ابنتا الخروصي والزويدي توقعان كتابَيْ أبويهما الراحلين غدا في معرض مسقط

مسقط - الرُّؤية

توقِّع الطفلتان سما بنت حمد الخروصية، وروضة بنت علي الزويدية، في السابعة من مساء غد، بجناح دار سؤال اللبنانية (R28) الكتابِيْن اللذيْن صدرا مؤخراً تكريماً لأبوَيْهما الراحلَيْن تحت عنوان: "طاح الورق..أنا شجر عاري"، و"حريتي هذا الصباح" على التوالي، وهما الكتابان اللذان تبنت مبادرة "القراءة نور وبصيرة" إصدارهما بُعَيْد رحيل الكاتِبَيْن العُمانيَيْن اللذين كانت لهما إسهامات بارزة في المشهد الثقافي العُماني في فترة متقاربة من العام الماضي.

والكتاب الأول "طاح الورق..أنا شجر عاري" هو كتاب احتفائي بالشاعر حمد الخروصي الذي رحل عن دنيانا في السادس من أغسطس 2015، إثر أزمة قلبية ألمَّتْ به وهو في سويسرا عن عمر ناهز الأربعين عاما.. ويقع الكتاب في 240 صفحة من القطع المتوسط، وعنوانه مستل من إحدى قصائد الخروصي الشهيرة، وافتُتِح بشهادة من الأستاذة فاطمة الجهوري زوجة الشاعر الراحل عنوانها "كان أبو عبدالله كل شيء في حياتي"، ثم شهادة مماثلة من شقيقه خالد بن عبدالله الخروصي بعنوان "لروح حمد"، إضافة إلى شهادات وقصائد في رثاء الخروصي قدمها عدد من الشعراء والكتاب هم: سماء عيسى، وإبراهيم سعيد، وعلي الأنصاري، وناصر صالح، وحمود سعود، وبسام أبو قصيدة، وعمار السديري، وإسماعيل المقبالي، وعبدالعزيز العميري، وهدى حمد، ومحمد الصالحي، وحميد البلوشي، وخلفان الزيدي، وجمال الشقصي، وحبيبة الهنائي، وطاهر العميري، ومحمد السناني، وناصر البدري، وخالد نصيب العريمي، ومحمود حمد، وعبدالحميد الدوحاني، ورشا أحمد، وعلي المخمري، وسليمان المعمري، وسعيد سلطان الهاشمي.

وكتاب "حريتي هذا الصباح" الذي يحتفي بالكاتب والمدون العماني علي الزويدي الذي رحل عن دنيانا في السادس عشر من يونيو 2015. وتضمن الكتاب شهادة كان الزويدي قد كتبها بشكل أدبي عن وقائع محاكمته عام 2009م، كما تضمن حواراً أجرته معه الكاتبة والحقوقية حبيبة الهنائي قبل شهر فقط من رحيله تحدث فيه عن بداياته مع الكتابة والنشر والتدوين، مقدماً شهادة هامة بصفته ناشطاً في التدوين الإلكتروني عن الدور الذي لعبته المنتديات الإلكترونية العُمانية في بداية هذه الألفية بدءاً من "سبلة العرب" ومرورا بـ"سبلة عُمان" و"الحارة العمانية" و"منتدى فرق" و"عاشق عُمان"، وليس انتهاءً بـ"العمانية نت" و"السبلة العُمانية". أمَّا الشهادات والمقالات التي تناولت الزويدي فقد افتُتِحتْ بالكلمة المقتضبة التي ألقاها نجله محمد بن علي الزويدي في جلسة تأبين نظمتها الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء مساء الإثنين 27/7/2015، تلتْها خاطرة من نجله الآخر عبدالله بن علي الزويدي بعنوان "حضورك في قلبي مليون شمعة"، ثم توالت الشهادات عن الزويدي من كتّاب وأدباء ومثقفين وأصدقاء مجايلين له؛ هم على التوالي: محمد اليحيائي، المعتصم البهلاني، محمد الشحري، عبدالله بن سيف الغافري، بدر العبري، بدر بن ناصر الجابري، يوسف الحاج، ماري الحريري، مبارك السيابي، وسعيد بن سلطان الهاشمي.

ويُشار إلى أنَّ الشاعر حمد بن عبدالله الخروصي من مواليد الصبيخي في السويق سنة 1976، وكان أحد أهم الأسماء في القصيدة الشعبية العُمانية في السنوات الأخيرة، وجمع إلى موهبة الكتابة الشعرية الحس النقدي الذي توَّجَه بكثير من المقالات الناقدة والمحللة للشعر الشعبي العُماني في المجلات الشعرية المتخصصة في السلطنة ودول الخليج، ومشاركته في لجان تحكيم الشعر الشعبي في المسابقات الأدبية في السلطنة والخليج، والتي كان آخرها مشاركته في البرنامج الشعري الخليجي "البيت" الذي تبثه قناة سما دبي. وعمل في سنوات حياته الأخيرة على جمع وتوثيق الشعر الشعبي العُماني القديم في محافظتي الوسطى وشمال الشرقية، حيث سيصدر هذا التوثيق قريبا في كتاب، كما سيصدر قريبا أيضا ديوانه (غابة كباريت) الذي جمعه في حياته ولكن داهمه الموت قبل ظهوره للنور.

وقد وُلد الكاتب والمدون علي بن عبدالله الزويدي في 17 يوليو 1962 في نزوى. درس هندسة الطيران في جامعة أمبري ريدل في فلوريدا بالولايات المتحدة الأميركية حيث تخرج منها بدرجة البكالوريوس في الهندسة في سلامة الطيران عام 1989م. درس الماجستير في الولايات المتحدة الأمريكية في هندسة سلامة الطيران وتخرج بدرجة الماجستير في عام 2001م. عمل في الهيئة العامة للطيران المدني منذ عام 1989م إلى وفاته في عام 2015م كمهندس طيران ثم مديرا لسلامة الطيران. كما عمل أيضا محاضرا غير متفرغ في الكلية الحديثة للتجارة والعلوم التي كان يدرّس بها موادّ تتعلق بإدارة وسلامة الطيران منذ عام 2011م وحتى وفاته في يونيو الماضي . أثرى الزويدي الساحة العُمانية بمقالاته العديدة في الشأن العام منذ ثمانينيات القرن الماضي، سواء تلك التي نشرها في عموده بجريدة عُمان، أو تلك التي نشرها بعد ذلك في المنتديات والمدونات الإلكترونية التي يعتبر الزويدي أحد مؤسسيها والناشطين فيها في عُمان.

تعليق عبر الفيس بوك