أمل جديد لإنهاء الصراع في اليمن

الأخبار التي رشحت حول محادثات يجريها مسؤولون حوثيون مع السعودية حاليًا لإنهاء الصراع الدائر في اليمن، تعد بارقة أمل، وتطور لافت في مسار هذا الصراع الدموي الذي حصد حتى الآن نحو ستة آلاف شخص، وتسبب في تشريد مئات الآلاف من أبناء الشعب اليمني، إضافة إلى تعميق الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يرزح تحتها اليمنيون الذين بات الملايين منهم يفتقرون إلى الغذاء والدواء جراء هذه الحرب..

ولقتامة الواقع اليمني الحالي، فإن أيّة مبادرة لإنهاء الحرب تجد القبول والترحيب الإقليمي والدولي، وتثير ارتياحًا بالغا في أوساط اليمنيين الذين أصبحت كل آمالهم تتعلق بانتهاء هذه الحرب المدمرة حتى يتمكنوا من العيش بسلام دون مهددات لأمنهم ومعاشهم. وتشيع بادرة مباحثات الحوثيين في السعودية، التفاؤل كذلك في تمهيد الطريق للعودة إلى المفاوضات بروح جديدة، وعزم أكيد على التوصل إلى حل يفضي إلى إسدال الستار على الصراع وينهي الحرب، مما يهيء الأجواء لنجاح الحل السياسي للأزمة اليمنية. ومما يجعل المراقبين يعولون كثيرًا على هذه البادرة، أنّها تعد من أكثر المحاولات جديّة لإنهاء الصراع، حيث إنّ زيارة المسؤولين الحوثيين للسعودية تعتبر الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب العام الماضي بين قوات الحوثيين والتحالف العسكري العربي الذي تقوده المملكة العربية السعوديّة.

ومن الارهاصات التي تدل على جدية هذه المباحثات كذلك أنّه تزامن معها هدوء ملحوظ في القتال على الحدود السعودية اليمنية، والتي كانت قبل هذه المباحثات من أكثر الجبهات دموية في الصراع، علاوة على تراجع الغارات الجوية التي يشنّها التحالف على العاصمة اليمنيّة صنعاء.

وكل هذه إشارات تنبئ بإمكانية نجاح هذا المسعى في وضع حد لهذا الصراع الدامي.

تعليق عبر الفيس بوك