وزير السياحة المصري: 17% نسبة السياحة العربية إلى مصر العام الماضي

- العمانيون بالمركز الخامس من السياحة العربية إلى مصر

- 3 ملايين سائح روسي إلى البلاد سنويا بمتوسط عائد ملياري دولار

- إنفاق السائح الأوربي لا يتجاوز 70 دولارا في اليوم

- تدشين خط طيران من كازابلانكا إلى شرم الشيخ رمضان المقبل

- 9.3 مليون سائح بنهاية 2015 إلى مصر.. وسقوط الطائرة الروسية وراء عدم تحقيق المستهدف

- 11.3% إجمالي مساهمة السياحة في الناتج القومي للبلاد

القاهرة- فايزة الكلبانية

قال معالي هشام زعزوع وزير السياحة المصري إن نسبة السياحة العربية إلى مصر تمثل 17 في المئة من إجمالي عدد السائحين في عام 2015، مشيرا الى ان الحكومة المصرية عازمة على اتخاذ جملة من القرارات التي تساعد على زيادة أعداد السياح خلال الفترة المقبلة.

وأسدل الستار مؤخرا على فعاليات الملتقى الثامن للإعلام السياحي في العاصمة المصرية القاهرة، بمشاركة 15 دولةً عربيةً وهي السلطنة والسعودية والكويت والإمارات واليمن والعراق والأردن ولبنان والبحرين والمغرب وتونس والجزائر والسودان وليبيا، إضافة إلى مصر، وأقيمت الفعاليات تحت رعاية وزارة السياحة المصرية ومحافظة أسوان، وتخلل الملتقى زيارة أعضاء المركز لمحافظة أسوان والاطلاع على أبرز المعالم والمرافق السياحية بالمحافظة والتعريف بها.

وفي لقاءه بالإعلاميين العرب، شدد زعزوع على التعاون المستمر والدائم بين مصر والسلطنة في الجانب السياحي، مشيرا الى ان هناك تواصل دائم ومستمر مع معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة العماني، بهدف ترجمة هذا التعاون خلال الفترة المقبلة، والعمل على تنشيط حركة السياحة البينية بين السلطنة ومصر. وشدد معاليه على أهمية الإعلام السياحي العربي ودوره في الترويج لمختلف الدول العربية، بما فيها مصر، مشيدا بجهود المركز العربي للإعلام السياحي لما ينفذه من ملتقيات وفعاليات في مصر، علاوة على حشده هذه الكوكبة المتميزة من الإعلاميين خلال فعاليات المتلقى. وأعرب الوزير المصري عن سعادته البالغة بحضور وفد المركز في مصر والذي يضم مختلف أطياف الأعلام السياحي في أنحاء الوطن العربي، موجها الشكر لكافة أبناء الوطن العربي بصفة عامة وأبناء الخليج العربي خصوصا، لما لمسته السياحة المصرية من زيادة في أعداد السياح العرب خلال الفترة الماضية، رغم حادثة سقوط الطائرة الروسية، وبعد الإجراءات التي تم اتخاذها من بعض الدول الأوربية التي أثرت بشكل كبير على حجم السياحة الوافدة إلى مصر.

السياحة العربية

وأكد وزير السياحة المصري في لقاءه بالإعلاميين العرب أن بلاده على قناعة تامة بأن عمود خيمة السياحة في مصر هي السياحة العربية، لافتا الى أن السياحة العربية بلغت 17% من جملة السياحة القادمة لمصر عام 2015، لكنه أعرب عن أمله في تشهد هذه السياحة ارتفاعا ملحوظا خلال العام الجاري، لتصل إلى 20 في المئة.

وتطرق زعزوع الى ما تشهده مصر من دعم خليجي ووجود مؤشرات على اهتمام الأسواق العربية لتوقيع اتفاقيات لدعم السياحة في مصر، لا سيما من بلاد المغرب العربي مثل المملكة المغربية والجزائر.

وعرج زعزوع الى لقائه الاخيرة مع العاملين في قطاع السياحة المصري بهدف بحث آليات تشجيع السياحة العربية، حيث أوضح أن هناك مكالب بطرح مبادرات وعروض ترويجية في مختلف الإجازات الرسمية للسائح العربي، على أن يتم تخصيص غرف خاصة للسائح العربي بأسعار تنافسية في مختلف المدن المصرية. وبين زعزوع ان بعض الفنادق ذات الـ5 نجوم بادرت إلى تخفيض سعر الغرفة الفندقية إلى 50 دولارا فقط في اليوم، موضحا أن هذه التوجيهات تمت بناءً لما لمسه من شكاوى من السائح العربي عن وجود تمييز في الأسعار بين السائح العربي والأوربي في الأسعار. وتابع الوزير المصري ان بلاده حريصة على توفير بعض المميزات للسائح العربي، مشيرا الى انه سيعمل على تزويد مركز الإعلام السياحي العربي خلال الفترة القريبة المقبلة بأسماء الفنادق المشتركة في هذا التخفيض، على أن تكون العروض بأسبقية الحجز، في إطار تشجيع السياح العرب على زيارة مصر.

