قرار لصالح السلام في سوريا

فاجأ إعلان الرئيس الروسي بسحب قوات بلاده من سوريا اعتبارًا من اليوم، الجميع وخاصة المتابعين للشأن السوري، باعتباره تطورًا لافتا في مسار الأحداث بهذا البلد المنكوب بحرب أهليّة شرسة، تدور رحاها على أرضه منذ خمس سنوات؛ وحصدت أكثر من ربع مليون قتيل، وهجّرت أكثر من عشرة ملايين سوري..

فالقرار الروسي الذي لم تسبقه أيّة مقدمات، برره الرئيس الروسي بأنّ المهمات التي كُلفت بها القوات الروسية في سوريا تم إنجازها.. والراجح أنّ القرار جاء نتيجة لتفاهمات أثمرت عنها التحركات والمشاورات الدولية بين القوى الفاعلة والمؤثرة على المشهد السوري..

إنّ توقيت القرار الروسي في منتهي الأهميّة، حيث يأتي في أعقاب تطبيق الاتفاق الأمريكي الروسي بوقف الأعمال القتاليّة، والذي نجح في الحد من العدائيات إلى حد كبير رغم الخروقات المتكررة والتي تتبادل جميع الأطراف في الساحة السورية الاتهامات بشأن المسؤولية عنها، حيث يحمل كل طرف وزرها للطرف الآخر. كما يجيء القرار الروسي متزامنًا مع انعقاد جولة محادثات السلام (جنيف3) بين النظام والمعارضة.. مما يفسح المجال لروسيا لتعزيز مشاركتها في تنظيم العملية السلمية لحل الأزمة السورية، ويتيح لها لعب دور أكبر في هذا الصدد.

وينتظر أن تنهض الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا - اللاعبان الأساسيّان في الساحة الدولية والمؤثران على أطراف الصراع في سوريا - بدور رئيسي في توجيه المسار السلمي ليكون الخيار الوحيد لحل الأزمة السورية، وذلك من خلال الضغط على الفرقاء السوريين للاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب السوري في استتباب الأمن وعودة الطمأنينة إلى ربوع بلادهم.

تعليق عبر الفيس بوك