انطلاق مؤتمر ومعرض عمان الدولي للنفط والغاز.. وخبراء الصناعة يتباحثون تحديات الإنتاج لتفادي "النتائج الكارثية" لانخفاض الأسعار

◄ العوفي: استنباط طرق جديدة للاستخراج بتكاليف أقل "الفرصة الوحيدة" لبقاء الشركات في السوق

الرُّؤية - نجلاء عبدالعال

انطلقتْ فعاليات النسخة الخامسة من مؤتمر الاستخلاص المعزِّز للنفط والغاز، والذي أقيم في هيئة الطيران المدني العامة، بالتعاون مع وزارة النفط والغاز وجمعية مهندسي البترول الدولية؛ وذلك على هامش معرض ومؤتمر عُمان الدولي العاشر للنفط والغاز، والذي يضم أكثر من 300 زائر من الخبراء وكبار الشخصيات.

بدأ حفل الافتتاح -الذي عُقد في السابعة من مساء أمس الأول- بكلمات ترحيبية، بدأها الدكتور صالح بن علي العنبوري رئيس المؤتمر والمدير العام لإدارة الاستثمارات البترولية بوزارة النفط والغاز، وفريد عبدالله رئيس مجلس إدارة جمعية مهندسي البترول في الشرق الأوسط والنائب الأول للرئيس لأصول مشروع "شمال شرق باب" لدى شركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية المحدودة "أدكو". وقال العنبوري: "إنَّ هذا المؤتمر يشكل منصة رائعة للحوارالبناء والمناقشات وتسليط الضوء على أحدث تقنيات الاستخلاص المعزز للنفط، ومناقشة موضوع المؤتمر "النقلة النوعية في مجال الاستخلاص المعزز للنفط"، إضافة إلى الاهتمام بموضوع الطلب المتزايد على التكنولوجيا الجديدة والطاقة بتكلفة أقل من الأصول الموجودة حاليا".

مناقشات مستفيضة

وشهدت الجلسة النقاشية الخاصة مشاركات مستفيضة لوجهات النظر بخصوص الوضع الحالي للنفط بشكل عام، وللاستخلاص المعزز للنفط في الصناعة المحلية. وضمَّت الجلسة النقاشية معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي وزير النفط والغاز، ومتحدثين من شركات كبرى هم: راؤول ريستوشي مدير عام شركة تنمية نفط عمان، وجوناثان لويس نائب رئيس أول في قسم الإنجاز والإنتاج في هاليبرتون، ومايكل تاونسند الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في بريتش بيروليوم.

واستعرض المشاركون في الجلسة حقائق وأرقامًا حول الوضع الحالي لأسعار النفط عالميا، فيما تباينت آراؤهم حول النظر لاتجاه أسعار النفط خلال الفترة القصيرة المقبلة، بين من يرى أن بالإمكان العودة سريعا لمستوى يتجاوز 70 دولارا للرميل، بينما ترى وجهة النظر الأخرى أن مستويات الاسعار قد لا تزيد في متوسطها القريب على 50 دولارا للبرميل. بيد أن المشاركين اتفقوا على أن استمرار الوضع الحالي للأسعار قد يؤدي لـ"وضع كارثي" للشركات العاملة في النفط والعاملين فيها. وقال معالي وزير النفط والغاز: "نمر في أوقات صعبة للغاية، لكنني متفائل لاني اعتقد أن مثل هذه النقاشات مهمة جدا، خاصة وأنها تقودنا للتفكير بعمق في الاستدامة وبناء خطة طويلة الأمد، وخاصة في دولة مثل سلطنة عمان".

وعقب الحلقة النقاشية، أوْضَح سعادة سالم بن ناصر العوفي أن المؤتمر يأتي في فترة تشهد الأسعار فيها تراجعا كبيرا؛ لذلك فإنَّ الاستخراج عن طريق عمليات الاستخلاص المعزز عادة ما تكون مكلفة؛ وبالتالي فإن فترة انعقاد المؤتمر ضرورية جدا لإيجاد آليات وطرق للتغلب على هذه المصاعب. وأشار سعادته إلى أن السلطنة منتج مهم للنفط باستخدام عمليات الاستخراج المعزز؛ حيث تصل نسبة الإنتاج المستخدم به طرق لتعزيز الاستخراج إلى 25-30% من إجمالي إنتاج السلطنة من النفط والغاز؛ وبالتالي ينبغي التعرف على المصاعب التي يمكن مواجهتها في الظروف الحالية، وآليات مواجهة هذه المصاعب وطرق خفض التكاليف، والمشاريع التي يمكن تأجيلها، والطرق والأساليب الحديثة لاستخراج النفط المعزز دون تحمل الشركات مصاريف إضافية. وأضاف بأنَّ الوقت الحالي حرج؛ لذلك فإن "أخذ طرق تصحيحية في هذا الوقت مهم جدا قبل تغلغل المشكلة بشكل أكبر".