السياحة النيلية والثقافية

وتابع وزير السياحة المصري هشام زعزوع حديثه قائلا: "إننا بصدد إدخال منتجات جديدة نأمل الترويج لها من قبل وسائل الإعلام وتعريفها للسائح العربي، حيث كان السائح العربي يقتصر في زيارته لمصر على القاهرة وشرم الشيخ والغردقة والإسكندرية، وبخلاف هذه المدن نجد أن نصيب السياحة النيلية أو الثقافية لا يزال قليلا بالنسبة للسياح العرب، ولابد من تفعيلها اكثر". وأضاف: "اعتقد ان الرحلة النيلية بين الأقصر وأسوان مميزة والمدن التي تمر عليها هذه الرحلة فريدة من نوعها أيضا، إذ إن جمال مصر يقع في هذه المناطق". وبين أن من بين المنتجات تنظيم رحلات سياحية الى الريف المصري، مشيرا الى ان محافظة إلمنيا على سبيل المثال مهيأة لاستقبال السياح، من حيث توافر البنية التحتية السياحية من فنادق ومزارات ومطاعم وغيرها.

مؤشرات السياح

من جهته، قال سامي محمود رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية إن معدل إنفاق السائح الإماراتي يوميا في مصر يصل تقريبا الى 400 دولار، بينما يصل إنفاق السائح الأوربي سواء كان الألماني أو الروسي إلى ما يقرب 70 دولار في اليوم. وأوضح أن الهيئة تحرص على توفير سبل الراحة لجميع السائحين، لكنه أوضح ان السائح العربي قادر على ضخ مزيد من العائدات، في حين أن السائحين الاوربيين على كثرة عددهم لا يدرون ذات العائد. وقال إن مصر تستقبل سنويا ما يربو عن 3 ملايين سائح روسي، بمتوسط انفاق لا يتعدى ملياري دولار، مشيرا الى انه في حالة استقبال مليون سائح من المملكة العربية السعودية- وهي الدولة الأكثر تصديرا للسياح عربيا- سيزيد الدخل إلى ما يقارب 5 مليارات دولار. وبين أن الخطة الترويجية للهيئة ترتكز بشكل رئيسي هذا العام على السوق العربي، وخاصة منطقة الخليج العربي، وذلك لأنهم أكثر الدول العربية المصدرة للسياحة إلى مصر، وتحتل السعودية المركز الأول تليها دولة الكويت تليها دولة الإمارات العربية المتحدة ثم تأتي لبنان والأردن رابعا، ومن ثم سلطنة عمان والبحرين وقطر في المركز الخامس. وتابع أن أعداد السائحين القادمين من المغرب الغربي متفاوتة، على الرغم من أن هناك مجموعة من التسهيلات منها قدرة السائح من هذه الدول على الحصول على التأشيرة خلال 48 ساعة فقط بضمان شركة السياحة، مشيرا الى هذا الأمر يسهم في جذب أكبر عدد من السياح من هذه الدول. وأشار الى ان هيئة تنشيط السياحة المصرية عقدت سلسلة لقاءات ثنائية مع المعنيين في المملكة المغربية مؤخرا لتدشين خط طيران عارض من كازابلانكا والرباط إلى شرم الشيخ، ومن المقرر البدء في تسيير الرحلات مباشرة بعد شهر رمضان المقبل، بمعدل رحلتين أسبوعيا.

واشار رئيس هيئة تنشيط السياحة المصري إلى أن الدول العربية لديها إمكانيات سياحية كبيرة يمكن أن تتكامل فيما بينها لاسيما أننا تجمعنا بينهم روابط ثقافية واجتماعية ودينية مشتركة، وهي تعد أحد العوامل المهمة في تحقيق التعاون والتكامل السياحي المشترك بخلاف ما نجده ونلاحظه لو اتجهنا إلى أوروبا وكلي أمل من المركز العربي للإعلام السياحي أن يشجع مبادرة مصر نحو تنشيط السياحة البينية العربية وسنقدم كل التسهيلات لدعم هذا المقترح من خلال مطالبة الدول العربية كحكومات أن تجد حلا لموضوع لتسهيل إجراءات التأشيرة، واقترح في ذلك أن يتم العمل على بطاقة السائح العربي، وأن تحدد لها فترة في كل دولة، ويمكن أن نشيد في ذلك بتجربة دولة الأمارات العربية المتحدة بتفعيل التأشيرة الإلكترونية.

