"الطيران المدني" تحتفل غدًا باليوم العالمي للأرصاد الجويّة تحت شعار "مواجهة المستقبل"

تفتخر السلطنة بتولي كادر عماني مؤهل كافة مرافق الأرصاد الجوية التشغيلية والفنيّة

مسقط - العمانية

تشارك السلطنة ممثلة في الهيئة العامة للطيران المدني غدًا دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للأرصاد الجوية تحت شعار "عالم أكثر حرارة وجفافا وأمطارًا.. مواجهة المستقبل"، وذلك تخليدًا لذكرى دخول اتفاقية المنظمة حيز التنفيذ اعتبارًا من 23 مارس 1950م. وتؤدي الهيئة العامة للطيران المدني دورًا وطنيا هاما في مجال الأرصاد الجوية وتبذل كل ما في وسعها من جهود من خلال امتلاكها نظاما حديثا متكاملا في هذا المجال، يقدم خدمات مناخية تترجم المعارف العلمية إلى أنشطة عملية ويمكّن من فهم تغير المناخ والتكيف معه والتخفيف من آثاره ورفع الوعي لدى كافة أفراد المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة، وتفتخر السلطنة بتولي كادر عماني مؤهل كافة مرافق الأرصاد الجوية التشغيلية والفنية.

ويسلط الاحتفال هذا العام الضوء على تغيّر المناخ حيث أكّدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في بيان لها بهذه المناسبة أن هذا التغير "ليس مجرد تصور مستقبلي ولكنه أمر نشهده اليوم وسيستمر المناخ في التغير طوال العقود المقبلة نظرا لتزايد وتراكم الغازات الحابسة للحرارة والمنبعثة في الغلاف الجوي نتيجة الأنشطة البشرية".

وأوضحت الهيئة أنّ كل عقد من العقود القليلة الماضية كان أحر من العقد السابق له وكانت الفترة من عام 2011م إلى 2015م أحر فترة مسجلة، كما كان عام 2015م أحر عام منذ بدء عمليات الرصد الحديثة في أواخر القرن التاسع عشر مدفوعا بأوضاع قوية لظاهرة النينيو".

وظاهرة "النينيو" هي ارتفاع درجة حرارة سطح البحر عن المتوسط وتحدث في منطقة المحيط الهادي الاستوائية، وتحدث ما بين4 و12عاما مما قد يتمخض عنه موجات جفاف وحر لافح في آسيا وشرق إفريقيا، وهطول أمطار غزيرة وفيضانات في أمريكا الجنوبية.

وتقوم الأرصاد الجوية بجميع أعمال وخدمات التنبؤات والتطبيقات الجوية والإشراف على مختلف الإصدارات الجوية كالنشرات الجويّة والنشرات الدورية والتقارير الشهرية والسنوية وغيرها من الدراسات الجوية الخاصة التي توجه بالفعل لاتخاذ الإجراءات في القطاعات التي تتأثر بالمناخ مثل قطاعات الزراعة وموارد المياه وإدارة الكوارث والصحة العامة والطاقة.

وتنفيذًا للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم ـ أعزه الله ـ في الاهتمام بالموارد البشرية والاعتماد على الكوادر الوطنية في كل المجالات أولت الهيئة العامة للطيران المدني ممثلة في المديرية العامة للأرصاد الجوية اهتماما بتطوير وتأهيل الكوادر العمانية لتواكب التطور السريع في الأجهزة والنظم المستخدمة في عملية التنبؤات بحالة الطقس، ويعد موظفو الأرصاد الجوية كفاءات ذوي خبرة ومؤهلات علمية عالية في علوم الأرصاد الجوية المختلفة وحازوا على التقدير المحلي والعالمي.

