شجعوهم على العمل وبسّطوا إجراءاتكم

خالد الخوالدي

الفرص لا تتكرر دائمًا والعمر يمضي والشباب الطاقة العاملة التي يمكنها أن تعمر وتبني وتشيد، وأتيحت الفرصة خلال السنوات الماضية لعدد كبير من الشباب العمل في القطاع الحكومي وهذه الفرصة أرى أنّها لن تتكرر إلا بشكل محدود وذلك واضح للكثير حيث تعاني هذه المؤسسات من الترهل الوظيفي، وهذا سيستمر لسنوات عدة والمتاح من الوظائف في هذه الجهات سيكون محدودًا جدًا والأمل في الأعمال الحرة وريادة الأعمال وإحلال العماني مكان الوافد في القطاع الخاص.
أتذكر أنّ أحد الجيران ظلّ سنوات طويلة تصل إلى 10 سنوات وهو لا يملك الشهادة العلمية التي تؤهله للحصول على وظيفة بسهولة في المؤسسات الحكومية وكان حلمه أن يجلس على الكرسي الدوار في هذه المؤسسات وهذا الحلم كان يراود ثلة كبيرة من الشباب، وكان هذا الانتظار في نهاية التسعينيات من القرن الماضي عندما كانت الفرص متاحة والعمل متوفر نوعًا ما واستمر في الانتظار إلى الوقت الذي أحس أن من كان في سنه لديه سيّارة ومتزوج ويملك راتبا يقضي به حوائجه في حينها عاد له رشده وانطلق صاحبنا ليبحث عن عمل في القطاع الخاص وعمل في هذا القطاع وهو اليوم يملك سيارة وتزوج وعنده أولاد ولكن السنوات العشر التي أضاعها في الانتظار هي هدر حقيقي للطاقات.
ذكرت قصة جارنا العزيز حتى أصل إلى نقطة مهمة وهي أن لا تكرر أيّها الأخ الشاب والأخت الشابة نفس الخطأ، وانطلقوا في هذه الأرض بحثا عن تحقيق ذواتكم ومستقبلكم وتطلعاتكم، واعلموا أنّ الأرزاق بيد الله، وتأكدوا أنّ أبوابه مفتوحة في كل وقت وكل حين وما عليكم إلا أن تشمروا عن سواعد الجد وتبادروا في إيجاد عمل يناسب تطلعاتكم، وشخصيا إميل لأن يكون هذا من خلال باب العمل الحر وريادة أعمالكم بأنفسكم، والحكومة فتحت مجالات عدة لتحقيق ذلك، استغلوها الاستغلال الأمثل فهناك صناديق للدعم كرفد وغيرها، ولا تخافوا من المستقبل فالمستقبل لمن يبني ويعمر والذي همّه وهدفه أن يرتقي ويرتقي بأمّته فإنه بلاشك سيحقق المراد وعمان تنتظر منكم أن تقتنصوا الفرص وتصنعوا مستقبلا مشرقا لكم ولوطنكم ولا تسمعوا للمثبطين والسلبيين بل كونوا كما تريدون لأنفسكم لا كما يريد الآخرون لكم، واعلموا أنّ الشجاعة والمثابرة والصبر هي القيم التي ينطلق منها أول قرار بأن يكون الشخص ناجحا في الحياة، والسير نحو النجاح رحلة لا نهاية لها، فالنجاح قصة تتجدد دائماً.. اجعلوا من طموحاتكم شموعا تضيء لكم دروب النجاح.
وعلى كل المؤسسات في الدولة سواء القطاع الحكومي أو الخاص أن تساهم في تعزيز مكانة الشاب العماني في ريادة الأعمال الحرة، وإقامة الشركات الصغيرة والمتوسطة، والانخراط الفاعل والحقيقي في القطاع الخاص، ويكفي ما فتح من أبواب للأجنبي الوافد الذي تسيّد الموقف في القطاع الحيوي وأصبحت له الكلمة الأولى والطولى، فريادة الأعمال المنقذ لكثير من الدول التي عانت من البطالة وينبغي أن تسهل الإجراءات لهؤلاء الشباب حتى يقدموا لوطنهم وأمتهم الإبداع والأفكار والعمل المنتج الذي يجعل منهم طاقات منتجة.
وعمان بها من الطاقات المنتجة والشباب الواعد الكثير؛ فقط يحتاجون لمن يقف بجانبهم ويمنحهم الفرصة، ويسهل لهم أمورهم، ويشجعهم على العمل والبذل والعطاء؛ وأهم نقطة هي تبسيط الإجراءات وتسهيلها.. يكفي اقتصادنا تعقيدًا ومركزية وبيروقراطية خلال السنوات الماضية.. ودمتم ودامت عمان بخير.

Khalid1330@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك