تأهل طلال الشامسي كأول عماني إلى "مرحلة الـ24" في "شاعر المليون".. و"وصية أب" تسحر لجنة التحكيم

مسقط - الرؤية

تأهل الشاعر طلال بن سلطان الشامسي ممثل السلطنة في المهرجان الشعري "شاعر المليون" في موسمه السابع إلى مرحلة الـ24 شاعرا، بعدما اجتاز مرحلة الـ48 شاعرا، في المهرجان الذي تقام فعالياته على شاطئ الراحة بإمارة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة ويستمر حتى 17 مايو المقبل.

وإلى جانب طلال الشامسي، يشارك الشاعران سيف الرئيسي ومنذر الفطيسي باسم السلطنة في المهرجان الشعري "شاعر المليون"؛ وهو أضخم مهرجان للشعر النبطي والخليجي. وقرض الشاعر طلال بن سلطان الشامسي الشعر وهو لم يتجاوز بعد عامه الـ14، وعزم على المشاركة في مسابقة شاعر المليون محاولاً تقديم وجهة نظر خاصة به، سواء شعرية أو حياتية وألقى قصيدة المسابقة بعنوان "وصية أب".

ولفتت تلك القصيدة اهتمام لجنة التحكيم؛ حيث وصف حمد السعيد الشامسي بأنّه صقر عُمان في سماء الشعر، مبدياً إعجابه بالحوار الذي ورد في النص بين أب وابنه، ورغم أنه أسلوب متوارث؛ إلا أن الشاعر وظفه بأسلوب راقٍ. وأشار إلى البيتين الجميلين (أمك تخيط الحال في بيتي مثل خيط العباه/ حاول تكون البلسم بضحكك ولو شحّ المصير)، و(اضحك، يا لين الحزن يتبسّم ويتساقط عزاه/ من فمّ دود القزّ هالعالم لَبْس ثوب الحرير). وفي النص حضر الحس الوطني، وهو ما ينطبق على الختام (وأشقر عيونه في السما قاطع سبوقه من غلاه/ كنّه يأذّن للفضا لا قعقع وشد المطير)، وكذلك البيت (اسمع كلامي واحفظه، هذي تجاعيد الحياة/ أتنفس الدنيا أمل وأزفر لك المر: العبير) الذي وصفه د. الحسن غسان بأنه يمثل وصية من الجيل الكبير إلى الجيل الصغير، فمن وظائف الشعر النبطي أن يأتي بشكل وصايا، حتى يحافظ المجتمع على هويته.

ويتضمن النص في مجمله على صور شعرية وشاعرية، يكاد لم يحرم الشاعر أي بيت منها. وعادة في قصائد الوصايا أو الحكم تكون الصور مفككة، أي افعل ولا تفعل، فيستطيع الشاعر أن يبدع كل بيت على حدة، غير أن هذا الأسلوب يؤدي إلى فقد الترابط بين الأبيات، لكن الشامسي ربط بين الأبيات، إلا البيتين التاليين (أوصيك لو شقّ البحر بطنه وبيّن ما خفاه/ وليّ أمرك إتبعه يوم العبوس القمطرير ) و(وارسم على بابك (مطر) إن مرّ جارك هلّ ماه/ الجار لا جار البخت جارك وَيَا نعم المجير) حيث بإمكاننا نقلهما، ثم إن وعياً وإدراكاً اتضح في (إن مر جارك هلّ ماه)، وهو البيت الذي بدأ بـ(ارسم) والذي يعتبر وعياً نظرياً، فيما تمثل الوعي العملي في (هلّ ماه)، وأشار د. الحسن إلى الجناس التام الموجود في الشطر الثاني من البيت، إذ تطابقت فيه ثلاث كلمات تمثلت في (جار)، فجاءت بنسق شكلي واحد، وفي معنى مختلف، مخالفاً الشاعر العادة بأن يكون الجناس التام في كلمتين.

يشار إلى أن هذه الدورة هي السابعة من المهرجان، الذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات في أبوظبي "ضمن برامجها الهادفة لصون التراث وتعزيز الاهتمام بالأدب والشعر العربي". ويتنافس على لقب المهرجان، 48 شاعرا من تسع دول، تتقدمها السعودية بـ19 شاعراً، والكويت بـ11 شاعراً، والإمارات (خمسة شعراء) والأردن (خمسة شعراء)، وسلطنة عمان (ثلاثة شعراء)، وشاعران من قطر وشاعر من كل من البحرين واليمن وفلسطين. وقابلت لجنة التحكيم أكثر من 1300 شاعرا ينتمون إلى 18 جنسية عربية وغير عربية، تأهل منهم 100 شاعر إلى مرحلة جديدة خضعوا فيها لاختبارات تحريرية وشفوية ذات معايير دقيقة، وانتهت التصفيات الى صعود 48 شاعرا للمرحلة النهائية. وتعتمد آلية التأهل هذا الموسم على إمكانية أن تقرر لجنة التحكيم انتقال شاعر أو اثنين أو ثلاثة مباشرة عبر الدرجات، فيما ينتظر البقية أسبوعاً لمعرفة نتيجة تصويت الجمهور على أن يكون عدد من يتأهل عن كل حلقة بدرجات التحكيم والتصويت 4 شعراء من أصل ثمانية شعراء. وتتكوّن لجنة التحكيم من مستشار الشعر في أكاديمية الشعر في أبوظبي الدكتور غسان الحسن والكاتب والأديب والناقد الكويتي حمد السعيد وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر في أبوظبي.

تعليق عبر الفيس بوك