روسيا تدعو لإغلاق الحدود التركية السورية لوقف تدفق الأسلحة عبر قوافل المساعدات الإنسانية

مبعوث الأمم المتحدة يدعو واشنطن وموسكو لضمان الهدنة تجنبا لاحتمال تأجيل المحادثات

جنيف - رويترز

دعت روسيا أمس إلى إغلاق الحدود التركية السورية قائلة إن أسلحة يجري إخفاؤها في قوافل المساعدات الإنسانية وتنقل لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد وحلفائهم.

واتهمت روسيا التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد تركيا مرارا بالتخطيط للتدخل عسكريا في سوريا عبر الحدود. والعلاقات بين سوريا وتركيا متوترة منذ إسقاطها لطائرة حربية روسية في نوفمبر الماضي.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في جنيف في ظل اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا والذي تم التوصل له بعد تفاوض بين الولايات المتحدة وروسيا "هناك مهمة خاصة جدا وهي قطع إمدادات الإرهابيين من الخارج." وكان يشير إلى تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وجماعات أخرى "على شاكلتها".

وأضاف لافروف في كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة "لهذا الغرض يجب غلق الحدود السورية التركية لأن هذه العصابات تتلقى الأسلحة عبر هذه الحدود ويشمل ذلك (دخولها) مع القوافل الإنسانية."

ودخل اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي لا يشمل الأعمال العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية أو جبهة النصرة حيز التنفيذ منذ يوم السبت. وقال لافروف "لا مكان للإرهابيين والمتطرفين" في اتفاق وقف الأعمال القتالية أو تسوية سياسية.

وقالت روسيا أمس إنها سجلت 15 انتهاكا للاتفاق في سوريا على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية لكن طائراتها تمتنع عن قصف المناطق التي يحترم فيها الاتفاق من قبل "المعارضة المعتدلة".

وحذرت روسيا أمس من تنامي خطر استخدام تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات أخرى للأسلحة الكيماوية في الشرق الأوسط ودعت لمفاوضات دولية للتوصل إلى اتفاق جديد بهدف التصدي لما وصفته بأنه "واقع خطير في زماننا."

وجاء ذلك في كلمة ألقاها وزير الخارجية سيرجي لافروف أمام مؤتمر نزع السلاح الذي ترعاه الأمم المتحدة في جنيف.

وقال أمام المؤتمر الذي يضم 65 دولة "لكن ما زلنا نواجه فجوات كبيرة لاسيما في استخدام المواد الكيماوية للأغراض الإرهابية." وتابع "أصبح هذا الخطر ملحا بشكل بالغ الآن في ضوء حقائق تكشفت في الآونة الأخيرة تظهر استخداما متكررا ليس للكيماويات الصناعية السامة وحسب بل ولعناصر حرب كيماوية كاملة من جانب داعش (الدولة الإسلامية) وجماعات إرهابية أخرى في سوريا والعراق."

وقالت الولايات المتحدة الشهر الماضي إن هناك اعتقادا بأن مقاتلي التنظيم المتشدد مسؤولون عن هجمات بغاز خردل الكبريت في سوريا والعراق العام الماضي.

وكان تقرير سري لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية خلص إلى أن شخصين على الأقل تعرضا لخردل الكبريت في مدينة مارع الواقعة شمالي حلب في أغسطس.

وقال لافروف "لا يدع مجالا للشك في أن الإرهاب الكيماوي ليس خطرا مجردا بل واقعا خطيرا في زماننا يجب التصدي له." وتابع "هناك خطر متزايد لارتكاب جرائم مماثلة على أراضي ليبيا واليمن."

وأشار إلى أن هناك تقارير عن امتلاك جماعات متشددة وثائق علمية وفنية عن إنتاج الأسلحة الكيماوية وسيطرتها على منشآت كيماوية وأنها "تشرك خبراء أجانب في المساعدة على تركيب مواد كيماوية تستخدم كسلاح".

وقال إن المفاوضات ستحيي مؤتمر نزع السلاح الذي يضم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وهي بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة لكنه لم يتمكن قط من التوصل لاتفاق بشأن نزع السلاح منذ "العقد الأخير من القرن العشرين".

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا لرويترز أمس إنه يجب على الولايات المتحدة وروسيا العمل على نجاح اتفاق وقف الاقتتال في سوريا وإلا سيكون من الضروري تأجيل استئناف محادثات السلام.

وقال دي ميستورا إنه إذا لم يحدث تقدم بشأن وقف الاقتتال وبشأن وصول المساعدات الإنسانية فقد يؤجل الجولة التالية من محادثات السلام "قليلا". وتقرر مبدئيا استئناف المحادثات يوم الاثنين السابع من مارس. وتابع يقول "القرار بشأن ما إذا كانت ستجرى يوم الاثنين أو بعد ذلك بفترة قصيرة سيتخذ في الأيام القليلة القادمة بناء على التطورات على الأرض." وأضاف "لا نريد أن تكون المناقشات في جنيف محادثات بشأن انتهاكات لوقف إطلاق النار.. نود أن تتصدى فعليا لجوهر كل شيء".

تعليق عبر الفيس بوك