العبودي: كتبت عن عُمان في أدب الرحلات.. وشرفت بوسام جلالة السلطان للثقافة والفنون

 

"الرُّؤية" تحاور عميد الرحالين العرب في الرياض

 

 

< ندعو لصاحب الجلالة السلطان قابوس جزاه الله عني وعن المملكة العربية السعودية خيرا

 

< حصلت على ميدالية الاستحقاق في الأدب.. وألفت 171 كتابا في أدب الرحلات وعدة موسوعات

 

< كتاباتي عن البلدان العربية قليلة لأنني أعدها جميعا مثل بلدي ولا أراها بعين الغريب المستكشف

 

< واجهت تحديات كثيرة في أسفاري.. وأنصح محبي أدب الرحلات بالصبر وتحدي الصعاب

 

 

 

 

يُعدُّ الرحالة مُحمَّد بن ناصر العبودي واحدًا من أهم المبدعين في كتابة أدب الرحلات، وطوى كثيرا من أقطار العالم.. دأبه بين حل وارتحال وطموح وآمال، رفيقاه في كل سفر دفتره وقلمه، يدوِّن مشاهداته بدقة وأناة، ويُسهب في وصف تلك المشاهدات؛ فتجده فيها بين التعليق والتحليل والإشارة، وخرجت تلك التدوينات المتتالية في حلة قشيبة تسر ناظرها وتبهج قارئها من خلال 171 كتابا في أدب الرحلات، طُبع منها 148 كتابا إلى الآن إضافة إلى كتب أخرى في غير هذا الفن فاقت المائة كتاب. وبهذا يقدم العبودي للمكتبة العربية مادة خصبة في أدب الرحلات، يأنس بها عشاق هذا الفن ورواده، ويحكى فيها العبودي مغامراته ومصاعب سفره. واصفا من خلالها حياة الشعوب وأحوالها، مُدقِّقا في أنماط سكناهم ومظاهر معيشتهم، وفوق ذلك تجده مستغرقا في بيان معالم الطبيعة كالأشجار والأنهار والبحار والجزر والجبال والصحارى والغابات والثلوج والسهول...وغيرها.

 

وقد أكسبته رحلاته الكثيرة جدًّا خبرة واسعة في التمييز بين أجناس الشعوب ولغاتها وصفاتها. وغالبا ما يبدأ العبودي كتبه بمقدمة تمهيدية تعريفية عن كل دولة زارها تتضمَّن تاريخها ووصول الإسلام إليها، إضافة الى لمحات عن الموقع الجغرافي والتضاريس والطقس ونسبة السكان والدخل القومي. وكان لـ"الرُّؤية" لقاء مع العبودي في منزله بالرياض، تناول من خلاله بعضا من ملامح مسيرته.

 

 

 

الرِّياض - أحمد بن عبدالله الكندي

 

 

 

 

 

< متى وكيف بدأت أول رحلة في هذه المسيرة الطويلة؟

 

- بدأت أول رحلة في العام 1384هـ-1964م. وكانت رحلة عمل انطلقت من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة حيث كنت أعمل آنذاك في وظيفة (الأمين العام للجامعة) وتعادل وظيفة مدير الجامعة وليس أعلى منها في الجامعة إلاَّ وظيفة نائب رئيس الجامعة الإسلامية، التي كان يشغلها سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله. أما رئيس الجامعة، فكان سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ المفتي الأكبر للمملكة العربية السعودية ورئيس القضاة، وهي أشبه بالوظيفة الشرفية. وسبب تلك الرحلة إلى شرق إفريقية أننا كنا نتلقى في الجامعة ترشيحات لالتحاق طلاب فيها من أناس لا نعرفهم وبعضهم يحملون شهادات من جامعات أو مدارس لا نعرف مستواها. وقد أنشأت المملكة العربية السعودية الجامعة الإسلامية لهدف سامٍ نبيل وهو توفير الدراسة العلمية لأكبر عدد ممكن من أبناء المسلمين من خارج المملكة العربية السعودية. إلى جانب ما كنا نعانيه من نقص في المعلومات الموثقة من الإخوة المسلمين وأحوالهم، وعن كيفية اختيار الطلاب من تلك البلاد الذين يحسن قبولهم. فسافرت على رأس وفد مؤلف من ثلاثة أشخاص أنا رئيسهم ومرافقان هم الشيخ الداعية الشهير أبو بكر الجزائري ومعنا الشيخ عمر فلاتة. وزرنا في هذه الرحلة ثلاثة عشر قطراً من أقطار شرق إفريقية ووسطها كالسودان وإثيوبيا وتنزانيا وكينيا وبوروندي ورواندا وأوغندا والصومال والكونغو وجنوب إفريقيا ومالاوي وزامبيا. واستغرقت الرحلة من الوقت ثلاثة أشهر وسبعة عشر يوماً. وكنا نقوم فيها بمحاضرات وتوجيهات للإخوة المسلمين، بناء على طلبهم.

 

 

 

< وماذا تقول عن باكورة مؤلفاتك "في إفريقية الخضراء"، والمنهج الذي سِرْتُم عليه في تأليفه؟

 

- كتبتُ نصف كتابي الأول في الرحلات وهو "في إفريقية الخضراء: مشاهدات وانطباعات وأحاديث عن الإسلام والمسلمين" وقد كتبته على هيئة مذكرات يومية، أذكر فيها كل ما يحسن ذكره من ذهابنا إلى البحث عنه. والرحلة الثانية كانت بعد الأولى بسنتين وذلك أننا قدمنا تقريرنا للجامعة فأقره رئيس الجامعة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وأرسله للملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمهما الله- فوافق على ما جاء فيه، وأمر باعتماد النفقات اللازمة، ومساعدات مالية أكثر للجمعيات الإسلامية وللمدارس الإسلامية، وهكذا عدت وحدي إلى إفريقيا ليس معي إلاَّ الأخ عبدالله بن حمود الباحوت رئيس المحاسبة في الجامعة، وواصلت ما كنت أكتبه من مذكرات يومية حتى اكتمل من ذلك كتابي الأول في الرحلات الذي ذكرت عنوانه. ومن الغريب عندي أن الكتاب استقبل استقبالاً كريماً، ربما لكونه الأول من نوعه حتى في خارج بلادنا، إذْ قررته الأكاديمية العسكرية العربية -التي كان مقرها في القاهرة- وترجم إلى عدة لغات وأذيع تقريظه في الإذاعات الأجنبية مثل إذاعة (بي.بي.سي) البريطانية.

 

وكان إنشاء الجامعة الإسلامية في الأصل لما ذكرته، ولكنني عندما أذهب في الرحلات الخارجية أكتب كتباً عمَّا أشاهده وألاحظه، كان الهدف منها بيان ما سارت عليه الرحلة والعمل فيها، ثم صارت كتباً عديدة بلغ مجموعها 171 كتاباً. وطُبع منها حتى الآن 148 كتاباً والبقية لا تزال مخطوطة.

 

 

 

< وبمَ تفسر قلة كتاباتك عن الدول العربية؟

 

- لم أكتب عن البلدان العربية رغم ذهابي إليها؛ لأنني اعتبرها مثل بلدي، ولا أراها بلداً غريباً مجهولاً؛ لذلك لم أكتب عن البلدان العربية إلاَّ ثلاثة كتب: اثنان منها عن المملكة المغربية أحدهما هو الإشراف على أطراف من المغرب العربي. والثاني: العودة إلى المغرب الأقصى بين الصحراء والأرض الخضراء. وقد طبعت وزارة التعليم العالي في بلادنا الكتابين كليهما لمناسبة اختيار المملكة العربية السعودية (ضيف الشرف) في المعرض الدولي للكتاب الذي أقيم في الدار البيضاء. والكتاب الثالث عن بلد عربي وهو مختصر لذلك جعلت عنوانه "إطلالة على موريتانيا"، ولم أكتب كتباً أخرى عن أي بلد عربي آخر.

 

 

 

< هل سبق لكم زيارة السلطنة؟

 

- نعم، سبقت لي زيارات إلى عُمان الشقيقة؛ أولاها زيارة خاصة كنت في مهمة رسمية للفلبين تتعلق برابطة العالم الإسلامي، وفي طريق العودة مررت على مسقط، وكتبت عن ذلك فصلاً جعلته عنواناً للكتاب كله وهو "الإشراف على أطراف من المشرق العربي". والثانية كانت زيارة رسمية عندما دعاني الإخوة العُمانيون بعد أن قرروا اختيار شخصيات علمية ثقافية بمناسبة اختيار مدينة مسقط عاصمة للثقافة العربية؛ فاختارتني الشقيقة عُمان لأن أكون أحد الشخصيات الخليجية المختارة لهذا الأمر من أقطار الخليج العربي، وقد شرَّفني السلطان قابوس بين سعيد المعظم -حفظه الله- فمنحني وسام السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، وقام بتقليدي الوسام نيابة عن جلالته صاحب السمو السيد هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد وزير التراث والثقافة. ومعه مبلغ طيب من المال جزاه الله عني وعن بلادي خيراً.

