"النفط والغاز" تتوقع 50 دولارا للخام العماني هذا العام.. وفائض المعروض العالمي يتجاوز مليون برميل يوميا

تقرير تحليلي للوزارة يؤكد "الانهيار غير المسبوق" للأسواق بغضون عقد في 2015

الرؤية- نجلاء عبد العال

توقعت وزارة النفط والغاز أن يسجل برميل خام النفط العماني متوسط سعر 50.12 دولار أمريكي خلال العام الجاري، كما توقعت أن يبلغ المعروض العالمي معدل 96.07 مليون برميل يومياً يقابله طلب عالمي بنحو 95.02 مليون برميل خلال 2016، ما يعني وصول فائض المعروض إلى 1.05 مليون برميل يومياً.

وقالت الوزارة- في تقرير تحليلي لسوق النفط الخام العالمي لعام 2015- إنّ ما شهده عام 2015 من تذبذب شديد في الأسعار اليومية أفضى إلى "انهيار" الأسواق النفطية بنحو "غير معهود" في غضون أكثر من عقد من الزمان. وانخفضت الأسعار لجميع النفوط المرجعية والقياسية حول العالم بشكل دراماتيكي، فقد انخفض المعدل السنوي لسعر النفط الخام العُماني في بورصة دبي لعام 2015 إلى 56.45 دولار للبرميل بتراجع 46.78 دولار عن العام السابق، وكذلك بنسب مئوية مشابهة انخفضت معدلات الأسعار السنوية لكل من نفط بحر الشمال في جلسات تداول بورصة انتركونتيننتال للطاقة بلندن وتراجع إلى 53.15 دولار للبرميل بأقل 44.24 دولار للبرميل عن معدل 2014، وبلغ معدل سعر نفط غرب تكساس الأمريكي في جلسات تداول بورصة نيويورك للسلع خلال العام 58.45 دولار بأقل 47.44 دولار عن معدل سعره في العام السابق. وأوضح التقرير أنّ متوسط تداول العقود الآجلة للنفط الخام العماني في بورصة دبي للطاقة خلال عام 2015 بلغ 6741 عقداً مقارنة مع 8407 عقودات في عام 2014، مسجلا بذلك انخفاضاً بنسبة 27.68 في المئة.

أما إجمالي إنتاج السلطنة من النفط الخام والمكثفات النفطية خلال عام 2015، فبلغ ثلاثمائة وخمسة وثمانين مليونا وسبعة وتسعين ألفاً وثمانمائة وسبعة براميل، أي بزيادة وقدرها 4% عن إجمالي إنتاج النفط الخام والمُكثفات النفطية لعام 2014. وبلغ إنتاج السلطنة أدنى مستوياته في شهر فبراير من عام 2015، فيما سجل أعلى مستوياته في ديسمبر من العام نفسه.

وفي تحليل تفصيلي لتداولات النفط، قال التقرير إنّ أسعار النفط الخام العالمية اقتربت خلال عام 2015 من أدنى مستوياتها في 7 سنوات ونصف السنة، متراجعة قرابة 50% من المستويات المرتفعة التي شهدتها في عام 2014؛ حيث هبطت أسعار النفط الخام من 111 دولاراً أمريكيًا للبرميل في شهر أغسطس 2014، إلى نحو خمسين دولاراً في عام 2015، فاقد اً أكثر من نصف قيمته التداولية.

وأشار التقرير إلى أنّ صناعة النفط عرفت بسمة الهبوط والارتفاع في السابق، لكن الهبوط في الـ18 شهراً الأخيرة (أي منذ منتصف عام 2015) كان الأكثر على الإطلاق. وأوضح التقرير أنّ متابعي أسواق النفط يلاحظون أنّ عدة عوامل رئيسية ساهمت بشكل مُباشر على انهيار الأسعار، وتتلخص في ميل ميزان العرض والطلب العالمي لصالح العرض الكبير، والذي بدى أثره جلياً في الفترة الماضية على الأسعار، ما أدى إلى اتساع الفجوة بين العرض والطلب عدة أسباب منها الإنتاج الكبير الذي شهدته عدة مناطق مُختلفة حول العالم نتج عنه ارتفاع المخزونات التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي، وكذلك قرار منظمة الدول المصدرة للبترول بعدم التدخل لدعم الأسعار.

ولفت تقرير وزارة النفط والغاز إلى أنّ العام 2015، بدأ باستمرار موجة الانحدار الحاد في الأسعار والتي عصفت بالأسواق منذ النصف الثاني من عام 2014، لينخفض أكثر من 14 دولاراً أمريكيًا. وقد بدا جلياً أنّ أسواق النفط العالمية سوف تحتاج لمزيد من الوقت لإعادة توازنها والنهوض من جديد لخلق التوازن بين العرض والطلب وكذلك تحتاج للمزيد من العوامل الأساسية والجوهرية لإعادة ثقة المستثمرين والمستهلكين على حدٍ سواء لكبح حدة الاتجاه النزولي لأسعار النفط.

وعزى التقرير الانخفاض إلى وقوع روسيا في أزمة اقتصادية شديدة أدت إلى انهيار العملة الروسية الروبل تحت ضغط من تراجع الأسعار، بالإضافة إلى زيادة الإنتاج من النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية. واستمر الاتجاه النزولي للأسعار لينحدر لأكثر من 15 دولار أمريكي في شهر مارس 2015 م جراء أكبر إضراب في المصافي الأمريكية في 35 عاما إذ شارك فيه عمال من 12 مصفاة تساهم بخمس طاقة الإنتاج في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تخمة المعروض العالمي واستمرار حالة تراجع الطلب، كما واصل السعر انخفاضه على نفس الوتيرة عندما صرحت إيران عن احتمالية قرب التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي ورفع الغرب العقوبات عنها وهو ما سيعزز بدوره صادرات البلاد من النفط الخام.

تعليق عبر الفيس بوك