نجوم العرب والخليج يضيئون سماء مسقط في "مهرجان السينما" بنسخته التاسعة.. و67 عملا تعكس جماليات "الفن السابع"

الرُّؤية - عهود الهنائيَّة

انطلقتْ، مساء أمس، فعاليات مهرجان مسقط السينمائي الدولي التاسع، والذي تنظمه الجمعية العمانية للسينما، وأقيم حفل الافتتاح في قاعة زايبا بفندق جراند هرمز، تحت رعاية المكرمة الدكتورة سعاد بنت محمد اللواتيا نائب رئيس مجلس الدولة، وبحضور عدد من كبارالشخصيات بالسلطنة والمدعوين من رعاة المهرجان، ومشاركة نخبة من نجوم الفن والسينما من داخل وخارج السلطنة.

وبدأ الحفل بكلمة الدكتور خالد بن عبد الرحيم الزدجالي رئيس المهرجان رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للسينما.. قال فيها: "في مستهل مهرجاننا هذا، يسعدنا أن نرحب بضيوفنا الكرام في بلدهم الثاني بين ذويكم وأخوانكم وأصدقائكم في سلطنة عمان، وليست كلمات تلقى من منطلق بروتوكولي.. بل هذا هو شعورنا نحن تجاه إخواننا وضيوفنا المحترمين على اختلاف ألوانهم ومعتقداتهم.. وأعراقهم وثقافاتهم.. يجمعنا هدف واحد.. تعمير الأرض.. والرقي بالإنسان.. وهذا لا يتحقق بالحروب والإرهاب والقهر والظلم.. بل بالحب والسلام والتسامح". واضاف: "منذ البدء كان الفن السابع واعدا بأن يعمل على ترسيخ تلك القيم الرائعة في الوجدان الجمعي العالمي.. وكثيرا ما يوفى الفن السابع بالوعد.. أفلام أسهمت بلغتها العالية في ذيوع كل ماهو في صالح البشرية من قيم الحب والسلام والتسامح.. لكن في المقابل علينا أن نقر نحن رعايا مملكة الفن السابع أن فننا هذا ألحق الأذى بشعوب وعرقيات وديانات..فألصق بها ما ليس فيها من صفات ونعوت رديئة". وتابع: "أتذكر دراسة أجراها البروفيسورالأمريكي جاك شاهين أستاذ الإعلام بجامعة إلينوي الأمريكية على حوالي 1000 فيلم من انتاج هوليوود لينتهي إلى نتائج محزنة سطرها في كتابه "العرب السيئون"، والمعني بالعرب السيئين تلك الصورة المغلوطة التي زرعتها هوليوود عبر أفلامها عن العرب والمسلمين في وجدان مئات الملايين من البشر، ففي تلك الأفلام يظهر العربي بدويا قذرا يجوب الصحاري ممتطيا ناقته وتتدلى بندقيته من كتفه بحثا عن قافلة يسطو عليها، وبحثا عن إمرأة يسبيها".

ومضى قائلا إن هوليوود في نظرتها الجائرة هذه والتي اصبحت رؤية مغلوطة في العقل الجمعي العالمي عن العرب والمسلمين، تجافي الحقيقة تماما، فليس العرب والمسلمون هكذا قتلة وإرهابيون ولصوص، وكما نعرف فأول كلمة أودعها الوحي قلب النبي محمد كانت: اقرأ والقراءة هي المعرفة، وهي الاستنارة، وكل إنسان مستنير يعي جيدا أهمية قيم مثل المحبة والسلام والتسامح، وحين هاجر الرسول الكريم إلى المدينة المنورة، كان مجتمعها يتشكل من كتل ثلاث المسلمين والمشركين الذين لم يعتنقوا الإسلام واليهود، فإن كانت ثمة صراعات فكانت بين الجميع من قبائل المدينة من أوس وخزرج امتد صراعها لأكثر من 120 عاما، وقبائل اليهود أيضا تصارعت، ومنها من تحالف مع الأوس، ومنها من تحالف مع الخزرج، لذا أتى الرسول بكلمته التي هي كلمة الله وثيقة المدينة المنورة لتأسيس لعلاقات بين المختلفين دينا وعرقا ومصالح، بعلاقات تتكئ على قيم السلام والتسامح". وأوضح أن أول من اكتشف ونبه إلى أهمية هذه الوثيقة لم يكن عربيا مسلما بل أوروبيا وهو المستشرق الألماني ويلهاوسن.

