معاوية الرواحي: استفدت من تجربة اعتقالي في الإمارات.. والأسرة تساندني لحفظ القرآن الكريم

الرُّؤية - مُحمَّد قنات

قال الكاتب العماني معاوية الرواحي -في أول ظهور إعلامي له منذ اعتقاله لأكثر من عام في دولة الإمارات، منذ فبراير2015م وحتى صدور الحكم ببراءته في مارس الجاري- إنه لا يوجد شىء في العالم يستحق أن يسجن الإنسان من أجله ولو يوم واحد، ولو تجاوز الكتف الطريق، فالسجن مر وقهر للرجال، ويجب على الشخص أن لا يتوهم أن فترة السجن ستكون بطولة له؛ فالإنسان في السجن يصبح "جندي معطل، ويسيء إلى قضيته إذا توقف قلمه ولا يوجد لديه سوى جنون التفكير والعزلة واليأس.

وأضاف الرواحي -الذي حلَّ ضيفا على برنامج منتدى الوصال: مشروعي قادم وخطتي الأولى تتمثل في حفظ القرآن الكريم؛ وذلك بدعم ومساندة الأسرة التى تقف معي وتشجعني على ذلك. واستدرك: أدركت الدرس. وأزاح الرواحي الستار عن تفاصيل اعتقاله لأكثر من عام في دولة الإمارات، وقال إنه قرر الذهاب إلى الإمارات لشراء أدوات لصناعة الشموع، فذهب المرة الأولى ولم يجد ما يريد، ثم ذهب للمرة الثانية، فكان اعتقاله هناك. وأضاف: عندما وصلنا الحدود قال الموظف ادخلوا إلى المركز، وفوجئت، ولم أتوقع أن تكون القضية متعلقة بالإمارات، فانتظرت، ثم اقتادوني إلى غرفة مغلقة وطلبوا مني هواتفي ومحفظتي، وكنت قبلها قد أرسلت رسائل لأصدقائي أخبرتهم بأنني سأغيب لأيام، ثم وصل عدد من الضباط ومجموعة من السيارات السوداء اقتادوني إليها وأنا معصوب العينين وأحسست كأنني زعيم عصابة.

وتابع الرواحي: طالت التحقيقات التي أجريت معي، ووضعوني في سجن انفرادي، فلجأت إلى طريقة للتواصل مع جاري في الزنزانة الأخرى وذلك بالطرق على الجدار، وكان اليوم هناك يقدر بنحو 5 سنوات، صحيح أنه كان يمر قاسيا لكنني عشت فيه أهم تجاربي الحياتية، وقد قضيت فترة السجن مع القرآن والإجابة عن أسئلة وشكوك، وقيَّض الله لي أمنا داخليا وتيقنت أنه خير لي.. واستمرت الفترة في السجن الانفرادي 4 أشهر تقريبا، ولم أُضرب أو أعذب فيه، وتم نقلي إلى السجن الجماعي الذي يسمى بسجن الوثبة، ووصلت إليه وأنا في حالة يُرثى لها، لكنني وجدت نفسي مع الكتب والقرآن، وهناك بدأت عودتي إلى المعتقد الديني. وذكر الرواحي أنه بعد ذلك تم تحويله إلى سجن الوثبة، وكان الكل يعتقد أن قضيته هي الإساءة للدين، لكن كانت القضية الإساءة للعلاقات بين دولتين.

وأشار الرواحي إلى أنَّ حالته الصحية تدهورت في العنبر، وعندما ذهب إلى أحد الممرضين أمر بتحويله إلى الطوارئ، وتم تشخيصه وهو في حالة الهلوسة، وهذا الأمر يعد نقطة محورية في محاكمته. وأضاف أنه في بدء المحاكمات تحدث مع قاضي المحكمة العليا عن مرضه فأمر القاضي بمتابعة الموضوع، ثم استمرت المحاكمات لجلسات طويلة مع التأجيلات حتى جاء التقرير الطبي الموقع من مستشفى خليفة بأبوظبي وهو ما أسهم في إعلان براءته.

وأكد معاوية أنه تعلم من جلالة السلطان عدم التدخل في شؤون الآخرين، ولا يكتب فيهم إلا عندما يُمس وطنه عُمان، مؤكدا أنه لا يحمل أي حقد تجاه أى إنسان في الإمارات ولا على قيادتها ولا يعترض على قراراتها. وعن دور السفارة العمانية في التعامل مع قضيته، قال معاوية: في البداية كنت أظن أن بلادي هي من أخبرت الإمارات عني، وكنت أفسر هدوء موظفي السفارة العمانية بأبوظبي في التعامل مع قضيتي بعدم اهتمامهم، لكنني بعد ذلك تيقنت أنهم يعملون لمصلحتي وعلى أعلى المستويات وعملهم كان بهدوء، وأقول لكل عماني متورط في قضايا أمن خارج الوطن إن بلادك لن تتخلى عنك.

تعليق عبر الفيس بوك