصوافة القديمة بنيابة سناو ولاية المضيبي بمحافظة شمال الشرقية؛ بهدف توثيق التاريخ المروي انسجاما مع جهود وزارة التراث والثقافة لتعزيز الهوية العمانية والحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري للسلطنة من خلال مشروع توثيق الحارات، بحضور عدد من الأكاديميين والمشايخ من النيابة.

وتضمَّن اليوم المفتوح برنامجا حافلا بدأ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وتحدث المهندس خالد بن عبدالله الصوافي رئيس الفريق عن أهمية الفعاليات الاجتماعية ودورها في إكساب المجتمع الترابط والوحدة والتكامل والتعريف بتاريخ البلد من ناحية ومن ناحية أخرى تحقيق هدف الفريق لإبراز الدور الاجتماعي مع أبناء البلد نحو تعريف الجيل الحالي بنمط العيش في السنوات الماضية والتأثير الحضاري والفكري لنمط الحياة السائد في الحارات القديمة وكيفية تأقلم الأهالي مع الظروف التي كانوا يعيشونها في حقبة ما قبل تولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في السلطنة والنقلة التي شهدتها السلطنة في مختلف المجالات خلال فترة قياسية. وتضمن البرنامج قصيدة شعرية للشاعر راشد بن موسى الصوافي ألقاها محمد بن راشد بن موسى الصوافي.

وبدأت الجلسة الرئيسية بحوار مع حمد بن حمدون الصوافي -وهو أحد كبار السن الذي عايشوا تلك الفترة- وتطرق في حواره إلى تاريخ حارتهم القديم ويطلق عليها اسم "الحجرة" في اللهجة الدارجة، كما ذكر أسماء بعض الأماكن بها والمعالم التي تميزها عن غيرها و بعض القصص التاريخية التي مرت بالحجرة وتواصل السرد من بعض الآباء والأبناء الذين سجلوا شهادتهم وما شاهدوه وعايشوه إبان طفولتهم وجسد العمق التاريخي لمثل هذه الحارات العمانية المنتشرة في ربوع السلطنة وتجول الحضور في الحارة للتعرف على أهم معالمها ونمط الحياة فيها من خلال الآباء الذي عايشوا تلك الفترة متذكرين أهم الأحداث التي شهدتها.

وأعرب الوالد حمد بن حمدون الصوافي وهو المتحدث الرئيسي في اليوم المفتوح عن سعادته بهذا اللقاء في المكان العزيز على قلوبهم كونهم ولدوا وتربوا وترعرعوا في هذه الحجرة وقد طلب الوالد حمد من الشباب التمسك بهذا الموروث والحفاظ عليه مشيرا إلى أهمية معرفة الأبناء بحجم ما تحقق في عصر النهضة المباركة.

وقال مبارك بن علي الصوافي المشرف العام على اليوم المفتوح: إنَّ هذه الفعالية التراثية الاجتماعية الأهلية فريدة من نوعها من حيث موقع الحدث؛ حيث كان في الحجرة القديمة المتهالكة لإيصال عدة رسائل منها للشباب لاستعادة هذه الذكريات والتعلم من الماضي الدروس والعبر ورسائل للجهات المعنية بالحكومة الرشيدة لإنقاذ هذا الإرث من الاندثار وتعميق الدراسات المتخصصة له وفي ختام كلمته وجه شكره وتقديره لجميع الحضور وأعضاء الفريق على حسن التنظيم.

وقال أحد الأبناء المشاركين في مسابقة الطين محمد بن غالب الصوافي: الحمد لله، فزت بالمركز الاول في مسابقة الطين وتعرفت من خلال المسابقة على استخدام الطين في حياة ابائنا ومنها أنهم شيدوا منه مباني وعاشوا فيها فترة من الزمن، كما عرفت كيف عاشوا في هذا المكان الجميل وطبيعة العلاقات الاجتماعية الموجودة معهم سابقا وأدعو جميع اخواني واصدقائي لزيارة المكان والتعرف على كل أركان الحارة. وعبر عدد من الشباب عن سعادتهم بهذا اللقاء وطلبوا عقد لقاء مشترك مع الجهات الرسمية لنقل وجهات النظر.

وأقيم على هامش الفعالية مسابقة تراثية تهدف إلى تعريف الشباب بكيفيه البناء والتشكيل بالطين، وأبدع المشاركون فيها وشكلوا قوالب مميزة عكست أهداف المسابقة التي أشرف عليها الفنان التشكيلي غالب بن سليمان الصوافي. وسجلت وزارة التراث والثقافة 1105 حارة في السلطنة من خلال مشروع الحصر بالتعاون مع عدد من الجهات المحلية والعالمية في سبيل التوثيق واعداد خطط الإدارة منها على سبيل المثال جامعة نوتنجهام التي تعمل على توثيق الحارات في كل من سناو والمضيرب والجيلة، إضافة إلى جامعة السلطان قابوس التي تعمل على توثيق عدة حارات في حارة قصري بولاية الرستاق وحارة سيجاء بولاية سمائل وحجرة مسلمات بولاية وادي المعاول وغيرها من الجامعات المحلية والعالمية.

تعليق عبر الفيس بوك