"فرصة وحيدة"

وحول أبرز ما لفت اهتمامه في الجلسة النقاشية، قال سعادته: إنَّ الجلسة كانت أقرب للمباحثات بين وجهات النظر المختلفة. مشيرا إلى أنَّه على سبيل المثال فإنَّ جوناثان من هاليبرتون رأى أن الوضع الحالي فرصة للشركات لتحسين موقفها بشكل كبير؛ نظرا لأن البقاء ليس بالضرورة للأضخم والأقوى، بقدر ما سيكون للشركات القادرة على السيطرة على تكاليف الاستخراج والانتاج والتشغيل، وبالتالي فإن استنباط طرق حديثة وجديدة للاستخراج بتكاليف أقل، قد تكون الفرصة الوحيدة للبقاء في السوق.

واستعرضتْ النقاشات كيفية تحول الوضع القائم إلى مزيد من السوء على المستوى العالمي، واحتمالية أن تغلق كبريات الشركات، وتسريح مئات الآلاف من العمال في هذه الشركات مع تقليص الاعمال. وأوضح العوفي أن الارقام التي استعرضها جوناثان تتوقع أن النصف الثاني من العام الجاري ستكون أكثر وضوحا، لأن كثير من الشركات ستكون على شفا الدخول في مرحلة الافلاس، والاضطرار لإعلان افلاسها والخروج من السوق، إلا إذا تغيرت الأسعار، وإذا ما كان هناك استبعاد لتخفيض الانتاج في أبريل المقبل، وبالتالي تعديل الأسعار وتعافيها قليلا. غير أنه استدرك بالقول إنَّ كل ذلك يعد وجهات نظر، لكن المؤكد أن استمرار الخط التراجعي لأسعار النفط لمستوى العشرين دولار يعد كارثيا لشركات النفط.

الاستخلاص المعزز

ويناقش المؤتمر جميع جوانب الاستخلاص المعزز للنفط من منظور محلي وإقليمي ودولي من خلال الجلسة التنفيذية العامة في اليوم الأول من المؤتمر (21 مارس)، وتليها جلسات نقاش يومية، و21 جلسة تقنية و33 جلسة لتبادل المعرفة على مدى الايام الثلاثة لانعقاد المؤتمر. ويهدف المؤتمر إلى توفير منصة فعالة للعاملين في مجال النفط والغاز لجمع المعلومات وتشجيع الحوار في موضوع الاستخلاص المعزز للنفط مع تعزيز التواصل بين جميع الاطراف. كما سيسلط المؤتمر الضوء على موضوع المؤتمر "النقلة النوعية في مجال الاستخلاص المعزز للنفط" والخطوات المتخذة نحو هذا التغيير. ويذكر أن المؤتمر يعقد في فندق جولدن توليب في مسقط.

ومن جهة ثانية، افتُتح صباح أمس معرض عُمان الدولي العاشر للنفط والغاز في مركز عُمان الدولي للمعارض، ورعى حفل الافتتاح معالي محمد بن الزبير مستشار جلالة السلطان لشؤون التخطيط الإقتصادي. وتنظم المعرض شركة عُمان إكسبو، وهو أكبر تجمع لمجموعة شركات النفط والغاز الدولية وموردي التكنولوجيا والخدمات في هذه الصناعة، ويعرض أحدث التقنيات في مجال الاستخلاص المعزز للنفط.

وعلى هامش حفل افتتاح المعرض، قال سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز: إنَّ المعرض الذي يقام كل سنتين يضم في نسخته الحالية نحو 240 شركة. وأشار إلى أن تمثيل الشركات العمانية في المعرض واضح جدا من خلال عرض كل أنواع التقنيات، ابتداءً من الاستكشاف والمسح الجيولوجي والحفر والإنتاج والصيانة. وأضاف العوفي بأنَّ المعرض تميز هذا العام بتخصيص اجنحة خاصة للشركات الصغيرة والمتوسطة بالسلطنة، وللشركات الإيرانية وللشركات الصينية، كما تشارك بالمعرض شركات من السعودية وبعض الدول الخليجية.

جمعية مهندسي البترول

أمَّا المؤتمر المصاحب -والذي تنظمه جمعية مهندسي البترول الدولية- فسيعرض حوالي 60 ورقة عمل، ويشارك فيه أكثر من 300 مهندس وخبير في مجال النفط والغاز. وتتناول الجلسات التي يضمها المؤتمر ما يتعلق بالإنتاج المعزز النفط من حيث آلياته وكيفية تخفيض تكاليفه وتقنياته الموجودة بالسوق سواء داخل السلطنة أو خارجها.

ويهدفُ المؤتمر والمعرض إلى استقطاب مشاركات عدد من الشركات من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول آسيا وأمريكا وأوروبا وإفريقيا التي تمثل سوقا خصبة لمنتجات وخدمات الشركات العُمانية العاملة في مجالي النفط والغاز وللمساهمة في دعم الأعمال الاستكشافية المستمرة وأنشطة الإنتاج المتزايدة وتسويق منتجاتها؛ حيث سيجمع المعرض مجموعة من شركات النفط والغاز الدولية وموردي التكنولوجيا والخدمات في هذه الصناعة. ويقام المعرض تحت رعاية وزارة النفط والغاز، وتضم الجهات الراعية كلًّا من: شركة تنمية نفط عمان، وأوكسيدنتال مخيزنة وشركة شل، وشركة كميرا، وبريتيش بتروليوم، وشركة النفط العمانية للاستكشاف والتنقيب.

تعليق عبر الفيس بوك