وأشار إلى أنه في عصرنا الحديث ثمة نموذج آخر يؤكد أننا أمة دستورها المحبة والسلام، هذا النموذج يبدو جليا في الأرض التي تحتضنكم الآن في مودة صادقة وحقيقية -سلطنة عمان أعني- حيث تتنوع الثقافات والمذاهب بل والأعراق، والذين عاشوا وعايشوا لحظة ميلاد الدولة العمانية الحديثة عام 1970 يستقر في وجدانهم نداء السلطان قابوس للعمانيين أن يتكاتفوا ويبدأوا معركة بناء عمان الحديثة، ولم يفرق في ندائه بين رجل وإمرأة أو بين سني وشيعي وإباضي او بين أبناء الداخلية وأبناء العاصمة، فكان نداءه شاملا حتى العمانيين خارج جغرافية الوطن، وبالفعل تكاتف الجميع وانخرطوا بحب وسلام وتسامح في معركة البناء.

واستطرد القول: إذا كنا نُلح في الدورة التاسعة لمهرجان مسقط السينمائي وفي كل الدورات السابقة على رسالة الفن السابع في نشر انبثاقات الجمال الإنساني من محبة وتسامح وسلام، فهذا يعزى إلى التأثير السحري للسينما على الوجدان والذي يتضاءل أمامه تأثير أية وسيلة أخرى، حتى التليفزيون رغم انتشاره الهائل. وأوضح أنه ليس من المبالغة القول إن دولة تعطي ظهرها لصناعة السينما لايمكن أن تنجح في بناء الإنسان المنتج والمنتمي والمستنير، وستفقد إحدى أهم وسائل التوثيق البصري لفكرها وتاريخها وثقافتها، بل حتى بمفهوم الربح والخسارة، فالاستثمار في السينما قد يكون مجديا بما يفوق صناعات أخرى كثيرة، ولا ننسى أن دولة مثل سلطنة عمان غنية بتضاريسها الجغرافية المتنوعة يمكن أن تلعب السينما دورا مهما في الترويج لمعالمها السياحية، من خلال أفلام يجري تصويرها في ربوعها الصحراوية والجبلية والشاطئية والمدنيه وغيرها من التضاريس والموروثات التي تنفرد بها السلطنه عن غيرها في العالم. واختتم الزدجالي قائلا: "أود ان أحيي كل يد ومساهمة بناءة اضافت لبنة في تنظيم هذا المهرجان مادية او لوجستية او معنوية و لهؤلاء الشباب المتطوعين أعضاء الجمعيه العمانية للسينما الأشاوس".

تلى كلمة رئيس المهرجان تقديم عرض عن الأفلام المشاركة في المهرجان؛ حيث يشارك بالمسابقة 11 فيلما روائيا طويلا، و13 فيلما روائيا قصيرا، إضافة إلى مشاركة 9 أفلام تسجيلية، و3 أفلام خارج المسابقة. كما يشارك 12 فيلما عمانيا ضمن مسابقة ملتقى الفيلم العماني، و19 فيلما خارج المسابقة.

وتلى ذلك غناء مميز بأربع لغات، وعرض آخر للعزف على آلة الكمان. وتضمن الحفل أيضا تكريم كل من الفنانين بوسي وسمير صبري وكريم عبدالعزيز.

يُشار إلى أن المهرجان سيصاحبه عدد من الورش التدريبية والندوات التي سيقدمها مجموعة من ضيوف المهرجان المصاحبة التي تستهدف محبي الفن السابع.

تعليق عبر الفيس بوك