أفضل بارقة أمل للسلام في سوريا

الهُدنة التي بموجبها توقَّف القتال في مُعظم مناطق غرب وشمال سوريا أمس، تعد أفضل بارقة أمل للسلام في هذا البلد الذي اصطلى بنيران الحرب لمدة خمس سنوات، ودفع أهله ثمنًا غاليًا بدمائهم وعلى حساب استقرارهم حيث حصدت أكثر من 250 ألف شخص وشرَّدت 11 مليونا .

إنّ وقف الأعمال القتالية الذي عرفت معه العديد من أنحاء سوريا أمس طعم الهدوء لأول مرة منذ سنوات، يمثل دليلاً على أنّ إنهاء الصراع ليس بمستحيل فيما لو توافق الفرقاء على الالتقاء على أرضية تغليب مصلحة الوطن وتقديم سلامة أبنائه على ما عداها من اعتبارات ..

نعم، الأملُ في أن يرتقي السوريون إلى مستوى المسؤولية الوطنية التي تُحتم عليهم الترفع عن التفاصيل التي تعوق توافقهم حول الحلول التي تحفظ وطنهم وتجنبه خطر التقسيم الذي أصبح يحدق به، وتوفر على أهله معايشة المزيد من المعاناة الدامية التي طالما تجرعوا كؤوسها ..

ومن بواعث التفاؤل، أنّه يُمكن التأسيس على اتفاق وقف الأعمال القتالية، الذي يقوم على الخطة الأمريكية الروسية، للتوصل إلى اتفاق سلام يضع حدًا نهائياً لهذه الحرب، وذلك استناداً على قبول الأطراف المُتحاربة لهذا الاتفاق إضافة إلى المساندة الأممية من خلال مطالبة مجلس الأمن أمس الأول وبالإجماع بالتزام كل أطراف الصراع ببنود الخُّطة القاضية بوقف الأعمال القتالية، إضافة إلى الحث على استئناف المحادثات بين الحكومة والمعارضة لإنهاء الحرب، وهي المحادثات التي يؤمل أن تنطلق في السابع من مارس المقبل فيما لو صمد اتفاق وقف القتال.. ومن إيجابيات الاتفاق كذلك أنّه يتيح إيصال المساعدات لمحتاجيها في المدن والبلدات السورية المحاصرة .. ورغم أجواء التفاؤل التي سادت مع بدء سريان الهدنة وما واكبها من هدوء نسبي في بعض جبهات القتال والمواجهات، إلا أنّ ثمّة مخاوف من خروقات قد تتسبب في نسف الهدنة، إلا أن الرهان على خلوص النوايا في مواصلة الالتزام بها حتى تفضي إلى نتائج أعمق تتمثل في وقف الحرب نهائياً ليسود السلام أرض سوريا ولينعم إنسانها بالأمن والاستقرار.

تعليق عبر الفيس بوك