ست روايات تتنافس على القائمة القصيرة لجائزة "البوكر" العربية 2016.. وإعلان الرواية الفائزة أبريل المقبل

تميزت بانفتاحها على أساليب سردية مبتكرة

ذيبان: النصوص أطلّت على فضاءات وحقول دلالية غير مطروقة سابقًا

الرؤية - محمد قنات

أعلنت لجنة التحكيم للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لعام 2016 بالنادي الثقافي أمس ترشيحات القائمة القصيرة لجائزة "البوكر" للرواية العربية للعام الجاري، حيث ضمت ست روايات عربية منها روايتان من فلسطين ورواية واحدة من كل من مصر وسوريا ولبنان والمغرب.

وتهدف الجائزة في دورتها التاسعة إلى ترسيخ حضور الروايات العربية المتميّزة عالميًا والترويج للرواية العربية على المستوى العالمي، حيث تضمن الجائزة ترجمة الأعمال الفائزة إلى اللغة الإنكليزيّة.

وتضمنت القائمة رواية "حارس الموتى" للكاتب اللبناني جورج يرق، ورواية "سماء قريبة من بيتنا" للكاتبة السورية شهلا العجيلي ورواية "عطارد" للكاتب المصري محمدربيع، ورواية مصائر كونشرتو الهولوكوست والنكبة للكاتب المغربي "ربعي المدهون"، ورواية "مديح لنساء العائلة" للكاتب الفلسطيني محمود شقير، ورواية "نوميديا" للكاتب المغربي طارق بكاري.

وقالت الدكتورة عائشة بنت حمد الدرمكية رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي خلال مؤتمر صحفي إنّ السلطنة تحتضن وللمرة الأولى الإعلان عن قائمة الروايات الست المتأهلة للجائزة العالمية للرواية العربية 2016/ البوكر وهي واحدة من الجوائز المهمة على مستوى العالم العربي وتمثل حراكًا عربيًا عالميًا كان ومازال له الأثر الكبير في رفد المجتمع العربي بالمبدعين في مجال الرواية بالإضافة إلى تسويق النص الروائي العربي وترويجه عالميًا من خلال الترجمة إلى لغات عدة.

من جانبه قال البروفيسور ياسر سليمان رئيس مجلس أمناء الجائزة أنّ الروايات القائمة القصيرة لهذا العام متنوعة في مواضيع وتقنياتها وتجليات شخوصها تجعل من القريب بؤرة مكثفة في تماهيها مع الوضع الإنساني في أطره الاجتماعية والسياسية وفي البوح عن مكونات النفس البشرية.

وأكد أنّ روايات هذه القائمة تؤشر بتفاؤل متنام أنّ المسيرة قد انطلقت لتصل إلى قارئ يزداد تفاعلًا مع الأدب الروائي العربي عاما بعد عام. من جانبها قالت أمينة ذيبان رئيسة لجنة التحكيم التي تكونت من الصحافي والشاعر المصري سيد محمود والأكاديمي المغربي محمد مشبال والأكاديمي والمترجم البوسني منير مويتش والشاعر والناقد اللبناني عبده وازن: إنّ هذه الدورة من الجائزة شهدت ترشح أعمال مهمة تمثل تجارب روائية حديثة منفتحة على حقول غير مطروقة سابقًا تندمج فيها الذات الفردية والذات الجماعية وتشمل هذه الحقول فضاءات نفسية واجتماعية وسياسية وتاريخية وتتميز بانفتاحها على أشكال وأساليب سردية مبتكرة تسائل الموروث الروائي

العربي وتتفاعل مع اللحظة المأساوية الراهنة.

وعلّقت أمينة ذيبان، رئيسة لجنة التحكيم: هذه هي السنة التاسعة للجائزة، والتي تُعدّ الجائزة الرائدة للرواية الأدبية في العالم العربي.

وسيشارك الكاتب سعود السنعوسي الفائز بجائزة العام 2013 في ندوة تُعقد في معرض مسقط الدولي للكتاب في فبراير كما أنه سيناقش روايته الفائزة "ساق البامبو" بجامعة السلطان قابوس.

وقد تميّزت الروايات الست بمجموعة من الخصائص المشتركة، فرواية "نوميديا" تصور قلق المثقف العربي الباحث عن هويته في مواجهة التمثيلات المختلفة لهذه الهوية، بينما تمثل رواية "عطارد" صرخة عنيفة وواعية بالإحباطات التي آل إليها طموح الحالمين بالتغيير. إنها أوتوبيا مضادة تؤسّس عالما بالغ القسوة والقبح. أمّا رواية "مديح لنساء العائلة" فتحكي عن التحولات الفلسطينية الجذرية، جغرافيا وثقافيا وسياسيا، وعن الأثر الذي تركته في الأفراد والجماعات، وخصوصا المرأة.

وتحدثت رواية "سماء قريبة من بيتنا" عن يقظة الذاكرة السوريّة ووجعها؛ وتستعيد الألم الشخصي وتطل منه على ضمور الجسد بنبرة أنثوية خافتة لا تفقد بطلتها الأمل في النهوض من جديد. وتعتبر "مصائر" الرواية الفلسطينية الشاملة، فهي ترجع إلى زمن ما قبل النكبة لتلقي ضوءا على المأساة الراهنة المتمثلة في الشتات والاستيلاب الداخلي. إنّها رواية ذات طابع بوليفوني مأساوي، تستعير رمز الكونشرتو لتجسّد تعدّد المصائر. وتقارب رواية "حارس الموتى" المأساة اللبنانية عبر منظور جديد يتساوى فيه الضحايا على اختلاف هوياتهم، الأحياء في الحرب والموتى داخل المستشفى، وتسعى إلى إيجاد أجوبة عن أسئلة عبثية لا أجوبة لها أصلا.

يُذكر أن ربعي المدهون سبق له أن ترشّح على القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية في عام 2010، عن روايته "السيدة من تل أبيب" التي صدرت بالإنجليزية عن دار تليغرام بوكس وتشمل القائمة الرواية الأولى لطارق بكري.

يُذكر أيضا أنّ كلا ن محمد ربيع وشهلا العجيلي شاركا في ورشة الكتابة الإبداعية "الندوة" التي تديرها الجائزة لتشجيع شباب الكتّاب الواعدين في العامين 2012 و2014. ويذكر أن شهلا العجيلي كتبت قسما من روايتها "سماء قريبة من بيتنا" خلال تواجدها في ندوة عام 2014، وساعدتها تجربتها في الورشة على إتمام كتابة الرواية.

ومن المقرر الإعلان عن اسم الرواية الفائزة هذا العام خلال احتفال يقام في 26 أبريل في العاصمة الإماراتية أبوظبي عشية افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب. وسيحصل كل من المرشّحين الستة في القائمة القصيرة على 10.000 دولار أمريكي، كما يحصل الفائز بالجائزة على 50.000 دولار أمريكي إضافيّة.

لجنة تحكيم الجائزة

أمينه ذيبان، رئيسة لجنة التحكيم، أكاديمية متخصصة في علوم الأدب والسرديات - أدب روائي عربي حديث، ناقدة وشاعرة من الإمارات العربية المتحدة، سبق وأن عملت في الإعلام والصحافة. حاصلة على شهادة الماجستير في الدراسات الشرق أوسطية والدكتوراة (فلسفة الأدب العربي الحديث: علم السرد) من مركز الدراسات الشرقية والإفريقية، جامعة لندن. لها دراسات في اللغة الإنجليزية - كامبريدج، ودراسة في الشعر المقارن ( قبرص - الولايات المتحدة). من أعمالها: "التحول والحداثة في الصحراء".

سيد محمود صحافي وشاعر مصري من مواليد 1969. رئيس تحرير جريدة "القاهرة" التي تصدرها وزارة الثقافة المصرية، رأس عددا من الأقسام الأدبية والثقافية في العديد من المطبوعات منها مؤسسة الأهرام المصرية، وعدة صحف مستقلة في مصر. نال الجائزة الأولى من نقابة الصحافيين المصريين لأحسن تغطية أدبية العام 2001 وعمل محررًا أدبيًا ومراسلا حرًا للعديد من الصحف العربية منها "الحياة" (لندن)، الأخبار (بيروت)، ووكالة رويترز للأنباء. شارك في تحكيم جائزة ساويرس الأدبية، كما شارك في تحكيم جائزة الصحافة العربية في دبي فرع الصحافة الثقافية.

أما محمد مشبال فهو أكاديمي وناقد من المغرب؛ يترأس فرقة البلاغة وتحليل الخطاب في كلية الآداب جامعة عبد المالك السعدي بتطوان. ونشرت له العديد من الأعمال منها: "مقولات بلاغية في تحليل الشعر" (1993)، "الصورة في الرواية" (ترجمة بالاشتراك، 1995)، "بلاغة النادرة" (1997)، "أسرار النقد الأدبي" (2002)، "البلاغة والأصول: دراسة في أسس التفكير البلاغي عند العرب.

منير مويتش أكاديمي ومترجم وباحث من البوسنة. حاصل على الدكتوراة في الآداب من جامعة سراييفو ويدرّس الأدب العربي والبلاغة العربية في قسم اللغات الشرقية بكلية الآداب، جامعة سراييفو. أصدر ثلاثة كتب ومقالات عديدة حول الأدب العربي القديم والمعاصر والبلاغة العربية وترجم أعمال غسان كنفاني وصلاح عبد الصبور وخليل مطران وآخرين إلى اللغة البوسنية.

عبده قيصر وازن شاعر وناقد لبناني من مواليد العام 1957، رئيس القسم الثقافي في جريدة "الحياة". حائز على جائزة الصحافة الثقافية التي يمنحها نادي دبي للصحافة 2005 وجائزة الشيخ زايد لأدب الناشئة عن روايته "الفتى الذي أبصر لون الهواء"(2012). صدرت له سبعة دواوين شعر وروايتان إضافة إلى كتب في النقد والترجمات. من أهم أعماله: "الغابة المقفلة" (1982)، "العين والهواء" (1985)، "سبب آخر لليل" (1986).

تعليق عبر الفيس بوك