59 مختصا بعلم النفس وإعداد المناهج يشاركون في ورشة "قياس الإبداع الكامن"

مسقط - الرُّؤية

أطلقتْ اللجنة الوطنية للشباب أولى ورش برامج إعداد الكوادر الوطنية في مجال الموهبة والإبداع، أمس، وحملت عنوان "قياس الإبداع الكامن"؛ وذلك في قاعة البستان بمجلس الدولة. ويأتي البرنامج ترجمة لاختصاصات اللجنة وأهدافها في العمل على تنمية مهارات الشباب وتعزيز القيم التي تسعى اللجنة لغرسها من خلال تصميم ورش العمل والبرامج التي تحقق هذا الهدف، وتعزيز مواهب الشباب وإبراز إبداعاتهم وتكريمهم، وتقديم الدعم اللازم لهم من خلال إقامة الأندية العلمية والفنية بما يُسهم في تحقيق طموحاتهم، والعمل على توسيع مشاركة الشباب في مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالسلطنة.

حضر ورشة "قياس الإبداع الكامن" 59 مشاركًا ومشاركة من المتخصصين في القياس والتقويم وعلم النفس وفي إعداد المناهج والمقررات الدراسيّة، ومديري ومديرات المدارس، وأولياء أمور الطلاب، والمعلمين والمعلمات، والمدربين والمدرّبات، وعدد من المهتمين بهذا المجال. وكانت اللجنة خاطبت عددًا من الجهات والمؤسسات المعنيّة بقطاع الشباب، من ضمنها وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي، ووزارة القوى العاملة، ومجلس البحث العلمي، ومجلس الشورى...وغيرها من المؤسسات.

ونُفِّذت الورشة بالتعاون مع المركز الدولي للتطوير التربوي ICIE، وهو مؤسّسة تربويّة دوليّة تأسست في فرنسا، ولها سبعة فروع حول العالم، تتلخص مجالات عملها في تأسيس مدارس رينزولي الدولية وإدارتها، وتأسيس الجامعات وإدارتها، وتقويم المؤسسات التربوية القائمة لأغراض الاعتماد بأنواعه المختلفة، وتوفير خدمات الاستشارات التربويّة، وتنظيم المؤتمرات والملتقيات الإقليميّة والدولية، ونشر الكتب والمجلات ووقائع المؤتمرات الدولية، وغيرها من الاختصاصات المتعلقة بجوانب التربية والموهبة والإبداع.

وقدَّم الورشات البروفيسور تيسير صبحي الحاصل على درجة الدكتوراه في مجال الموهبة والإبداع من جامعة لانكستر البريطانية؛ وهو من المتخصصين في الفيزياء، حاز على جوائز دولية عدة منها: منحة المجلس الثقافي البريطاني، وجائزة جامعة وينيبج الكندية، وجائزة القياديّة في الموهبة والإبداع من المجلس العالمي للموهوبين. وقد كانت له إسهامات عديدة في مجال التثقيف العلمي؛ ونشر مجموعة كبيرة من البحوث اوالدراسات والكتب العلمية والتربوية باللغتين العربية والإنجليزية. وهو يعمل حاليا ضمن فريق بحوث الموهبة والإبداع في جامعة السوربون في فرنسا، وجامعة أولم في ألمانيا، إلى جانب عمله في إدارة المركز في ألمانيا.

وفي ورشة قياس الإبداع الكامن في يومها الأول، قدم البروفيسور ثلاث جلسات، عملت الأولى منها على توحيد المفاهيم الأساسية عند الحضور متناولاً مفهوم الإبداع وعملياته العقلية، وأساليب وأدوات قياسه وتقويمه، حيث فرّق بين مفهومات الموهبة والإبداع والتفوق، مشيرًا إلى أنّ الموهبة تُسنَد إلى أربعة معايير هي القدرات العقلية، ودرجة الإبداع، والسمات السلوكية، والإنجاز. كما تناول توضيح أنواع الإبداع الثلاث، وهي: الأبسط، والذي يلاحظ في الطفولة والمرحلة المدرسية، ويتمثل في استجابات خارجة عن المألوف وأفكار لم تطرح من قبل؛ والمتوسط، وهو الإنجاز غير المسبوق الذي عند مقارنته بإنجاز شخص آخر يبدو مختلفًا ومتفوقًا، لكن ليس اختلافًا ثوريًا، أما النوع الثالث من الإبداع هو الثوري الذي يحدث تغييرًا في مجاله، ويقترن بإسهام على مستوى البشرية. وإضافة إلى ذلك، تعرّض إلى مفاهيم الإبداع المسؤول وغير المسؤول، والذي تلعب فيهما المنظومة القيمية دورًا مباشرًا.

وتناول الأستاذ الدكتور تيسير فتحي في الجلسة الثانية تطبيقات عملية في القدرات الإبداعية الكامنة، وتفاعل المشاركون مع التدريبات التي طرحها عليهم البروفيسور، كما استعرض نوعين من عمليات التفكير التي يعنى بها مقياس الإبداع الكامن "بطارية إيبوك"، وهما التفكير التباعدي الاستكشافي، والتفكير التقاربي التكاملي. ويهدف استخدام بطارية تقويم الإبداع الكامن "إيبوك" إلى تقويم القدرة الإبداعية الكامنة لدى الأطفال في سنّ الدراسة. وتتم عملية القياس في مجالين هما التعبيري التصويري (الترسيمي)، واللغوي (اللفظي والكتابي).

وفي الجلسة الثالثة، تناولت قضايا ومشكلات في قياس الإبداع، وتحدث البروفيسور تيسير صبحي عن عدد من الاختبارات التي يمكن من خلالها قياس الإبداع الكامن "إيبوك"، متناولاً ميزة كل اختبار ومعايير القياس فيه. واختتمت الجلسة بمداخلات المشاركين. وتستمر الورشة خلال الثامن عشر والتاسع عشر من أبريل، كما ستقيم اللجنة خلال الشهر الجاري ورشة أخرى تتناول موضوع "التقويم المؤسسي"، ومحاضرة جماهيرية بعنوان "أحدث التطورات في ميدان الموهبة والإبداع: مدارس الإبداع والابتكار".

تعليق عبر الفيس بوك