"الطيران العارض"

وأكد رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية على ضرورة تبني المركز العربي للاعلام السياحي التنسيق مع شركات الطيران لتوفير رحلات مباشرة بين الدول العربية لاسيما بين المواقع السياحية، وهو ما يسمى بالطيران العارض، بما يساعد على خفض التكلفة على السائحين العرب. وتابع أنه رغم أن هذه المواضيع تمت مناقشتها في اجتماعات وزراء السياحة العرب، إلا أنه للأسف لم ترى النور حتى الآن. وطالب محمود مركز الإعلام السياحي العربي بفتح هذه القضايا الساخنة وتسليط الضوء عليها إعلاميا، بما يساعد على تنشيط السياحة البينية العربية. وبين أن إجمالي مساهمة قطاع السياحة في الناتج القومي المصري يصل إلى 11.3 في المئة من إجمالي الناتج القومي، مشيرا الى أن قطاع السياحة يستوعب حوالي 4 ملايين موظف مصري.

وطالب محمود الدول العربية التي ترغب بمساندة ودعم مصر بأن تشجع تصدير السياح إليها، لأنه يعد رافدا اقتصاديا مهما في السوق المصري، موضحا أنه في حالة زيادة المملكة العربية السعودية أعداد السائحين إلى مليونين بدلا من 400 ألف سائح وهو الوضع الحالي، فهذا يعد اكبر دعم منها لمصر، حيث لا تزال السياحة العربية مقارنة بالسياحة الأوروبية ضعيفة.

وعرج رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية إلى أهم عقبات السياحة البينة العربية بشكل عام والتي تتمثل في عدم وجود مستوى خدمات يليق بالسائح العربي في بعض الدول، وكذلك صعوبة الحصول على التأشيرة علاوة على عدم وجود طيران وبخاصة الطيران العارض، ناهيك عن بعض المعوقات الأخرى مثل ارتفاع اسعار الفنادق وعدم مساواته بالسائح الأوربي.

الاعلام السياحي

وأكد محمود أن الإعلام هو مرآة يعكس كل التطلعات وانه وسيلة ضغط على المسؤول العربي للبحث عن حلول لتنشيط السياحة البينية العربية، مناشدا المركز العربي للإعلام السياحي بتنفيذ ورش عمل وندوات ومحاضرات والخروج بجملة من التوصيات وإلزام الحكومات بتنفيذ هذه التوصيات، دون الإضرار بأي طرف من الأطراف، بما يكفل توظيف عائدات السياحة العربية فيما يخدم مسارات التنمية.

وحول خطط الهئية في عام 2016 لإنعاش القطاع السياحي لاسيما مع تراجع أسعار النفط، أكد محمود أن يامل أن يسهم تراجع النفط في انخفاض أسعار تذاكر الطيران واسعار كافة الخدمات المرتبطة بالسياحة.

وعرج على الوضع السياحي في مصر قائلا إن الوضع السياحي كان في مصر رائعا ويشهد ارتفاعا في أعداد السائحين خلال عام 2015، وكان من المتوقع وصول أعداد السائحين إلى اكثر من 11 مليون سائح، لكن بعد سقوط الطائرة الروسية في سيناء تأثر القطاع وتضرر بشدة، لكنه أشار إلى أنه رغم ذلك، بلغ عدد السياح في العام 2015 نحو 9 ملايين وثلاثمائة ألف سائح، بإجمالي عائدات 6,2 مليون دولار، معربا عن أمله في تحقيق نسب أعلى من هذه الأرقام في النصف الثاني من العام الجاري، وأن تعود السياحة الى أرقامها السابقة مع مزيد من الارتفاع.

وطالب محمود الإعلام السياحي العربي بالترويج لفكرة السياحة البينية العربية، وألا يستثني الأمر مصر فقط، بل نأمل ان تتشارك كافة الدول العربية في هذا الأمر، إذ إن نجاح هذه المنظومة يعظم الفوائد لكافة الأطراف المستفيدة.

وبين في نهاية حديثه أن نسبة السياحة العربية في مصر بلغت 17% من إجمالي عدد السياح في 2015، بينما من المتوقع أن تصل النسبة هذا العام 2016 إلى 20% من إجمالي عدد السياح، وهو مؤشر ايجابي يبشر بارتفاع نسبة السياح العرب في مصر.

تعليق عبر الفيس بوك