فتاة مريبة مدمنة على العنف تقلب كيان أسرة وتهدد المستقبل الدراسي لزميلتها

نشأت وسط أشقاء جميعهم من الذكور فاكتسبت سماتهم الشخصيّة

رصد التجربة - مدرين المكتومية

"كثير من الزميلات، قليل من الأصدقاء".. هكذا تصف "م.ر" طبيعة العلاقات في محيط ابنتها، ذات الـ 14 ربيعا، التي تقول إنّها جميلة وتتميز باللباقة في الحديث والاهتمام بالمشاركة في الأنشطة الطلابية وتجد دائما الترحيب في كل المحافل، لكن مزاجها صعب التأقلم مع أي فتاة، وهو حال عدد من صديقاتها بالتبعيّة.

وتضيف "م.ر": تجد ابنتي نفسها في الحركة والبحث والرحلات والأعمال التي تجعلها بعيدة عن الجلوس على مقاعد الدراسة، وتحظى باهتمام واسع من جانب الهيئة التدريسة ولم تصلني أي شكوى ضدها منذ سنتها الأولى في الدراسة، على العكس من إخوتها، على الرغم من أنّها ترتاد مدرسة حكومية ويضم الفصل الدراسي أكثر من 25 طالبة إلا أنّ حضورها دائمًا ملفت، ودائما ما كانت تحصد المراكز الأولى وتتصدر الفائزين في المسابقات والمشاركات الطلابية.

لم تشعر "م.ر" بأي قلق بشأن مستقبل ابنتها، ودائما ما كانت ترى حياتها على ما يرام، لكنّها باتت ترى أنّ مشكلتها الحقيقية تكمن في الوقت الذي تقضيه لفترة طويلة في غرفتها ومع هاتفها النقال، واذا سألها أحدهم عن الهاتف أو طلب منها أن يلقي نظرة أو يشاركها ما تكتب أو ترى في الهاتف ترفض ويصبح مزاجها عكرا، ولا تريد الحديث مع أحد، ومع الوقت أصبح الأمر اعتياديا، حتى أصبحت تطلب الذهاب في زيارة إلى إحدى صديقاتها التي سمعت عنها الأسرة لأول مرة وأصبحت الزيارات دائمة حتى في غياب أسرة صديقتها عن المنزل.

وتضيف: جلست معها وسألتها هل هناك مشكلة تعانين منها، وما علاقتك بهذه الفتاة التي أصبحت تفضلينها على صديقاتك الاخريات؟ ولم أجد منها ردا شافيا إلا القول إنّها صديقتي الجديدة ولا أقبل أن يتحدث عنها أحد بسوء، وصديقاتي الأخريات يشعرن بالغيرة منها كونها الأقرب لي مقارنة بهن جميعا.

وتقول "م.ر" حاولت جاهدة أن اتعرف على ما تعاني منه أو تمر به من ضغوط نفسيّة فاتصلت بصديقاتها والتقيت بهن خارج المنزل على العشاء، ووافقن، وجلسنا معا وتحدثنا طويلا، وحاولت أن أعرف السبب وراء عدم اهتمام ابنتي بهن أو باهتمامها بصديقتها الجديدة والمريبة في الوقت نفسه، لأنها غريبة الأطوار وجافه في النقاش، فصدمني الكلام الذي سمعته من الفتيات، عن أنّها فتاة سيئة وغريبه الطباع ودائما ما تحمل أدوات حادة معها، والجميع يراها كما يرى شابا مراهقا صعب الحديث معه، وحاولت أنّ أجد إجابة حول سر العلاقة المفاجئة بينهما، ووجدت كلاما كثيرا أخافني فما كان مني إلا البحث والتقصى بنفسي لاكتشف ما الذي أصاب ابنتي.

ذهبت "م.ر" للمدرسة دون علم ابنتها، وتقول: كما توقعت، عرفت أنّها صديقة ابنتها فتاة مهملة ودائمًا ما تقع في مشاكل وتتسبب في إيذاء البنات، ونصحتني المديرة بإعادة النظر لكون ابنتي ترافقها، فأصبح داخلي بركان يود أن ينفجر من الحزن، انتظرت ابنتي حتى عادت، انتظرتها حتى أنهت الغداء، وطلبت منها الجلوس معي، حاولت أن أتحدث معها بهدوء حتى اتفهم الأمر ولا أثير أي نوع من الخوف لديها، لكنّها سرعان ما أشعلت عصبيتها، وأصرّت على ألا أحدثها عن هذه الفتاة وأنها صديقتها ولا تريد أن يذكرها أحد بسوء، وهنا أثارتني فمسكتها من يدها وأخذت هاتفها النقال، وجعلت تبكي وتتوسلني ألا افتح الهاتف إلا أنني رفضت طبعا، ووجدت صور لهما ورسائل تهديد بأن تذهب لها للمنزل أو أن تقوم بنشرها وابتزازها الدائم لها، فسألتها لماذا تفعلين هذا بنفسك وما الداعي ولماذا تريد منك أن تكوني معها في المنزل؟ أخبرتني أنّ هذه الفتاة منذ جاءت إلى المدرسة وهي تنظر إليها نظرات مخيفة، وكانت تحاول الاقتراب منها بشكل دائم لكنّها كانت ترفض، حتى حصلت على صور خاصة بها وبدات تهددها بالصور، أمّا الأمر الذي جعلها تبتعد عن صديقاتها، أنّها تشك في أنّ إحدى صديقاتها نقلت هذه الصور من مجموعتهن عبر الواتس آب. لذلك فهي غاضبة منهن، وهذه الفتاة مشكلتها تكمن في أنها تعيش وسط إخوة شباب فأخذت صفاتهم وأصبحت شرسة، وتقول إنّ ابنتي "حبيبتها" لذلك لا تتركني وحدي وطوال الوقت تريدني معها، وإذا اقتربت أي فتاة للحديث معي تهم بضربها أو الصراخ في وجهها، وبذلك أخذت الطالبات يلقبنها بألقاب لا تليق إلا بالذكور.

وتواصل "م.ر": ذهبت للمدرسة مجددًا وأخبرت المديرة، وطلبت من الإدارة أن يجلبوا ولي أمر الطالبة، وجاءت أمها التي يدل مظهرها على أنها غير مبالية بوضع المنزل، وأخبرتها بالحاصل فما كان منها إلا أن قالت: اتخذوا الإجراء الذي ترونه مناسبا في حقها، ورحلت. فأخذت إدارة المدرسة الهاتف من الفتاة وأجبرتها على التعهد بألا تتعرض لابنتي وإلا قمت بإيصال الأمر للجهات المعنية. والحمدالله مر على الأمر سنة كاملة، وعادت ابنتي لوضعها الطبيعي ومستواها التعليمي وصديقاتها وكل شيء على ما يرام.

تعليق عبر الفيس بوك