الفرحة تغمر قلوب أهالي العراقي بعبري لعودة جريان فلج البلدة

بعد انقطاع دام لأكث ر من 10 سنوات

< سالم العبري: جريان الفلج أعاد الأمل للأهالي في أن يروا بلدتهم خضراء من جديد

< حافظ: شباب وأهالي العراقي بذلوا جهودا مضنية لتنظيف مجرى الفلج

< عزان: نناشد الجهات المعنية إعادة تأهيل مجرى الفلج وتنظيفه وتغطية فتحاته

عبري - ناصر العبري

غمرتْ الفرحة قلوب أهالي بلدة العراقي بولاية عبري، إثر عودة جريان فلج العراقي، أمس الأول، بعد انقطاع دام لأكثر من عشرة أعوام، ليعيد الحياة بشق طريقه من جديد إلى ضواحي ومزارع بلدة العراقي. وقد بذل الشباب والأهالي وفريق العراقي الرياضي والعينين وبلدة الدريز كل الجهود اللازمة على مدار يوم كامل لتنظيف مجرى الفلج بإشراف الشيخ سالم بن سليمان العبري، وسعادة سلطان بن ماجد عضو مجلس الشورى ممثل ولاية عبري، وعبدالله بن راشد العبري وكيل الفلج، وسليمان بن سالم العبري مساعد وكيل الفلج.

وقال الشيخ سالم بن سليمان العبري إنَّ أهالي بلدة العراقي رفعوا يوم الجمعة الموافق الخامس والعشرين من مارس أكفَّ الضراعة إلى الله تعالى أن منّ عليهم بجريان فلج البلدة الداوودي العريق بعد انقطاع دام لأكثر من عقد من الزمان تحوّلت بفعله الكثير من ضواحي النخيل إلى أراضٍ جرداء بعد أن كانت بساتين غنّاء. وكان للسواعد المخلصة لشباب البلدة الدور الأكبر والمباشر بعد توفيق الله تعالى في تمهيد مجاري الفلج ابتداءً من أمه ووصولاً إلى المصب الأخير باتجاه البساتين؛ حيث عملوا ليل نهار بلا كلل ولا ملل. ولا شكَّ أنَّ السرور الكبير الذي غمر الأهالي قد رافقه أملٌ أكبر بأن يروْا بلدتهم وقد عادت إشراقتها الخضراء من جديد ليهنوا بجمالها وليقوموا بدورهم في زراعة المحاصيل واستخراج خيرات الأرض الطيبة . كما أنّ هذه النعمة السعيدة سوف تؤذن بعون الله بنهاية للتكاليف المالية الباهظة التي يتحملها الأهالي كنفقات وبالأخص لفواتير استهلاك الكهرباء المترتبة على تشغيل مضخات المياه الخاصة بالآبار التي حُفرت كبدائل عن الفلج بعد جفافه.. وأضاف الشيخ سالم العبري بأنَّ الأهالي يتطلعون إلى أن يجدوا العون والدعم من الجهات المختصة لصيانة وترميم سواقي الفلج التي اندثرت على مدى العقد الماضي.

أمطار الخير والبركة

وقال محمود بن راشد العبري رئيس فريق العراقي الرياضي الثقافي: إن الفرحة العارمة تملأ قلوب أهالي العراقي والقرى المجاورة لها بعد رجوع الفلج بعد انقطاع دام أكثر من 10 سنوات ونتوجه بالشكر لرب العالمين بعد أن أغاثنا بنعمة الأمطار المتتالية والتي تسببت في خصب كثير من الآبار والافلاج والعيون جعلها الله أمطار خير وبركة وعم بنفعها البلاد والعباد.

وأضاف العبري أن فلج العراقي من الأفلاج الكبيرة على مستوى محافظة الظاهرة وكان الكثير من الناس قد حزنوا على انقطاعه لأسباب عدة؛ أهمها: انحباس المطر وكثرة الآبار المستحدثة أعلى منه. وكم أثلج صدورنا ما رأيناه من همة الشباب والأهالي من بلد العراقي والبلدان المجاورة في المحاولة المضنية لاسترجاع الفلج بعد رأوا بعض المعطيات التي تدل على جريانه. وقد كان فريق العراقي -وهو جزء من نسيج بلد العراقي- من السباقين إلى المسارعة في خدمة الفلج، فكل الشكر والتقدير لتعاون الجميع كل بحسب استطاعته من توفير المال لشراء المعدات اللازمة لأيدي الشباب والأهالي الذين عملوا طوال هذا اليوم، ونخص هؤلاء الشباب بالشكر لما قدموه من تضحية رغم كل المعوقات والصعوبات.