 

 

 

< من خلال تجربتكم العميقة في التعامل مع الكثير من الأقليات المسلمة، ما أبرز التحديات التي تواجه المسلمين في هذه الأقليات؟ وما واجبنا تجاههم؟

 

- يُمكن تلخيص حال الإخوة المسلمين في بلاد الأقليات المسلمة أنها سارة لأننا وجدنا بلاداً نائية عن بلادنا لم نكن نتصور أن فيها مسلمين، فيها الآن أقليات إسلامية نشطة، ومعظم المسلمين فيها هم من المسلمين الجدد. وهذا أمر سار بل بهيج يسعد قلب كل مسلم. لكن في الأمر جانب غير سار وهو أننا نحن الأغنياء في بلاد الأكثريات المسلمة لم يقم أكثرنا بما يجب عليه من تقديم المساعدة لأولئك الإخوة المسلمين الذين هم في حاجة ماسة إليها، والمراد بها الحاجة الثقافية الإسلامية، أو ما يتعلق بها مثل المساعدة على إنشاء المساجد، وعلى إعانات الجمعيات الإسلامية، وعلى تشييد المدارس الإسلامية.

 

وكان بعضهم يبدون عتابهم على الإخوة المسلمين في بلاد الأكثريات الإسلامية فيقولون إن النصارى تساعدهم الجمعيات والمؤسسات النصرانية بكافة أنواع المساعدات. وقد يسر الله لي أن أذهب إلى أكثر الأقليات المسلمة وذلك على مدى أربعين سنة ولله الحمد. ومنذ ستة عشر عاما أقوم بالتعريف بهذه الرحلات في البرنامج الأسبوعي في إذاعة المملكة العربية السعودية بعنوان "المسلمون في العالم مشاهد ورحلات". ولا شك أنه لولا الرغبة المخلصة من حكومة المملكة العربية السعودية في نفع الإخوة المسلمين ونشر ما ننشره من أخبارهم، ومن ذكر مؤسساتهم، بل وأحوالهم بعامة، لما أمكن لي أن أذهب إلى أنحاء العالم لهذا الغرض، وما كان لهذا البرنامج الإذاعي "المسلمون من العالم" أن يستمر منذ ست عشرة سنة حتى الآن ولله الحمد.

 

 

 

< وهل قابلتك تحديات في أسفارك المتعددة؟

 

- التحديات كثيرة، ولكن المسلم مطلوب منه أن لا يكون سلبياً يترك بعض الأمور المتعلقة بإخوانه في الدين والعقيدة من أجل بعض التحديات، بل يجب عليه أن يسعى لإزاحة أية عراقيل تواجه تقديم المساعدات الدينية للمسلمين في العالم، ولكن ينبغي أن يكون ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة كما قال تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة".

 

 

 

< وما نصيحتكم لمن يحبون خوض هذه التجربة؟

 

- أنصحهم بالصبر والمثابرة وتحدي الصعاب بمواجهتها وعدم الخوض في نزاعات تسيء للدعوة أكثر ما تنفع.

 

 

 

كتابات في غير الرحلات

 

ويذكر أن للشيخ كتبا كثيرة غير كتب الرحلات منها: "معجم بلاد القصيم" يقع في ست مجلدات، ومعجم "أسر بريدة والكلمات الدخيلة في لغتنا الدارجة" ومعجم "الأصول الفصيحة للكلمات الدارجة" وهو في 13 مجلد، ومعجم "الديانة والتدين في لغة العامة"، ومعجم "الصيد والقنص عن العامة"، وكتاب "كلمات قضت.. أخبار أبي العيناء اليمامي والأمثال العامية في نجد"، 5 مجلدات وكتاب الثقلاء. و"نفحات من السكينة القرآنية". و"مأثورات شعبية". و"سوانح أدبية".

 

وأما كتبه في أدب الرحلات، فبلغ المطبوع منها 148 كتابا من أصل 171؛ ومن عناوينها: من روسيا البيضاء إلى روسيا الحمراء ومن غينيا بيساو إلى غينيا كوناكري رحلة وحديث في أمور المسلمين ، وكنت في بلغاريا رحلة وحديث عن أحوال المسلمين، وكنت في ألبانيا رحلة وحديث عن الإسلام بعد سقوط الشيوعية، وفي نيبال بلاد الجبال ورحلات كاريبية: غايتي من السفر إلى هايتي، وحديث عن الإسلام والرحلات البرازيلية: في جنوب البرازيل، ورحلات في جنوب روسيا الاتحادية إقليم أورنبوغ وبلاد التتار والبلغار، وفي غرب الهند مشاهدات وأحاديث في شؤون المسلمين، وأيام في النيجر والمسلمون في لاوس وكمبوديا رحلة ومشاهدات، وإطلالة على نهاية العالم الجنوبي في إفريقية الخضراء، وعلى قمم جبال الإنديز رحلة إلى بيرو والإكوادور، وعلى ضفاف الأمازون رحلة في المنطقة الاستوائية من البرازيل، وشهر في غرب إفريقية مشاهدات وأحاديث عن المسلمين، وسياحة فى كشمير رحلة إلى سيلان، وحديث في أحوال المسلمين وفي غرب البرازيل، وفي جنوب الصين حديث عن المسلمين، ونظرة في وسط إفريقية، ونظرة في شرق أوروبا، وحالة المسلمين بعد سقوط الشيوعية، والرحلات الهندية، وعلى أعتاب الهملايا، ورحلات فى شمال الهند بلاد الهند والسند: باكستان، وفي أقصى شرق الهند ووسط الهند، والاعتبار في السفر إلى مليبار، وفي شمال شرق آسيا، وفي جنوب الهند من سلسلة الرحلات، وفي غرب الهند والشمال الغربي من الهند والقلم، وما أوتي في جيبوتي، والعودة إلى ما وراء النهر رحلة في آسيا الوسطى، وحديث عن شؤون المسلمين العودة إلى الصين مشاهدات وأحاديث في أحوال المسلمين، والشمال الشرقي من الهند رحلة في ولايتي بيهار وإترابراديش وحديث عن المسلمين، والرحلة الروسية مشاهدات في جمهورية روسيا الاتحادية وأحاديث في شؤون المسلمين، وفي جنوب الهند رحلات في ولايات تامل نادو وكارناتك واندرا براديش، والإسلام والمسلمون في غرب إفريقية، أو بقية البقية من حديث إفريقية - إقليما سمارا وأستراخان مشاهدات وأحاديث عن المسلمين، ومحمد بن ناصر العبودي وإطلالة على موريتانيا، إطلالة على أستراليا وحديث عن المسلمين، وأرض القهوة البرازيلية جولة في المنطقة الجنوبية الغربية من البرازيل، وتائه في تاهيتي، وبورما الخبر والعيان، وبالي جزيرة الأحلام.

 

ومن بين كتابات العبودي، نقتبس تحت عنوات ثورة الموسكات "المسقطيين": لن نذكر الثورات والقلاقل التي حدثت في ولاية برنامبوكو، فربما لا يهم القارئ ذلك إلا حادثة ورد فيها ذكر لطائفة من العرب وهمم "المسقطيون" نسبة إلى مدينة مسقط عاصمة عُمان، وإن كان المراد بذلك غيرهم فلم يكن للعمانيين ولا للعرب الآخرين أي يد في أحداث تلك الثورة "الثورة ضد المسقطيين"، وإنما لكون البرتغاليين الذين قامت ضدهم الاضطرابات المشار إليها بالثورة على المسقطيين جاء قسم منهم من عُمان إلى البرازيل، واشتغلوا بالتجارة مثلما كان العرب يعملون تجارا فعرفوا بالمسقطيين. وتحت عنوات "في شرق البرازيل" كتب العبودي: ليس معنى ذلك أن كل من سافر فإن له الحرية أن يعمل ما يريد في بلاد الأجانب، الأجانب لهم قوانين وأعراف، وقد أعطوك السمة -التي تسمى التأشيرة إلى بلادهم ليس لتخالف قوانينهم فيأتي كل واحدد ويتكلم في مكان- في الشارع أو في غيره- ويسب حكومة ذلك البلد هذا شيء لا ينبغي لأنهم أعطوك ذمتهم، أعطوك تأشيرتهم على أن تحترم قوانينهم المقصود بالاحترام ليس اعتقادها ولكن المقصود عدم مخالفتها علميا.

 

ومن كتاب "رحلات ونظرات حول المسلمين في العالم"، نقتبس: في سنة 1926م-1927م خرج سبعة من رجال المسلمين (آلتاي) إلى الحج، ولم يعد منهم إلا واحد واسمه أبو بكر حاجي، وعلى نفس الطريق في سنة 1928م حاولت مجموعة أخرى أن تحج فما استطاعوا، ونقول بأنه من ذلك الوقت إلى سنة 1990م ما أدى واحد حجة إلى سنة 1990 من مسلمي منغوليا.

 

وفي كتاب "في شمال شرق آسيا رحلة إلى سيبيريا ومنغوليا"، جاء: عندما رأى الطيار وهو أمامنا لا يفصل بيننا وبينه فاصل أننا نتكلم على السد ونشتاق إلى معرفة كل شيء عنه تعمد أن يدور بالطائرة دورة فوق السد من أجلي أنا كما قال، بل إنه أخذ يتعاون مع الألماني الذي يعرف شيئا من الإنجليزية، وذلك بقصد إفادتي فانقلبت هذه الطائرة الصغيرة إلى ناد للصداقة، وهذا أمر عرفناه عن البرازيليين بأخلاقهم السهلة وعدم كراهيتهم للغريب.

 

ومن كتاب "على أرض القهوة البرازيلية"، نقتبس: أخبرني القنصل الفخري لمالي الأخ بكري جاوارا وغيره من المسلمين أنه ومنذ أربعين جمعة لا يذكر أنهم خرجوا من المسجد دون أن يشهدوا إسلام أعداد جديدة من المواطنين.

 

ومن كتاب "الإسلام والمسلمون في غرب إفريقية"، كتب تحت عنوان "تذكرة تعادل دولارا وثلث": على ذكر الضيافة ينبغي أن نذكر شيئا من السبب في عدم تقديمها، وهو رخص التذاكر فبين عشق آباد وتاش حوض 40 دقيقة بهذه الطائرة النفاثة التي تقطع حوالي 900 كم في الساعة أي أن بينهما حوالي 600 كم، ومع ذلك لم تزد قيمة التذكرة للمواطنين على 200 روبل؛ وذلك يساوي بالصرف الرسمي دولارا وثلث دولار أو خمسة ريالات سعودية، إلا أنها بالنسبة لرواتبهم ومستوى دخولهم التي يتقاضونها بهذا الروبل مبلغ كبير؛ إذ تساوى حوالى ثلث الراتب الشهري لعامل غير الماهر.

 

ومن كتاب "العودة إلى ما وراء النهر رحلة في آسيا الوسطى وحديث عن شؤون المسلمين"، نقتبس تحت عنوان "الشيخ العجيب مهاجر بن رمضان البستاني مفتي قرية أوج كوكن": في زيارتي لقرية أوج كوكن التقيت مفتي القرية وهو الشيخ مهاجر بن رمضان البستاني يبلغ من العمر 85 عاما وهو يتحدث بلغة عربية فصحية واضحة وتعلمت العربية في هذه البلاد ولم أسافر لتعلمها إلى بلاد أخرى، ثم جاءت الشيوعية وصرت أعلم العربية والدين سرا لبعض شبان القرية خفية، ولكن الشيوعيين عرفوا ذلك فزجوا بي في السجن سبعة عشر عاما.

 

ويذكر أن الشيخ محمد بن ناصر العبودي ولد في مدينة بُريدة عام 1345هـ-1930م. وتربى في بيئة علمية وعمل مديراً للمعهد العلمي في بريدة عام 1373هـ وحتى 1380هـ، وكان قيِّما لمكتبة بريدة، شغل منصب الأمين العام للجامعة الإسلامية بالمدينة والأمين المساعد لرابطة العالم الإسلامي، أتاح له عمله في الرابطة زيارة معظم أصقاع العالم، فكان لمشاهداته العديدة واطلاعاته أن تثمر أكثر من مائة وسبعين كتاباً في أدب الرحلات ويكون بهذا قد حقق رقمًا قياسيًا في كتب الرحلات العربية. وقد منح ميدالية الاستحقاق في الأدب عام 1394 هـ-1974م. كما أن له 126 كتابا في جوانب علمية وإرشادية أخرى منها معجم الأصول الفصيحة للأمثال الدارجة ومعجم أسر بريدة ومعجم وجه الأرض وغيرها كثير.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك