وزير الصحة لـ"الرؤية": افتتاح أول مركز في السلطنة لـ"للتصوير الجزيئي" للتشخيص المبكر للأمراض.. غدا

السلطنة تشارك دول المجلس الاحتفال بالأسبوع الخليجي الأول للتوعية بالسرطان

- شراء أجهزة للمركز الوطني للأورام بقيمة 4ملايين ريال لاستخدامها في العلاج بالإشعاع

- 1314 حالة للإصابة بالسرطان تم تسجيلها في السلطنة وفقاً للتقرير الأخير للسجل الوطني للأورام

- توقعات بزيادة في عدد الحالات بواقع 69% في عام 2030 على مستوى العالم

الرؤية - مدرين المكتومية

تصوير/ خميس السعيدي

تشارك السلطنة دول مجلس التعاون الاحتفال بالأسبوع الخليجي للتوعية بمرض السرطان والذي يقام في الأسبوع الأول من فبراير، وقد عقدت وزارة الصحة ممثلة في دائرة التثقيف وبرامج التوعية الصحية بالتعاون مع المركز الوطني للأورام، أمس مؤتمرا صحفيا لإعلان انطلاق أسبوع التوعية الخليجي بمرض السرطان، وذلك في ديوان عام الوزارة بحضور معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة، الذي قال لـ"الرؤية " إنه بفضل الله ودعم من صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - سيتم شراء أجهزة للمركز الوطني للأورام بقيمة 4 ملايين ريال عماني، لاستخدامها في العلاج بالإشعاع، مضيفا أنّ العلاج بالإشعاع أصبح من الأساسيات في علاج الأورام، وكشف معاليه عن أنه سيتم غدًا الثلاثاء الافتتاح الرسمي لأول مركز للتصوير الجزيئي التابع للمستشفى السلطاني، والذي باشر عمله مؤخرا.

وبين معالي وزير الصحة أن الاحتفال بالأسبوع لهذا العام يقام تحت شعار" 40 حماية/ 40 شفاء" تمّ اختياره بناء على الدلالة العلمية التي تشير إلى أن 40% من أمراض السرطان يمكن الوقاية منها باتباع أنماط حياة صحية وتبني عادات غذائية صحيحة وممارسة النشاط البدني بانتظام والمحافظة على الوزن المثالي، في حين أن 40 نوعًا من السرطان يمكن شفاؤه - بإذن الله - في حالة التشخيص المبكر وتوفير العلاج المناسب في حينه.

ويأتي الاحتفال بالأسبوع الخليجي للتوعية بمرض السرطان بناء على توصيات الهيئة التنفيذية للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وكان المؤتمر قد بدأ بعرض عن الوضع الحالي للسرطان والذي قدمه الدكتور باسم البحراني رئيس المركز الوطني لعلاج الأورام حيث قال: إن الأسبوع الخليجي للتعريف بالسرطان يأتي بجملة من الأهداف منها: رفع مستوى الوعي الصحي حول عوامل الاختطار المؤدية للإصابة بالسرطان، وتشجيع اتباع نمط غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بين جميع فئات المجتمع، إلى جانب رفع الوعي الصحي حول طرق الكشف المبكر عن السرطان وأهميتها في تحسين فرص الشفاء.

موضحا أن عدد حالات السرطان المكتشفة والتي تم تسجيلها في السلطنة وفقاً للتقرير الأخير للسجل الوطني للأورام بلغ 1314 حالة، منها 1212 حالة لعمانيين، و102 لوافدين، وبلغ معدل الذكور إلى الإناث 1.02:1، وبلغ متوسط العمر عند التشخيص 53 سنة، ويرتفع ﺫلك وسط ﺍلذكوﺭ ليصل إلى 59 سنة مقارنة بالإناث 49 سنة. فيما بلغ عدد الحالات المبلغ عنها بين الأطفال في عمر الرابعة عشرة فما دون ذلك، 87 حالة تشكل نسبة 7.3 % .

وأفاد أن الإحصائيات تبين وجود زيادة ملحوظة في نسبة الإصابة بمرض السرطان في السنوات الأخيرة، كما يتوقع خبراء منظمة الصحة العالمية زيادة في عدد الحالات بواقع 69% في عام 2030 على مستوى العالم، وزيادة قدرها 100% في عدد الحالات و 105% في أعداد الوفيات في منطقة حوض البحر المتوسط وشمال إفريقيا ومن المتوقع أن يصل عدد حالات السرطان الجديدة حوالي 2450 حالة بحلول عام 2020، وحوالي 3790 حالة بحلول عام 2030 في عمان.

وترجع أسباب الزيادة للإصابة بالسرطان والتي يتوقعها خبراء منظمة الصحة العالمية هي الزيادة في عدد السكان والتقدم في السن والتقدم في أساليب الكشف المبكر وزيادة الوعي بين الجمهور للذهاب مبكرا للطبيب والتطور في اساليب التشخيص الحديثة من مخبرية وشعاعية وغيرها والتطور في اساليب تسجيل الحالات الجديدة والتراجع في أعداد المرضى الذين يتجهون للعلاج في الخارج وتراكم وزيادة العوامل المساعدة على حدوث المرض ومن هذه العوامل الزيادة في عدد المدخنين لمنتجات التبغ بجميع أنواعه، والوزن الزائد وقلة ممارسة الرياضة بشكل مستمر، والأغذية الغنية بالدهون والوجبات السريعة، والإجهاد البدني والذهني المستمر وخصوصا السهر لساعات طويلة وقلة النوم في الليل مما يسبب إجهادا للجهاز المناعي والتلوّث بجميع أنواعه والضغوطات النفسيّة.

البرنامج الوطني لمكافحة السرطان

وقال البحراني: لقد قامت السلطنة باعتماد البرنامج الوطني لمكافحة السرطان ضمن حزمة برامج الصحة العامة والذي تمّ تصميمه لخفض وقوع وفيات السرطان وتحسين جودة حياة المصابين بالسرطان وذلك من خلال التنفيذ المنهجي والعادل للاستراتيجيات المبنية على البيانات في الوقاية والكشف المبكر والمعالجة مع الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة. مضيفا : انشئ السجل الوطني للسرطان في عام 1985م كسجل يعمل به في المستشفيات وتسجل فيه الحالات المعالجة في المستشفيات المرجعية. وفي عام 1996 ومع تأسيس دائرة لمكافحة ومراقبة الأمراض غير المعدية تم تطوير السجل وتعميم العمل به في جميع المؤسسات الصحية سواء التابعة لوزارة الصحة أو غيرها يتم من خلاله رصد وتوثيق جميع حالات السرطان المكتشفة والمعالجة. يهدف هذا السجل لـ: تجميع قاعدة بيانات دقيقة عن حالات حدوث للسرطان، ورصد معدلات انتشار السرطان التي يمكن أن توجه واضعي السياسات في تحديد الأولويات لمراقبة وإدارة السرطان. ويتم إصدار تقرير سنوي شامل عن معدلات حدوث السرطان بالسلطنة والذي يعد رافدًا للباحثين لدراسة معدلات انتشار أنواع السرطانات ولمعرفة أسبابه ولقياس عبء السرطان على النظام الصحي.

المركز الوطني للأورام

وإشار إلى أن المركز الوطني للأورام افتتح في 7 ديسمبر 2004 م بهدف تقديم خدمات علاجية متخصصة في مجال الأورام تحت سقف واحد، ويحتوي المركز على مجموعة من الأقسام المختلفة وهي قسم الأورام الطبية للكبار والعلاج التلطيفي، قسم العلاج الإشعاعي، قسم أورام الأطفال، قسم أمراض الدم للكبار، العيادات الخارجية، قسم الصيدلة.

وأوضحت آخر إحصائيات 2015 م أن عدد الزيارات للعيادات الخارجية في المركز بلغ 19103)) زيارة، بزيادة في النسبة 10% مقارنة لعام 2014 م، و 136% لعام2010 م و251 % مقارنة لعام 2006. يتم تقديم خدمات علاجية عالية الجودة لمرضى السرطان وتوفير الأدوية باهظة الثمن والعلاج الإشعاعي من خلال المركز الوطني للأورام، حيث تتحمل الدولة بالكامل مصاريف علاج مرضى الأورام حيث تستورد الأدوية والعقاقير اللازمة لذلك من أفضل الشركات العالميّة الأمريكية والسويسرية والألمانية، وقد تصل كلفة العلاج الشهرية لمريض السرطان إلى 3000 ريال عماني وقد يصل علاج بعض الحالات إلى 30 ألف ريال سنوياً، ولذلك يستهلك المركز الوطني للأورام أكثر من 30 % من ميزانية المستشفى السلطاني للأدوية.

وبيّن البحراني أنّه تمّ إنشاء وحدات صغيرة لمعالجة مرضى السرطان في كثير من المحافظات تعمل تحت إشراف دائرة الأورام في المستشفى السلطاني وتدريب الكوادر الصحية وفقا للمعايير العالمية وإنشاء السجل الوطني للسرطان في وزارة الصحة وكذلك إنشاء وحدة لمكافحة التبغ في الوزارة وإعداد ونشر الكتيبات والنشرات المخصصة لتثقيف مرضى السرطان.

يذكر أن المركز من السباقين في تطبيق فكرة العيادات المشتركة، ومن مزايا هذه العيادات تقديم استشارة طبية للمرضى في تخصصات مختلفة من قبل ثلاثة أطباء في وقت واحد، وتوفير جهد المرضى من عناء تردد على العيادات الخارجية. كما أطلق المركز نظام عيادات الأورام الخارجية حيث تقوم مجموعة أطباء الأورام بالمستشفى بزيارة عدة مستشفيات من مختلف محافظات في السلطنة من أجل معاينة المرضى وتقديم العلاج اللازم لهم بالقرب من مناطقهم، وتجنيب المرضى تكبد عناء السفر إلى محافظة مسقط لتلقي العلاج ومن جانب آخر لدينا ما نطلق عليه العيادات اليومية مما ينتج عنه مدة انتظار قصيرة للمرضى الجدد لا تتجاوز 72 ساعة وهو معدل جيد جداً، وعلى المستوى العالمي نال المركز الوطني للأورام العديد من الإشادات الإقليمية والدولية نظراً للمستوى الطبي المتميز في هذا المجال، ونفتخر أننا أول مركز في الخليج يحصل على شهاده المركز المتميز في علاج الأورام مع العلاج التلطيفي من الجمعية الأوروبية لعلاج الأمراض السرطانية كأحد المراكز المتميزة في تقديم الخدمات العلاجية للمرضى الأورام على مستوى العالم في عام 2013 .

ويعد المركز من أوائل المراكز في المنطقة لاستخدام تقنية IMRT في العلاج الإشعاعي وذلك في عام 2006 م وفي عام 2013 تم إدخال تقنية IGRT مع التبويب وهي الأحدث من نوعها في العالم والتي بموجبها تكون السلطنة أول دولة في المنطقة التي تستخدم هذه التقنية. كما أنّ عمليات التدريب والتأهيل المستمرة للكادر العامل في المركز تعد الأرقى من نوعها حيث وصلنا وبحمد الله إلى مرحلة تدريب الطاقم داخلياً وفق أحدث المعايير وتعد نسبة المواطنين العاملين في المركز من أعلى النسب على مستوى المنطقة والتي وصلت إلى 80% من الطاقم التمريضي و 100% من الطاقم الصيدلي.

الكشف المبكر

وتحدث الدكتور أحمد بن سعيد البوسعيدي مدير دائرة الأمراض غير المعدية حول دور الرعاية الصحية الأولية والتحصينات والكشف المبكر لمرض السرطان مثل جهاز التصوير الإشعاعي للثدي وأهمية أخذ التحصينات الخاصة بـ"الالتهاب الكبدي الوبائي بـ " للوقاية من سرطان الكبد.

ويعتبر السرطان من أكثر الأمراض التي تهدد الصحة. ويعتبر مرض السرطان ثاني أكثر الأمراض حدوثا في معظم دول العالم بعد أمراض القلب والشرايين وفي سلطنة عمان أيضًا، وعادة تكون نسبة الإصابة في الدول الصناعية المتقدمة أعلى بكثير منها في الدول النامية.

وتشير العديد من الدراسات إلى احتمال ارتفاع حالات السرطان من 14 مليون حالة في عام 2012م إلى 22.7 مليون حالة بحلول عام 2030م بزيادة مقدارها أكثر من 75%. ويشير التقرير التجميعي الذي أصدره المركز الخليجي لمكافحة السرطان أنّه تم تسجيل ما يقارب 120000 حالة سرطان بين مواطني دول مجلس التعاون الخليجي خلال الفترة ما بين 1998 - 2009.

ويرى الباحثون أنّه من المتوقع أن تتجاوز نسبة الإصابة بالسرطان المعدلات العالمية بين مواطني دول المجلس، ويرجع سبب ذلك إلى ارتفاع نسبة شريحة الشباب ضمن الهيكل السكاني حيث من المعروف أنّ معدلات الإصابة بالسرطان تزداد بنسب عالية مع تقدم العمر. كما يشير التقرير إلى أنّ مايزيد عن 50% من حالات السرطان بدول الخليج يتم اكتشافها بمراحل متقدمة يصعب علاجها، في حين يمكن شفاؤها بإذن الله إذا ما تمّ تشخيصها مبكرا وخضعت للعلاج السريع.

إنّ التقدم السريع في مجال الرعاية الصحية بمختلف مستوياتها أدى إلى إمكانيّة السيطرة على العديد من أنواع السرطانات وزيادة فرص الشفاء ولكن في المقابل التغييرات السريعة في جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية بدول الخليج أدت لحدوث تغييرات جوهرية في نمط الحياة، مثل ازدياد استخدام التبغ بأنواعه المختلفة وانخفاض نسبة ممارسي النشاط البدني بالإضافة لعادات تناول الأطعمة غير الصحية، يشير إلى إمكانية تزايد معدلات الإصابة بالسرطان في دول الخليج في السنوات القادمة. من هذا المنطلق واستمرارا للجهود المبذولة في سبيل مكافحة السرطان في دول المجلس، فقد تقرر عقد حملة خليجية توعوية سنوية في الأسبوع الأول من شهر فبراير وذلك لتعزيز الوعي الصحي وحماية المجتمع الخليجي من أخطار السرطان.

تعليق عبر الفيس بوك