روسيا تتهم تركيا بمساعدة "المرتزقة" على التسلل إلى سوريا.. وأنقرة تتوعد الأكراد بـ"أقسى رد"

مقتل 14 إثر سقوط صواريخ على مدرسة ومستشفى في أعزاز السورية

عواصم - الوكالات

اتهمت روسيا أمس تركيا بمساعدة "جماعات جهادية جديدة ومرتزقة مسلحين" على التسلل إلى سوريا لتقديم العون إلى تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من الجماعات الإرهابية. وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن موسكو تعرب عن بالغ قلقها من الأعمال العدائية التي تقوم بها السلطات التركية فيما يخص الدولة المجاورة.

وقال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف في مقابلة إن موسكو لا تعتزم أن يستمر وجودها العسكري في سوريا لأجل غير مسمى. وفي مقابلة مع مجلة تايم سئل ميدفيديف عما إذا كانت روسيا ستساعد حليفها الرئيس بشار الأسد في مسعاه لاستعادة السيطرة على سوريا بالكامل. وقال في نص مكتوب للمقابلة نشرته الحكومة "ليست لدينا خطط... لوجود بلا نهاية في سوريا. نحن هناك من أجل هدف محدد وملموس".

وعلى جانب آخر، قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو أمس إنه لا توجد أي قوات أمن تركية في سوريا مؤكدا تصريحات سابقة أدلى بها وزير الدفاع التركي لوسائل إعلام حكومية. وأدلى داود أوغلو بالتصريحات في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأوكراني في كييف. وكانت وكالة الأناضول للأنباء نقلت في وقت سابق عن وزير الدفاع عصمت يلمظ نفيه لتقرير عن دخول بعض الجنود الأتراك سوريا في بداية الأسبوع.

وميدانيا، قال مسعف واثنان من السكان إن 14 مدنيا على الأقل قتلوا حين سقطت صواريخ على مستشفى للأطفال ومدرسة ومواقع أخرى في مدينة أعزاز السورية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة قرب حدود تركيا.

وذكروا أن خمسة صواريخ على الأقل أصابت المستشفى الواقع في وسط المدينة ومدرسة قريبة يحتمي بها لاجئون فروا من هجوم كبير للجيش السوري. وقال أحد السكان إن مأوى للاجئين إلى الجنوب من أعزاز أصابته قنابل أسقطتها طائرات يعتقد أنها روسية.

وفر عشرات آلاف الأشخاص إلى المدينة - وهي آخر معاقل المعارضة المسلحة على الحدود مع تركيا - هربا من مدن وقرى تشهد قتالا عنيفا بين الجيش السوري والمسلحين.

وقال المسعف جمعة رحال "كنا ننقل العشرات من الأطفال الذين يصرخون من المستشفى." وأضاف أن طفلين على الأقل قتلا ونقلت سيارات الإسعاف عشرات المصابين إلى تركيا لتلقي العلاج.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود في بيان إن ثمانية من العاملين بها على الأقل مفقودون بعد أن ضربت أربعة صواريخ مستشفى تدعمه في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.

وتتقدم القوات الكردية المناهضة للقوات الحكومية من الغرب ويقاتلون المعارضة المسلحة في أعزاز التي تبعد بضعة كيلومترات فقط عن معبر باب السلام الرئيسي على الحدود. وتتقدم قوات الجيش السوري من الجنوب. ويحاول الأكراد والجيش السيطرة على الحدود مع تركيا من مسلحي المعارضة.

وتساعد الغارات الروسية على مسلحي المعارضة الجيش السوري على التقدم نحو حلب التي كانت أكبر المدن السورية ومركزها التجاري قبل بدء الصراع. وإذا تمكن الجيش من السيطرة على حلب فسيصبح ذلك أكبر انتصار للحكومة السورية في الحرب.

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس إن تركيا لن تسمح بسقوط بلدة أعزاز في شمال سوريا في يد مقاتلين أكراد محذرا من أنّهم سيواجهون "أقسى رد" إذا اقتربوا من البلدة مجددا.

وأوصل هجوم كبير - مدعوم بقصف جوي روسي ومقاتلين شيعة تدعمهم إيران- الجيش السوري إلى مسافة 25 كيلومترا من الحدود التركية. واستغلت وحدات حماية الشعب الكردية الوضع لانتزاع أرض من مسلحي المعارضة السورية لتوسيع وجودها على امتداد الحدود التركية.

وغضبت تركيا من اتساع النفوذ الكردي في شمال سوريا خوفا من أن يشجع ذلك طموحات الانفصاليين الأكراد في البلاد. وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا جماعة إرهابية على الخط الحدودي كله تقريبا بين سوريا وتركيا.

تعليق عبر الفيس بوك