فريق طبي بمستشفى خولة ينجح في إجراء عملية استبدال نصف ركبة لأول مرة في السلطنة

مسقط - الرُّؤية

نَجَح مُستشفى خولة -ممثلا في فريق جراحة المفاصل- مؤخرا، في إجراء عملية استبدال نصف ركبة لأحد المرضى المراجعين، تعد الأولى من نوعها على مستوى السلطنة. وكان المريض يعاني من آلام في الركبة منذ عدة سنوات؛ مما أثر على نشاطه اليومي وعلى سير مجرى حياته الاعتيادي، وبعد أن راجع المريض المستشفى وأجرى الفحوصات الطبية والأشعة اللازمة، تبين أنه يعاني من مرض الفصال العظمى والتي تعتبر من الظواهر المرضية المنتشرة في السلطنة.

وبعد استنفاد المريض كامل العلاجات غير الجراحية، أجرى فريق طبي من المستشفى بقيادة الدكتور سويلم بن شطيط الغنامي -جراح عظام ومفاصل بمستشفى خولة- عملية استبدال نصف ركبة استغرقت حوالي ساعة ونصف الساعة، تكللت بالنجاح.

وقال الدكتور سويلم الغنامي إنَّ مرض الفصال العظمي بالركبة (احتكاك الركبة) من الأمراض الشائعة في السلطنة، وقد يُوصي الطبيب المعالج لهذه الحالة بإجراء عملية جراحية لتبديل مفصل الركبة بالكامل إذا استنفد المريض العلاج غير الجراحي من أدوية وعلاج طبيعي.

وأكَّد الدكتور الغنامي أنَّ عملية استبدال نصف الركبة "الاستبدال الجزئي" تُعدُّ خيارا مثاليا لبعض مرضى الفصال العظمى للركبة (احتكاك المفصل) ويجب أن تتوافر في المريض المرشح لهذا النوع من العمليات عدة شروط منها خلوه من أمراض الروماتيزم والصدفية التي تؤثر على كل أجزاء الركبة وألا تكون الركبة متيبسة.

وأضاف الدكتور سويلم بأنَّ عملية استبدال نصف مفصل الركبة تتميز بعدة مزايا مقارنة بالتغيير الكلي للمفصل، ومن أبرز تلك المزايا حجم الجرح على الركبة صغير نسبياً، كمية فقد الدم أثناء العملية قليلة، يتم في هذا النوع من العمليات الاحتفاظ بالأجزاء السليمة بالركبة من عظام وغضاريف وأربطة، المريض يشعر بعد إجراء العملية أن الركبة تشبه الركبة الطبيعية في عملها، فترة مكوث المريض بالمستشفى بعد العملية بالمستشفى لا تتجاوز يومين، وتصل إلى خمسة أيام في حالة استبدال المفصل بالكامل، كمية الأدوية المستخدمة لتسكين الآلام أقل مقارنة بالسابق.

وأشار إلى نجاح إجراء عمليتين من النوع نفسه، مؤكدا أن المريضين يتمتعان بصحة جيدة حاليا، والفريق الطبي بالمستشفى بصدد تشكيل برنامج خاص لمثل هذه الحالات من عيادات وتحضيرات خاصة مستقبلا.

وتقدَّم الدكتور سويلم الغنامي بالشكر للفريق الطبي الذي شارك في إجراء العملية من جرَّاحين وأطباء تخدير وطاقم التمريض، كما شكر إدارة مستشفى خولة على الدعم الدائم الذي تقدمه للقسم بهدف تقديم خدمة علاجية عالية الجودة لمرضى ومراجعي قسم العظام بالمستشفى.

وفي سياق مُتصل، حقَّق مستشفى خولة ممثلا في قسم العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة إنجازا طبيا جديدا؛ حيث أشرف الطاقم الطبي على متابعة حالة طفلة ولدت في الشهر الخامس من الحمل وكانت تزن 570 جراما، وكانت أختا لتوأم توفى الأول لأن وزنه كان أقل من 500 جرام ولم يتم إنعاشه.

وكانت حالة الطفلة فور ولادتها صعبة ومتأزمة نظرا لأن الأطفال الخدج ناقصو المناعة ومعرضون للالتهابات الشديدة؛ لذا احتاجت لتعامل دقيق مع وضعها بعد أن مكثت في العناية المركزة تحت الملاحظة قرابة الأربعة شهور ونصف الشهر، وقد زودت بجهاز التنفس الصناعي لمدة 77 يوما، واحتاجت للأكسجين وأدوية لتقوية عضلة القلب ومضادات حيوية لمعالجة الالتهابات الشديدة. وبعد المتابعة الدقيقة خرجت الطفلة من المستشفى بعد أن أصبح وزنها 2 كيلو و200 جرام.

وكانت تعاني الطفلة من فتحة بين الشريان الرئوي والشريان الأورطي كان ينبغي أن تغلق بشكل طبيعي في اليوم الثالث أو الرابع من ولادتها، ولكنها لم تغلق واحتاجت لأخذ بعض الأدوية. وقد تمَّ فحص النظر والسمع قبل خروج الطفلة من المستشفى فكانت سليمة ويتم حاليا متابعة الطفلة بانتظام في العيادة الخارجية من حيث نموها وتطورها العصبي والحركي مرتين في الشهر، وستستمر المتابعة لمدة عامين. وخرجت الطفلة من المستشفى دون مضاعفات كبيرة مما يعد إنجازا لطاقم الأطباء والممرضات الذين أشرفوا على حالة الطفلة.

ويُشار إلى أنَّ فرصة بقاء الأطفال الخدج الذين يبلغ عمرهم الرحمي 23 أسبوعا أي ما يقارب الخمسة أشهر على قيد الحياة عادة تتراوح بين 10-40% في كل أنحاء العالم. ويعتمد ذلك كثيرا على المكان الذي ولدوا فيه وأكثر من 50-60% من هؤلاء الأطفال يكون لديهم صعوبة في التنفس والاعتماد على الأكسجين، ويعانون من مشكلات في التغذية وقد يحتاجون بعض الأحيان لتوصيل الغذاء إلى المعدة.

تعليق عبر الفيس بوك