شعوب تنتج.. ونحن نستهلك

طالب المقبالي

قبل أيام، ضجَّت وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت والمنتديات، وحتى المجالس العامة والمقاهي، بخبر مؤتمر برشلونة العالمي للهاتف (MWC 2016) اختصاراً للمسمى باللغة الإنجليزية (Mobile World Congress)، وهو أكبر مؤتمر في العالم لإعلان كلِّ جديد الشركات المتعلقة بالاتصالات وتقنيتها كالهواتف والأجهزة اللوحية وتقنية الاتصالات، وكان المؤتمر يعرف باسم (GSM)، وبعد دخول تقنية الجيل الثالث للعالم تم تغيير المسمى إلى (GSM3).

هذا المؤتمر يُقام سنويًّا في شهر فبراير من كلِّ عام، وتتسابق إليه الشركات المصنِّعة للهواتف الذكية ومشتقاتها لعرض أحد منتجاتها والإعلان عن آخر مبتكراتها في مجال الهواتف الذكية؛ حيث يتم بث المؤتمر مباشرة من قلب الحدث.

وقد اعتمدتْ مدينة برشلونة الإسبانية في العام 2011م لتكون المستضيف لهذا الحدث العالمي حتى العام 2018م، بعد ذلك سيتم اختيار مدينة ودولة جديدة لاحتضان هذا المؤتمر التي تحضره أكثر من 200 دولة حول العالم، وتعتبر شركة سامسونج وشركة آبل وشركة مايكورسوفت وشركة إتش.تي.سي وشركة سوني وشركة إنتل وشركة هاواي، من أبرز الشركات المشاركة في هذا المعرض، وهناك شركات جديدة تظهر في كل مؤتمر.

ويُدار المؤتمر خلال ثلاثة من انعقاده من قبل خبراء معروفين عالميًّا في مجالات ريادة الأعمال والابتكار، ويشتمل البرنامج جلسات المؤتمر، وورش عمل، ومناقشات تفاعلية، واجتماعات تم الترتيب لها مُسبقًا مع المستثمرين ومسابقات الشركات الناشئة مثل دوري مبتكري الهواتف العالمى الذي تدعمه شركة (IBM).

حيث يُقدِّم البرنامج تغطية ودراسات عميقة لوضع صناعة الهواتف الحالية وفى المستقبل، مع تسليط الأضواء على مساحات التنمية، إضافة إلى آخر التحديثات التكنولوجية، وخدمات الجيل التالى.

أمَّا في عالمنا العربي؛ فالترقُّب على أشده؛ فهذا يرسل رابط البث المباشر، وذاك يتطوَّع فيكتب مُلخَّصاً عن المؤتمر، وعن جديد التقنية، وآخر يتطوع لعمل مقارنات للهواتف وآخر مقارنات عن جودة التصوير من كاميرا لأخرى.

هذا هو حالنا في عالم مستهلك ومرتقب لكل ما يجود به الغرب من صانعات وابتكارات.. عالم يُصفِّق للمنتج الأجنبي ويدير ظهره عن أي منتج عربي إن وجد.

وسائل إعلامنا العربي تكشف لنا دوماً العديد من الابتكارات والعقول من طلاب الجامعات والمعاهد التخصصية، إلا أنَّنا لا نرى شيئاً من تلك الابتكارات على أرض الواقع؛ فمنها ما يوأد في مهده، ومنها ما يُهمل ويُهمَّش ولا يجد الدعم، ومنها ما يختصر به صاحبه الطريق فيهاجر إلى البلاد البعيدة لقناعته بعدم وجود داعم حقيقي في بلداننا العربية.

ويبقى السؤال قائما: إلى متى سنبقى شعوباً مستهلكة؟ شعوب ترتقي ونحن نصفق للمنتجات الغربية ونتغنى بها، ونتباهي بها بين الأقران، فصدق من قال: "يا أمة ضحكت من جهلها الأمم"!!!

muqbali@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك