تقارب في الموقفين التركي والأمريكي بشأن الأكراد.. واعتقال رئيس حزب كردي في بورنوفا

السفارة الأمريكية بأنقرة تحذر رعاياها بعدم السفر إلى 19 مدينة تركية

إسطنبول - رويترز

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنّه حدث تقارب في الموقفين التركي والأمريكي بشأن أكراد سوريا وهم أقرب حلفاء واشنطن في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية السورية وذراعها السياسية حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي جزءا من حزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن حملة تمرد منذ ثلاثة عقود في تركيا.

وأضاف إردوغان للصحفيين أمس أنّ كلا من نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الخارجية جون كيري وعداه بعدم السماح بإقامة دولة يديرها حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا. وعاد الرئيس التركي إلى بلاده بعد زيارة لواشنطن استمرت خمسة أيام.

وأضاف إردوغان أن تركيا طرحت أسماء 2400 مقاتل عربي وتركماني مدربين للتصدي للدولة الإسلامية ووصفهم بأنهم جزء من المعارضة المعتدلة "وبالتالي لم يعد لدى الولايات المتحدة عذر" للتعاون مع وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد.

وبشكل منفصل اتهم الرئيس التركي نظيره الأمريكي باراك أوباما بأنه يتحدث من وراء ظهره لانتقاده سجل حرية الصحافة في تركيا وربط الزعيم التركي بين الاتهامات ومساع "لتقسيم" بلاده.

وقال أوباما يوم الجمعة بعد أن اجتمع مع إردوغان على هامش مؤتمر نووي في واشنطن إنه قلق إزاء القيود على الصحافة في تركيا مضيفا أنه حث إردوغان على ألا يقمع النقاش الديمقراطي في بلاده. وتعرضت تركيا لإدانة دولية بسبب توجيه تهمة الخيانة لصحفيين نشرا صورا لما يفترض أنه شحنات أسلحة ترسلها وكالة المخابرات التركية إلى مقاتلي المعارضة في سوريا أوائل 2014. ويواجه الصحفيان جان دوندار وإرديم جول من صحيفة جمهوريت السجن مدى الحياة.

وقالت صحيفة حريت إن إردوغان قال للصحفيين "أنا حزين لسماع هذا التصريح الذي أدلي به من وراء ظهري. خلال حديثي مع أوباما لم تُثَر تلك المسائل." وأضاف "لا يمكنك اعتبار الإهانات أو التهديدات حرية صحافة أو انتقادا."

وسيطرت الحكومة التركية على صحف ومحطات تلفزيون معارضة وقطعت خدمة الأقمار الصناعية عن قناة تلفزيونية موالية للأكراد واتهمتها بممارسة أنشطة إرهابية. ورفع إردوغان نفسه أكثر من 1800 دعوى جنائية بحق أفراد من بينهم صحفيون وأطفال بزعم إهانته منذ أن تولى منصب الرئيس في 2014.

وقال إردوغان إن انتقاد سجل حرية الصحافة في تركيا يهدف إلى "تقسيم وتحطيم تركيا إذا ما استطاعوا وابتلاعها... وهذا هو ما أعنيه بالعقل المدبر. هناك عقل مدبر يكيد لتركيا." وعادة ما يشير إردوغان وأنصاره إلى "عقل مدبر" أجنبي خفي يسعى لزعزعة استقرار تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي التي تتاخم كل من سوريا والعراق وإيران.

وفي سياق آخر، اعتقلت وحدة مكافحة الإرهاب، التابعة لمديرية أمن "إزمير"، الرئيس "المشارك" لحزب الشعوب الديمقراطية الكردي، الذي لم يذكر اسمه، مع 8 أشخاص من أعضاء الهيئة الإدارية لحزبه المعارض في بلدة "بورنوفا" التابعة للمدينة الواقعة بغربي تركيا.

وذكرت محطة "خبر تورك" الفضائية، أمس، أن قوات الأمن عثرت أثناء تفتيش منازل المعتقلين على منشورات وأعلام وصور لزعيم منظمة حزب العمال الكردستاني، عبدالله أوجلان، ولاتزال التحقيقات الأمنية والقضائية مستمرة معهم بشعبة مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن إزمير.

ومن جانبها، حذرت السفارة الأمريكية بأنقرة مجددا في بيان لها نشر على موقعها الإلكتروني رعاياها بعدم السفر إلى 19 مدينة، أغلبها في مناطق جنوب وجنوب شرق تركيا . وذكرت صحيفة "حرييت" التركية، الأحد، أن من ضمن هذه المدن "غازي عنتب"، و"أورفة"، و"هاطاي"، و"بتليس"، و"إيلازيغ"، و"أضنة"، و"دياربكر"، و"فان"، و"سييرت"، و«ماردين»، و"بطمان"، و"تونجلي"، و"بينغول"، و"هكاري"، إضافة لمدينتي "إزمير" و"موغلا".

وحذر البيان المواطنين الأمريكيين من الذهاب لهذه المدن تحسبا لأي هجمات إرهابية قد تقع بها. وكانت السفارة الأمريكية بالعاصمة التركية أصدرت 3 تحذيرات مسبقة لرعاياها بتركيا بتجنب التواجد في عدد من أحياء أنقرة تحسبا من عمليات إرهابية محتملة.

تعليق عبر الفيس بوك