تكرار مرات الرسوب في اختبارات السياقة يفقد المتدرب طعم الفرحة بالنجاح

"ف.ك" خضعت للفحص 9 مرات مع سبعة مدربين بتكلفة أكثر من 700 ريال عماني

الرُّؤية - محمد قنات

"تعدُّد مرات الرسوب، أضاع طعم الفرحة بالنجاح"، بحسب "ف. ك" التي تستعرض تجربتها مع التدريب على السياقة، فتقول إنها امتحنت للحصول على رخصة القيادة أكثر من مرة مما أدخلها في موجة من الإحباط. وتضيف: في كل مرة كان يتملكني شعور باليأس لدرجة كنت أنوي ترك أمر الرخصة نهائيا بعد 9 محاولات، خصوصا وأنَّ كثيرا من أسباب الرسوب لم تكن موضوعية من وجهة نظري؛ فمنها الادعاء بأن السرعة زائدة أو قليلة نسبيا، كما أن عامل السرعة لا يرتكز إلى معيار ثابت، بل يختلف باختلاف الفاحصين وحالتهم المزاجية في يوم الامتحان، على الرغم من أنَّني كُنت أثق في إمكانياتي بالقيادة، إلا أنَّ هنالك معاييرَ لم أفهمها لاسيما المواقف التي تخضع للتقدير والاستعداد الذهني السريع".

وتضيف "ف.ك": كان التوتر يلازمني في كثير من الأحيان؛ لأنَّ الوقت يمر بسرعة وأنا لم أُنجز شيئا، وفوق ذلك أنا أدفع الكثير من المبالغ دون أن تنعكس عمليا على رحلتي التعليمية، فضلا عن حاجتي للوقت وتعارضه مع مواقيت العمل؛ مما كان يضغط على أعصابي كثيرا، وفي كل مرة أمتحن فيها وأفشل كنت أبكي بحرقة، رغم إدراكي أنني ارتكبت أحيانا أخطاء بسيطة وأعاتب نفسي بشأنها حتى وإن كان يمكن تجاوزها، لكن دائماً كانت النتيجة محبطة.

وتُشير "ف.ك" إلى أهمية دور معلم السياقة في مساعدة المتدرب في أنْ ينال رخصة القيادة سريعا؛ حيث تقع على عاتقه أمانة كبيرة تُوجب عليه أنْ يرفد المتعلم بكل مهارات السياقة وضوابط السلامة المرورية وهو ما يجهله كثير من معلمي السياقة الذين يعتبرون الأمر وسيلة لجمع المال. وتلفت إلى افتقار بعض المعلمين إلى مهارات توصيل المعلومة الصحيحة وبعضهم يحرص على سلامة مركبته أكثر من حرصه على تعليم المتلقي؛ لذلك فقد كان صاحب السيارة التي كُنت أتعلم عليها متوتراً وطريقته في التعليم كانت حادة، مما يجعلني أفقد التركيز وأتأخر كثيراً عن إدراك النجاح؛ لأنَّ أسلوبَ المعلم يدخل الخوف في نفسي، مع العلم أنَّه كان يأخذ الأموال أولا بأول، ولا يجامل في ذلك، ولا يراعي أيَّة ظروف. وخلال رحلتي مع رخصة القيادة مررتُ على أكثر من 7 مدربين، أغلبهم كان همُّه الأول أن يتحصل على الأموال فقط دون مراعاة لظروفي النفسية أو المادية، أو حرصي على مسابقة الزمن، فرخصة القيادة ترتبط ارتباطا كبيرًا بوظيفتي وحركتي في مجال العمل، وهناك من بَيْن المعلمين من يحاول أن يحدد موعدا للامتحان؛ لأنه في حال فشلي سيحصل على مبلغ 35 ريالا، وهي رسوم أراها مجحفة ولا تستند إلى مبرر كافٍ؛ لذلك فقد تكلفت ما يزيد على 700 ريال دون أن أحصل على الرخصة.

ولولا ضغوط الأهل والزملاء لم تكن "ف.ك" ترغب في التجربة من جديد، وتقول: سئمت حديثهم عن أهمية الرخصة في العمل والتنقل، خاصة وأنَّني في المقابل أُهدر مبالغ أخرى في التنقل بعربة الأجرة من مكان إلى آخر. لذلك كلي أمل في أن تراجع الجهات المعنية المظاهر السلبية التي تحيط بآلية تعليم السياقة، وأن تضع معايير ومنهجا واضحا ملزما للطرفين المعلم والمتعلم، وأن نرتقي بهذه المهنة حتى تصبح جاذبة لا منفِّرة، حتى لا نصل إلى مرحلة نعتقد فيها أنْ لا وجود للمدرب الصادق بين معلمي السياقة، والذين أناشدهم بدورهم بضرورة مراعاة الصدق والموضوعية، وأن يتقوا الله في مهنتهم وألا يكون همهم الأول تحصيل المال. واختتمت "ف.ك" بقوله: عندما نجحت في امتحان الرخصة، لم أفرح بالنجاح؛ لأنه تأخر كثيراً بعدما خسرت الكثير من المال والوقت.

تعليق عبر الفيس بوك