العامرات وإزكي يستحقان إشهار أندية فيهما

أحمد السلماني

قبل أيام كنت في صناعية الوادي الكبير لصيانة سيارتي ليشاء القدر أن ألتقي بشابين جاءا لذات الغرض، ولقد فرض هذان الشابان احترامهما بدماثة أخلاقهما وبشاشتهما لدرجة أنني دهشت من أسلوب التحية وطريقتهما في الحوار وكأنهما يعرفانني منذ أمد؛ إلى أن استوعبت أنّ هذه هي سجية العماني أينما حلّ وارتحل وأن شهادة الآخرين لنا بذلك في محلها.

وبعد العلوم والأخبار غادرنا أحدهما ليبقى فهيم ونتجاذب سويا أطراف الحديث، وكعادة العمانيين بادرني بالسؤال إن كنت من قاطني العاصمة مسقط أو أي من الولايات فأجبته لأساله ذات السؤال فأجاب"إنني من العامرات" واسترسل يقول" أنتم في الرستاق محظوظون بوجود مظلة نادي ترعى الرياضة وكرة القدم تحديدًا؛ خاصة وأنّه بارز هذه المواسم، تخيّل أنّ ولايتنا بلا ناد رغم أنّها تتبع محافظة مسقط"، هكذا جاء طرح فهيم عفويا وكان يتحدث وهو مطرق برأسه للأسفل، نبرة حديثه على عفويتها كانت تختزل الكثير والكثير من الحسرة والأشجان، يبدو أنّه أحد الشباب الناشطين رياضيًا فقد أسهب بالحديث عن الانتشار الواسع للملاعب سواء التي بالنمط الجديد والمؤجرة أو الترابية والتي ما تلبث مساء إلا وتشهد حراكًا رياضيًا مرتكزًا على كرة القدم.

وكنت شاهدا ولا زلت أذكر حوار سعادة عضو مجلس الشورى ممثل ولاية العامرات حينها مع معالي وزير الشؤون الرياضية الموقر في إحدى جلسات المجلس في دورته السابقة عندما تحدث عن وجود أكثر من 20 لاعبا في منتخباتنا الوطنية في شتى الألعاب هم في الأصل من ولاية العامرات.

العامرات وقراها والمربعات السكانيّة بها في توسع مضطرد حيث إنّ تعداد سكانها يتجاوز الـ 50 ألفًا تقريبا والعدد يزداد والتوسع هائل والفئة العمرية السائدة بها هي فئة الشباب كما هو حال المجتمع العماني وإدراك الحكومة ومنذ فجر النهضة المباركة عميق جدا في ضرورة توجيه الطاقات الشبابية الوقادة إلى كل ما هو مفيد ومثمر وبناء والأندية والفرق الأهلية هي واحدة من صمامات أمان الشباب كونها تشغل أوقاتهم وتوجه طاقاتهم نحو خدمة المجتمع السليم صحيا وبدنيا وفكريا.

ذات الكلام وربما أكثر ينطبق على واحدة من أعرق ولايات السلطنة وبغض النظر عن إيّة خلفيات تاريخية قد يعتريها الكثير من اللغط وربما في الغالب قد يجانبها الصواب فإنّ من حق الجيل الحالي من أبناء إزكي البررة أن يشملهم ما شمل كل أبناء السلطنة من مكرمات هذا العهد الزاهر وأن تستظل فرقهم الأهلية والتي برزت بشكل غير عادي في السنوات الأخيرة بنادي يحتويها وينظم برامجها وأن يساهم هذا النادي في إبراز قدرات شباب الولاية والمناطق القريبة منه وإظهار مواهبهم وأن يتمكنوا من المنافسة مع أقرانهم من شباب الأندية الأخرى وفي كافة اللعبات والبرامج الاجتماعية والثقافية وبما يرفد منتخباتنا بالمواهب وما أكثرها.

وعلى ذات السياق كان حديث صديقي فهيم شيقا وهو يتحدث عن منجزات فرق العامرات وأنّهم بارزون بشكل استثنائي في الدوريات المتعلقة بكرة القدم وأنّ غالبية شباب الولاية يتوزعون على أندية العاصمة وخارجها.

ومع الضمور الواضح وانحسار أندية العاصمة والداخلية في المنافسة في لعبة كرة القدم مثلا فليس مستغربا إن شاهدنا نادي العامرات أو حتى إزكي وهما ينافسان ويبزّان باقي الأندية كما هو الحال لدى نادي الوسطى الذي كان قاب قوسين أو أدنى من إحداث مفاجأة مدوية بالصعود لدوري الأولى على حداثة تكوينه وإشهاره الذي لم يمض عليه عام.

رسالة ومناشدة لمعالي وزير الشؤون الرياضية الموقر بمنح أبناء ولايتي العامرات وإزكي فرصة الظهور وخدمة الرياضة العمانيّة، فهم يستحقون ذلك عطفًا على حراكهم الرياضي والشبابي الجميل حيث إنّ المراكز الرياضية ستخدم الرياضة والصحة ولكنّها لن تشبع رغبات شباب الولايتين في إظهار قدراتهم وشغفهم بالمنافسة.

تعليق عبر الفيس بوك