إدارة الأزمات إعلاميّاً

سيف المعمري

Saif5900@gmail.com

جاءت دورة إدارة الأزمات إعلاميا والتي استهلت بها جمعيّة الصحفيين العُمانية برامجها التدريبية لعام 2016م وقدمها الدكتور عبيد بن سعيد الشقصي أمين عام اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان متناغمة مع الظروف الراهنة التي فرضتها العديد من العوامل، وفرصة سانحة للصحفيين لاكتساب المهارات اللازمة للتعامل مع الأزمات، وكيفية مساهمة الصحفي والمؤسسة الإعلاميّة في التقليل من آثار الأزمات والتعامل معها بالكيفية الملائمة مع اختلاف مسببات كل أزمة وحجم تأثيرها على الفرد والمجتمع.

وفي ظل التطور الهائل الذي شهدته وسائل الاتصالات وتنوعها وتعدد مجالاتها واستخداماتها وإلغاء الحواجز الجغرافية وتمازج الثقافات وتداخلها بين الشعوب، والدور الملموس الذي ساهمت به شبكات التواصل الاجتماعي أو ما يمكن تسميتها بالإعلام الجديد، تضاعفت مسؤولية الصحفي ومؤسسته في التعامل باحترافية مهنية مع مختلف الأزمات سواء كانت أزمات متعمدة أو غير متعمدة وبمختلف مجالاتها السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والطبيعية والاجتماعية وغيرها.

ورغم تعدد تعريفاتها إلا أنّه يمكن القول إنّ مفهوم الأزمة يعبر عن موقف وحالة يواجهها متخذ القرار في أحد المؤسسات الإدارية (دولة، مؤسسة، مشروع، أسرة) تتلاحق فيها الأحداث وتتشابك معها الأسباب بالنتائج، ويفقد معها متخذ القرار قدرته على السيطرة عليها، أو على اتجاهاتها المستقبلية".

وقد تطرقت "دورة إدارة الأزمات إعلاميًا" والتي أقيمت بجمعيّة الصحفيين العُمانية إلى مفاهيم الأزمات وأنواعها ومراحل تطورها، وكيفية تعاطي الإعلامي مع الأزمات قبل حدوثها وأثناء وبعد الأزمة وكيف يمكن الاستفادة منها في مجالات عمله، وطبيعة الإعلامي في تغطية الأزمات وما هي المهارات التي يجب أن يتزود بها، وطرق تناول المؤسسة الإعلاميّة للأزمة سواء كانت بطريقة عشوائية أو طريقة منظمة وتأثير ذلك على رسالة المؤسسة الإعلامية، كما تطرقت الدورة إلى إعطاء نماذج محلية وإقليمية ودولية للأزمات وكيفية تناولها إعلاميا، والنجاحات والإخفاقات في التغطية الإعلامية.

كما تناولت محاور الدورة دور الجهات في التعاطي مع الأزمات إعلاميا والسبل الكفيلة بتزويد وسائل الإعلام بالمستجدات وأثرها على الصورة العامة للمؤسسة.

واستعرض الدكتور عبيد الشقصي نماذج من الأزمات المحلية التي شهدتها السلطنة مثل الأنواء المناخية كجونو وفيت، وكذلك الأنواء المناخية الأخيرة بالإضافة إلى مناقشة الأزمة الاقتصادية الراهنة وكيفية تعاطي وسائل الإعلام معها، ومواكبتها بشكل يسهم في توعية الجمهور.

وشرح الدكتور عبيد الشقصي دور وسائل الإعلام في توضيح بعض المفاهيم غير المفهومة في التغطية الإعلاميّة؛ وأهمية ذلك باعتبار أنّ القارئ لا يستوعب بعض المصطلحات المتخصصة والعلمية، وضرورة إعطاء شرح لها، كما تضمّنت الدورة عرضًا مرئيًا يوضح الفرق بين تناول وسائل الإعلام التقليدية مع حدث أو أزمة معينة وكيفية تناول وسائل الإعلام الاجتماعي مع ذلك أو تلك الأزمة، كما نُفذ تطبيق عملي لكيفية التعامل مع أزمة معينة من طرف المؤسسة المعنية بتلك الأزمة من خلال عقد مؤتمر صحفي وكيفية تناول وسائل الإعلام والصحفيين مع تلك الأزمة.

إنّ مثل هذه الدورات لها أهميّة بالغة في الوقت الراهن لكونها تسهم في اكتساب الصحفيين المشاركين مهارات إدارة الأزمات إعلاميًا، وتؤكّد ضرورة تأهيل جميع المسؤولين والموظفين بمختلف المؤسسات الحكوميّة والخاصة في السلطنة لإكسابهم مهارات إدارة الأزمات إعلاميًا، كما أننا بحاجة إلى أن تتم تهيئة شخص معين في كل مؤسسة ليكون متحدثًا رسميًا عن المؤسسة وأن يتم انتقاء الشخص الكفء في تلك المؤسسة وأن يتم تأهيله وتدريبيه على مهارات إدارة الأزمات إعلاميًا وأن نستفيد من الأزمات الطبيعية التي مرّت بها السلطنة كالأنواء المناخية (جونو، وفيت)، والأزمة الاقتصادّية الراهنة ونتهيأ لمواجهة أي أزمات محتملة وأن نكون قادرين على تخفيف وطأتها، كما أن علينا أن ندرك التدفق المعلوماتي عبر الشبكة المعلوماتيّة الدولية (الإنترنت) وأثره على الفرد والمجتمع وكيف يمكن أن تواجه مؤسساتنا التربوية والتعليمية والاجتماعيّة والإعلاميّة ذلك التدفق المعلوماتي واستثماره لخدمة المجتمع.

تعليق عبر الفيس بوك