ظواهرُ تستفحل.. ومجتمعٌ يراقب!

إضاءة

مسعود الحمداني

(1)

نحن في زمنٍ عجيب، زمنٍ اهتم فيه الناسُ بالقشور، ونسوا انتقاء البذور، بنوا العمارات، والأبراج، ونسوا بناء الأجيال، زمن كثرت فيه المتناقضات، وعمّت الفوضى، وتبدلت فيه الأحوال، وسادت الأهوال، واختلطت الأمور، فأصبح الخطأ صوابا، والصواب خطأ..

(2)

تسكن في منطقة لا تعرف فيها جارك، تلتقي معه ربما في السوق أو في العمل، ولكنك لا تعرف أنه يسكن بجوارك.. ولا تكتشف شخصيته إلا بالمصادفة أحيانا.. لم يعد المثل القائل (الجار قبل الدار) مطروحا اليوم، لأن الأهم أن تعثر على دارٍ في أي مكان، ولا يهمك معرفة من يكون جارك الجديد، ولا تهتم لأمره، فالأواصر الاجتماعية، والوصايا الدينية لم تعد ذات جدوى لترميم هذه العلاقات التي بترها الزمن..

(3)

تذهب إلى المجمّعات التجارية فتجد أشخاصًا لا يعيرون اهتماما لثقافة بلدك الذي يستضيفهم، ولا يهتمون لتقاليدك وعاداتك وتعاليم دينك، تجدهم يلبسون (الشورتات) ويجوبون المكان بشكل تخجل أن تراهم فيه عائلتك، تستنجد برجال الأمن في المجمع فلا يعيرونك اهتمامًا، وقد تجد توبيخًا من مشرفي المركز، لا تملك معه إلا الإقرار بالخطأ الذي أنت وقعت فيه!!.

الغريب أنّ هؤلاء الأجانب والوافدين يطبّقون قوانين بلدانهم بحذافيرها حين يكونون فيها، لأنّهم يعلمون العقاب الذي ينتظرهم في حالة كسرها، بينما يضربون بقوانين البلدان التي يذهبون إليها عرض الحائط.

(4)

في كل يوم يكتشف القائمون على الرقابة الصحيّة حالات من الاستهتار بصحة الناس، فبعض المطاعم تذبح الكلاب والحمير لتقديمها لزبائنها، وغيرهم يستبدلون تواريخ صلاحيّة المنتجات ليضروا بها المستهلكين، وآخرون يتفننون في طرق الغش والتلاعب التي لم تخطر على بالِ الشيطان، والسلطات الرقابية تبذل جهدها لوقف هذه الجرائم، ولكنها لا تستطيع تنظيف المجتمع من كل الآفات، لأنه ليس بمقدور هذه السلطات مراقبة الضمائر التي وضعها هؤلاء الغرباء على الرف حين غمضت عنهم الأعين..

(5)

مجتمعنا مليء بالمشاكل التي تستفحل كل يوم، ولا نستطيع ملاحقة تسارعها، مشاكل مثل: الطلاق، والعنوسة، والمخدرات، ودعارة الخادمات، والمظاهر التي تودي بصاحبها إلى غياهب السجن، والنصب، والاحتيال، وغيرها الكثير والكثير.. مشاكل لم تكن معروفة من قبل، والآن أصبح اجتثاثها صعبا، وبحاجة إلى تكاتف جهود الأسرة والمجتمع والقانون لكي نستأصل ما أتى به الزمن إلى بلادنا.

Samawat2004@live.com

تعليق عبر الفيس بوك