افتتاح المؤتمر الإقليمي لصون الموارد الوراثية الحيوانية بجامعة السلطان قابوس.. غدا

مسقط - الرُّؤية

يَرْعَى، صباح غد، سعادة الدكتور علي بن سعود البيماني رئيس جامعة السلطان قابوس، حفل افتتاح المؤتمر الإقليمي لصون الموارد الوراثية الحيوانية؛ وذلك بمدرج الفهم في مركز الجامعة الثقافي، وبحضور سعادة الدكتور هلال بن علي الهنائي أمين عام مجلس البحث العلمي، وينظم هذا المؤتمر مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية بمجلس البحث العلمي وبالتعاون مع الجامعة ووزارة الزراعة والثروة السمكية. ويبلغ عدد المشاركين في المؤتمر 108 مشاركا من 19 دولة، كما يبلغ عدد المتحدثين فيه 20 متحدثا منهم 4 متحدثين رئيسيين كذلك يبلغ عدد الملصقات العلمية والبحثية 29 يعرضها 27 مشاركا، ويسعى هذا المؤتمر إلى فهم أوسع للوضع الحالي للموارد الوراثية الحيوانية في جميع أنحاء المنطقة. مع تقديم أحدث التقنيات والتطورات في مجال الوراثة الحيوانية للباحثين وتوليد أفكار جديدة ومبادرات بحثية من خلال التفاعل معهم. إضافة إلى التشجيع على إنشاء شبكة بحثية في مجال الموارد.

وقالت الدكتورة نادية بنت أبو بكر السعدية المدير التنفيذي لمركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية: إنَّ الموارد الوراثية الحيوانية تُسهم في الغذاء والزراعة لعدة قرون، إذ توفر اللحوم ومنتجات الحليب والبيض والألياف وأسمدة للمحاصيل وأسمدة للوقود وطاقة الجر. وأضافت الدكتورة نادية بأنه من المتوقع من المؤتمر أن يقدم مساهمة كبيرة في النقاش حول الحفاظ على الوراثة الحيوانية. ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن ما يقارب ثلث سلالات الماشية في العالم اليوم معرضة للانقراض، كما ذكرت الدكتورة نادية بأننا نعيش في مفارقة كبيرة تتعلق بالاكتشاف والانقراض الجماعي، فالناس غالباً ما يربطون الانقراض مع السلالات الغريبة، في حين أن حيوانات المزرعة المألوفة كذلك تتعرض لخطر الانقراض". وكشفت دراسة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة -والتي غطت 7600 سلالة من مزارع الحيوانات في 169 بلداً- أنَّ 11% من السلالات المفحوصة منقرضة، و16% منها حالياً في خطر، بينما 38% منها غير مهددة بالانقراض، وسلامة المتبقي منها غير معروف. وأوضحت الدكتورة نادية بأن هذه الخسارة في الأنواع والتنوع الوراثي يشكل تهديداً خطيراً على الزراعة الحديثة والأمن الغذائي العالمي وبأنها تحدث في الوقت الذي ارتفع فيه الطلب على الإنتاج الغذائي بشكل ملحوظ فكلما أصبح الناس أكثر ثراءً يزيد الطلب على الأغذية الحيوانية المصدر، فعلى مدى الخمسين سنة الماضية تضاعف إنتاج اللحوم أربع مرات تقريباً من 78 مليون طن إلى حوالي 308 ملايين طن سنوياً.

وأضافت: إنَّ الموارد الوراثية الحيوانية العمانية تعد جزءًا من تراثنا وثقافتنا المشتركة وثمينة جدًّا لا يُمكن إهمالها سواءً استخدمت في الزراعة التقليدية أو التربية التقليدية أو الحديثة، ومن الضروري أن تتكاتف الحكومة والأوساط الأكاديمية والتجارية معاً في وضع وتنفيذ سياسات للحفاظ على الثروة الحيوانية وتنميتها. ولتحقيق ذلك بطريقة أكثر عقلانية واستدامة، يجب ضمان بقاء السلالات المحلية كأجزاء وظيفية لنظم الإنتاج عن طريق الحفاظ عليها باستخدامها. إلا أن هذه الطريقة ستنجح إذا تم تحديد الصفات المهمة اقتصاديًّا من السلالات المحلية ودراستها ودمجها في برامج تحسين السلالات، وهو موضوع سيتم مناقشته في هذا المؤتمر. ويُعد بناء المعرفة حول الموارد الوراثية الحيوانية العمانية للأغذية والزراعة أمراً مهمًّا، كمعرفة أماكن الحصول عليها وخصائصها ومقاومتها للجفاف والأمراض وكيفية إدارتها على الوجه الأفضل.

وأشارت إلى أنَّ الموارد الوراثية الحيوانية لها دور مهم في تزويد العالم بالطعام، خاصة مع تغير المناخ بشكل أسرع من المتوقع، وتأتي الحاجة لدراسة وحفظ الاستفادة من تنوع الحيوانات الذي يعد بالغ الأهمية في العرض الغذائي العماني.

تعليق عبر الفيس بوك