الباطنة بيئة خصبة للاستثمارات الزراعية.. والتقنيات الحديثة تعظم المردود الاقتصادي

مسقط - خلفان البلوشي

تعد محافظتا الباطنة بيئة خصبة لجذب الشركات والمؤسسات الاستثمارية في المجال الزراعي لما يتوفر بهما من مقومات زراعية وموارد طبيعية لإقامة مشاريع زراعية ذات جودة عالية بهدف تحقيق عوائد اقتصادية عالية إذا ما تمّت مقارنتها بمشاريع وبرامج تم تنفيذها في مجالات أخرى لا تتعلق بالقطاع الزراعي، وساهم في هذا النجاح لهذا القطاع الدعم المستمر من الحكومة متمثلا في جهود الوزارة بتبني العديد من المشاريع والبرامج التي نفذتها سواء كانت في تقديم الدعم للمزارعين أو في اقتناء التقنيات الحديثة أو تقديم المشاريع ذات العلاقة كأنظمة الري الحديث والبيوت المحميّة والبذور والشتلات المحسنة والعديد من المستلزمات الزراعية الأخرى حيث ساهمت تلك البرامج والمشاريع في إيجاد بنية تحتية واستكمال البنيات الأساسية ونشر الخدمات التي تقدم للمزارعين، وتطبيق آخر المستجدات الحديثة في الزراعة والتوسع الرأسي في الإنتاج الذي أثبت وبجدارة رفده الكبير في توفير السلع والحاصلات الزراعية وإيجاد شريحة كبيرة من المزارعين قادرين على المنافسة بإنتاج الحاصلات الزراعية ذات القيمة العالية كماً ونوعا، ولقد كانت ولا تزال الزراعة قادرة على مواجهة العديد من التحديات والصعوبات وتساهم بشكل كبير في التنمية الشاملة لهذا القطاع ويعول عليها الكثير خاصة إذا ما كان الرافد الأساسي في توفير الاحتياجات الغذائية والسلع الزراعية والمستلزمات التي تعنى بحياة المواطن العماني، ولازال القطاع الزراعي والحيواني يحقق عوائد اقتصادية للوطن والمواطن ويساهم في التنمية الشاملة وكذلك قادراً على اشباع رغبات المواطن من الاستهلاك اليومي لهذه المواد والسلع.

ولمنطقة الباطنة أهمية بالغة في تنمية هذا القطاع باعتبارها الثقل الزراعي للسلطنة وذلك لجودة أراضيها وتوفر المناخ والبيئة المناسبة والمقومات الطبيعية لزراعة أغلب الحاصلات الزراعية كأشجار النخيل والمانجو والحاصلات الحقلية والأعلاف وحاصلات الخضر، وأثبتت البيانات والإحصائيات في التعداد الزراعي الأخير 2013م أنّ عدد الحيازات بالسلطنة بلغت 166608 حيازات وكانت لمحافظتي الباطنة عدد 44538 حيازة بنسبة 27% تقريبًا من إجمالي الحيازات بالسلطنة أما من حيث المساحة فبلغت (355010.10) فدان بالسلطنة ومحافظتي الباطنة (134102.8) فدان شكلت ما نسبته 38% تقريبًا من مساحة الحيازات الزراعية بالسلطنة، ولهذه الأسباب فكان من الضروري أن يتم تبني المشاريع والبرامج ذات العلاقة والتي من شأنها أن تعزز دور المحافظتين في دعم هذا القطاع الحيوي خاصة أنّ حاصلات الخضار والفواكه لها أهميّة بالغة بكونها أحد أهم المنتجات الغذائية بالسلطنة والطلب عليها متزايد وتحتاج إلى تكاتف الجميع، ووجود مشاريع وبرامج خاصة بها للنهوض بالزراعة والثروة الحيوانية من خلال أسس علمية واضحة وصحيحة سواء كان للبرامج والتقنيات الحديثة التي تساهم في رفع كفاءة الإنتاج أو حتى على مستوى المزارع العماني الذي يحتاج التأهيل والتدريب لتبني واستخدام هذه التقنيات واقتناءها والتعامل معها بما يعود عليه بالنفع ويعود على القطاع الزراعي بتحسين الإنتاجية كما ونوعا، وخاصة عمليات ما بعد الحصاد والفرز والتدريج والتعبئة والتخزين والنقل، وكذلك إيجاد المنافذ التسويقية للمنتجات الزراعية سواء على المستوى المحلى أو على المستوى الدولي والإقليمي وذلك بالتعاون بين وزارة الزراعة والثروة السمكية وبين وزارة التجارة والصناعة والمركز العماني لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات والجهات الأخرى ذات العلاقة.

محاصيل الخضر

وساهمت زراعة محاصيل الخضر في توفير بعض الحاصلات الزراعية للمستهلك بصفة دورية وكان للباطنة دور حقيقي ومساهمة فاعلة في زراعة حاصلات الخضر لتوفير هذه السلع للمواطنين بالسلطنة وتصدير الفائض منها للأسواق المجاورة والأسواق العالمية وتشير أرقام التعداد الزراعي 2012/2013 م بأنّ زراعات الخضر بالسلطنة بلغت مساحتها (27574.38) فدان والباطـنة بلغت زراعـة الخضر بها مساحة (22307.41) فدان، حازت محافظتا الباطنة على ما نسبته 81% من إجمالي زراعات الخضر بالسلطنة فكان لمحافظة شمال الباطنة نسبة 69% تقريبا وجنوب الباطنة نسبة 12% من هذه الزراعات.

وقد أخذت زراعة المحاصيل الحقلية أيضا جانباً كبيرا من الأهمية من خلال العديد من البرامج التي تعدها الوزارة خاصة برامج إكثار وتطوير الحاصلات الحقلية العمانية وبرامج تحسين خواص التربة بزراعة المحاصيل البقولية وإحلال زراعات حشيشة الرود جراس بالمحاصيل الحقلية من خلال برامج الإرشاد الزراعي للمزارعين، ونشر زراعة أصناف القمح العمانية وبلغت الزراعة بمحاصيل القمح بالسلطنة مساحة (13364.56) فدان والمساحة بالباطنة (4629.07) فدان بنسبة 34.6% من إجمالي زراعة الحاصلات الحقلية بالسلطنة، ولم ذلك من فراغ إلا من خلال برامج تنموية هادفة لهذا القطاع وكذلك توفير بعض المستلزمات الزراعية كالبذور والتقاوي وبعض الخدمات الأخرى.

ورغم تقليص زراعات الرود جراس الذي كان يعد المصدر الأساسي لعلف الحيوان لاستنزافه المياه بشكل كبير وتوجه الجميع في الدول التي تعاني من شح المياه بالحد من زراعة هذا المحصول للمحافظة على المياه، من خلال تبني الأفكار التي تساهم في الاستخدام الأمثل لهذا المورد الحيوي الهام من خلال زراعة أصناف ومحاصيل أخرى بديلة لا تستهلك المياه.

وتُحظى النخلة باهتمام كبير من الحكومة باعتبار أنّ التمور من المحاصيل الرئيسية في السلطنة منذ القدم وكانت ولاتزال النخلة مصدر الغذاء للإنسان، كما أنّ التوجيهات السامية بالاهتمام بالنخلة في العديد من المحافل واللقاءات والتي دعا جلالته الحكومة والمواطنين لتبني المشاريع ذات العلاقة بالنخلة وأهمها مشروع زراعة المليون نخلة، وجاء هذا المشروع من أهم البرامج والمشاريع التي تعنى بالنخيل في السلطنة، هذا إضافة إلى محاصيل الفاكهة الأخرى والتي لقيت اهتماماً كبيراً حالها حال شجرة النخيل، فبلغت زراعات النخيل والفواكه بالسلطنة مساحة (73318.66) فدان والباطنة مساحة (28200.24) فدان، بنسبة بلغت 38.46% من الأشجار المزروعة بالنخيل والفواكه بالسلطنة.

الثروة الحيوانية

ونفذت الوزارة العديد من المشاريع والبرامج الأخرى ذات العلاقة بالثروة الحيوانية، أهمها برامج التحسين الوراثي لسلالات اأابقار والماعز والضأن، وخدمات التحصين والصحة البيطرية والرعاية الصحية المتكاملة من خلال توفر العيادات البيطرية وعددها (65) عيادة بيطرية تقريبا بالسلطنة، حظيت منها محافظتي الباطنة بعدد (11) عيادة لتقديم العلاجات البيطرية والوقائية ضد الأمراض كما قامت الوزارة مؤخرا بتدشين العيادات البيطرية المنتقلة والتي تهدف إلى الوصول لصغار مربي الثروة الحيوانية لمقر سكناهم دون تحمل المربي عناء الوصول إلى العيادات البيطرية بدوائر التنمية الزراعية وذلك من أجل تقديم الخدمات البيطرية والصحية في المناطق النائية والجبلية وخاصة علاج الحيوانات لدى الشوان بهذه المناطق.

ومن خلال البيانات والأرقام الواردة في التعداد الزراعي 2012/2013م فإن الباطنة احتلت مراكز الريادة في قطعان الماشية حيث بلغ إجمالي رؤوس الأبقار بالسلطنة 359507 رؤوس كانت لمحافظتي الباطنة عدد (90232) رأسًا بنسبة بلغت 25.5% من إجمالي عدد الأبقار بالسلطنة، وبلغ عدد قطعان الماعز بالسلطنة (2085206) رؤوس ومحافظتي الباطنة عدد(490509) رؤوس بنسبة بلغت 23.51% من إجمالي رؤوس الماعز بالسلطنة كما بلغت أعداد رؤوس الضأن بالسلطنة 548231 رأسا والباطنة (179225) رأسا بنسبة بلغت 31.69% من إجمالي أعداد الضأن بالسلطنة، كما بلغ عدد الجمال الخاصة باللحم والحليب بالسلطنة عدد (242833) جملا والباطنة (17929) بنسبة بلغت 7.28% من إجمالي الجمال بالسلطنة .

الدواجن: إن توفير اللحوم البيضاء وبيض المائدة يعد أمرا بالغ الأهمية لما يمثله الطلب اليومي المتزايد على هذه السلعة، وأهمية وجودها بمائدة الطعام للمواطنين والمستهلكين بصفة أساسية، ويحتاج توفيرها إلى الكثير من العمل والجهد وقامت الوزارة بتقديم الدعم لمشاريع الدواجن من خلال توفير المستلزمات لمربي الدواجن وكذلك تقديم التسهيلات لإنشاء مثل هذه المشاريع فبلغ عدد الدجاج البلدي بالسلطنة (1057403) طيور والباطنة (520861) طير بنسبة بلغت 49.24% تقريبا من إجمالي أعداد الطيور الداجنة بالسلطنة، كما بلغ عدد الدجاج اللاحم بنظام التربية في عنابر مغلقة حديثة بالسلطنة عدد (28246167) طيور والباطنة(2095862) طيرا بنسبة بلغت 7.41% من إجمالي عدد الطيور كما بلغت أعداد الدواجن في مشاريع تربية الدجاج اللاحم بنظام التربية في عنابر مفتوحة بالسلطنة عدد (2543494) طيرا والباطنة (872006) طيور بنسبة بلغت 34.28%، كما بلغ أعداد دجاج الأمهات بالسلطنة (219615) طيرا والباطنة (40000) طير بنسبة بلغت 18.21%، أما في ما يتعلق بالدجاج البياض أو ما يعرف ببيض المائدة فبلغ العدد (1465000) طير والباطنة (1375000) طير بنسبة بلغت 93.85% من إجمالي عدد الدجاج البياض بالسلطنة.

تعليق عبر الفيس بوك