وقال الإعلامي عادل بن سليم العبري رئيس تحرير صحيفة الحدث: إنَّ بلدة العراقي التابعة لولاية عبري بمحافظة الظاهرة بلدة عريقة سُميت بهذا الاسم كونها تحتضن بين جنباتها تاريخاً قديماً موغلاً في القدم وتاريخ عريق سطره الأجداد الأوائل عبر حقبٍ سالفة من الأزمنة وقد اشتهرت هذه البلدة بفلجها العريق الذي دام انقطاعه أكثر من 10 أعوام حتى ماتت مزارعهم بسبب الجفاف الذي مر على البلدة، وما إن جاءت الأنواء المناخية التي مرت بها السلطنة ومن ضمنها محافظة الظاهرة استبشر الجميع بالخير وها هو الفلج يعود من جديد للجريان راسما البهجة والفرح والسرور في وجوه أهالي البلدة من أقصاها إلى أقصاها، فقام ثلة من خيرة الشباب بمعية عضو مجلس الشورى ممثل ولاية عبري سعادة سلطان بن ماجد العبري بخدمة الفلج وتنظيفه من الداخل؛ حيث إن مرور حقبة من الزمن من انقطاع الفلج جعل أكواما من الرمال والأوساخ تسد مجرى الفلج فشمروا شباب البلدة عن سواعد الجد مقدمين كل ما يلزم لتنظيف وإماطة الأوساخ من مجرى الفلج؛ حيث إنَّ فلج العراقي واحد من أشهر الأفلاج التي تشتهر بها ولاية عبري كونه مصدرا أساسيا يعتمد عليه الأهالي في سقي مزارعهم وبالأخص المزارع القديمة وهكذا عم الفرح والسرور لجميع أهالي البلدة بالعودة المباركة سائلين المولى عز وجل أن يعيد لهم الخير والبركة وتحيا مزارعهم وتعود الزراعة من جديد كما كانت قبل.

وقال حافظ بن حمد بن سيف العبري: لله الحمد والمنة على عودة فلج العراقي للجريان بعد انقطاع دام عقد من الزمان، عانت فيه بساتين البلدة معاناة شديده؛ مما اضطر البعض إلى استغلال الأراضي الزراعية إلى أغراض بناء المساكن ولكن بعد أن من الله علينا بنعمة الأمطار ظهرت بوادر رجوع الفلج عبر بعض الثقاب مما اضطر الشباب -وبمساندة من سعادة سلطان العبري عضو مجلس الشورى والمسؤولين في البلدة- إلى تنظيم معسكر لتنظيف الفلج من المخلفات وبتضافر الجهود وتوفيق من الله رجع الفلج في غضون 12 ساعة بهممهم الولادة، فبوركت تلك الأنامل.

الأفلاج موروث حضاري

وقال عزان بن علي بن حمد العبري إن فلج العراقي بولاية عبري من أهم الأفلاج بالولاية، والتي لها تاريخ عريق في الولاية، وبعد انقطاع دام لأكثر من عشرة سنوات وبعد الأمطار التي هطلت على ولاية عبري وعودة بعض الأفلاج إلى الجريان ومنها فلج العراقي الذي أصبح ينبض بالحياة بعد التوقف الطويل وجب علينا شكر الله تعالى. لافتا إلى جهود أبناء هذه البلدة العريقة الذين قاموا بتنظيف المخلفات داخل مجرى الفلج وإعادة ترميم الفلج وإزالة الأتربة والصخور التي تعترض مجرى الفلج.

ووجَّه العبري رسالة شكر لجميع من قاموا بهذا العمل التطوعي من أبناء البلدة الطيبة، وناشد الجهات المختصة الاهتمام بهذا الموروث خصوصا فلج العراقي العمل على إعادة تأهيل مجرى الفلج وتنظيفه ومتابعة جريان الفلج لتفادي حدوث اي عائق يعيق مجرى الفلج، ونناشدهم المساهمة في تغطية جميع الفتحات التي تأتي من أم الفلج إلى مركز البلدة. ودعا جميع الفئات التي تقطن البلدة للحفاظ على المياه في الفلج وعدم الإسراف في استخدامها والحفاظ على نظافة مجرى الفلج لينعم الجميع بالاستفادة منه لأطول فترة ممكنة.

وقال هلال بن عبدالله الشريقي العبري: نحمد الله سبحانه وتعالى على نعمة الغيث على هذه الأرض الطيبة، والتي على أثرها سالت الأودية والشعاب، وبحمد الله سبحانه وتعالى وبجهود المخلصين منَّ الله علينا بجريان فلج العراقي بعد غياب دام عشر سنوات، كما أن جميع أهل هذا البلد يثمنون ويقدرون الجهود المبذولة من قبل القائمين على مصالح هذا البلد من الشيوخ والأعيان وأعضاء مجلس الشورى، كما يقدرون المجهود الذي قام به شباب فريق العراقي من مبادرة لتنظيف ومتابعة جريان الفلج وجميع المتطوعين.

تعليق عبر الفيس بوك