وفي إطار الجهود التي تبذلها الهيئة العامة للطيران المدني تم العام الماضي تدشين المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة وتطوير راداري قلهات ورأس الحد لمراقبة الأمواج والتيارات البحرية، واكتمال تركيب محطات رصد جديدة في محافظة مسقط في كل من البستان والمسفاة وقريات وتطبيق الأرصاد الجوية للهواتف والأجهزة الذكية حيث أطلقت المديرية العامة للأرصاد الجوية بالهيئة تطبيقا مجانيا للهواتف المحمولة لنظام الأندرويد ونظام اي.او.اس حيث تعتبر الهيئة العامة للطيران المدني الجهة الرسمية المعنية بتزويد توقعات الطقس بالسلطنة بجودة عالية حيث تم تركيب وتشغيل 4 رادارات للطقس من مجمل 5 رادارات في كل من رأس الحد، وفهود، والدقم، وصلالة، ومسقط.

وخلال العام الجاري تشمل خطة الهيئة في مجال الأرصاد الجوية زيادة عدد شبكة محطات الرصد الجوي من (64) محطة رصد جوي حاليا إلى (75) محطة بنهاية هذا العام حيث سيتم تركيب (11) محطة بمختلف ولايات السلطنة وذلك في ولايات بركاء، نخل، وادي المعاول، دماء والطائيين، القابل، وادي بني خالد، الكامل والوافي، جعلان بني بوحسن وجعلان بني بوعلي كما سيتم إنشاء مبانٍ لمحطات الرصد الجوي في خصب، وعبري، وصور، ونزوى، ومشروع النظام الآني لتبادل الإنذارات الذي تقوم فكرته على نتائج دراسة تقييم المخاطر على السواحل العمانية والتي نفذت ضمن مشروع الإنذار المبكر من المخاطر المتعددة؛ والهدف من المشروع هو سرعة إيصال التحذيرات والإنذارات إلى الجهات المعنية وإلى الجمهور عن طريق الهاتف النقال وبتقنيات سريعة للغاية ويشمل المشروع تركيب أنظمة وبرامج خاصة ببث التحذيرات إلى المناطق المعرضة للتأثر وأيضًا مشروع التنبؤ بتدفق وفيضانات الأودية الذي يهدف إلى استخدام معطيات الأمطار والأودية وبيانات رادارات الطقس والأقمار الاصطناعية ومجسمات الطقس ونمذجتها للوصول إلى خرائط طقس تساعد إخصائيي الأرصاد الجوّية في إصدار التحذيرات من فيضانات الأودية.

ويرجع تاريخ الرصد في السلطنة إلى ما قبل عام 1900م حيث تبنته في ذلك الوقت المؤسسات الخاصة. ففي عام 1893م تم إنشاء محطة للرصد الجوي في مدينة مسقط وفي عام 1942م تم أيضا تشغيل ثلاث محطات في كل من مدينة صلالة وجزيرة مصيرة وثمريت، وفي عقد الستينيات أيضاً أنشأت شركة تنمية نفط عمان عددًا من المحطات في بعض المناطق الساحليّة والداخلية.

وفي العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وعند افتتاح مطار السيب الدولي(مطار مسقط الدولي حاليًا) عام 1973م تم إلحاق قسم خاص يعنى بعمليات الرصد الجوي لخدمة الملاحة الجوية بشكل خاص، وفي عام 1975م انضمت السلطنة رسمياً إلى عضوية المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومقرها في جنيف بسويسرا، وفي شهر مارس من نفس العام صدر أول تنبؤ جوي لحالة الطقس لخطوط الطيران من المركز الرئيسي بمطار مسقط الدولي، ولم يمض سوى وقت قصير حتى أصبحت الأرصاد الجوية تصدر تنبؤاتها بشكل رسمي يفي بمتطلبات العديد من الجهات الحكومية والخاصة، على سبيل المثال، سلاح الجو السلطاني العماني والبحرية السلطانية العمانية وجناح طيران شرطة عمان السلطانية بالإضافة إلى جميع المطارات العمانية الدولية والداخلية، والعمليات البحرية المبحرة في المياه الإقليمية للسلطنة.

تعليق عبر الفيس بوك