المعرض التراثي يروي صفحات من تاريخ عمان التليد ويسلط الضوء على مقتنيات تعود لآلاف السنين

"سفير التراث" يشارك بالعديد من المقتنيات التاريخية التي تجسد حياة العُماني قديما

مسقط - خليفة الرَّواحي

تحتضنُ القرية التراثية بحديقة العامرات -ضمن فعاليات مهرجان مسقط 2016- المعرضَ التراثيَّ الذي يعرض مشاهدات حية تروي صفحات خالدة من تاريخ عمان الضارب بجذوره في أعماق التاريخ الإنساني، والتي تجسد جانبا مهما من تفاصيل حياة الإنسان العماني، وترصد بدقة طريقة معيشته في بيئاته المختلفة، على مر العصور والأزمنة الغابرة.

وفي كل ركن من أركان هذا المعرض التراثي، يستطيع الزائر أن يستنشق عبق التاريخ من شتى ما يحتويه المعرض من مكونات، تسرد حكايات تعود إلى آلاف السنين؛ حكايات ترسم أحداثها البنادق والحراب والخناجر والسيوف التي زينت أرجاء البيت التراثي لتحكي قصصا يزيد عمرها على المائتي سنة. وحرص مرهون بن خليفة بن زاهر البسامي على أن يقتني عددا من هذه الأدوات في فترات ماضية، ليقرر أن يعرضها للزائر والباحث عن التاريخ الذي سجله أجدادنا على أرض عمان الغالية. وبدأت حكاية البسامي بدأت مع هذا الرجل مع منتصف السبعينيات واستمر عطاؤه بشكل منظم منذ عام 1989، حينما قرر البدء في جمع المقتنيات وترتيبها بشكل عملي.

ويؤكد البسامي حرصه الشديد على اقتناء كل ما له صلة بالتراث، وقال: إنني أولي اهتماما كبيرا باقتناء التراث وكل ما يعبر عن تفاصيل تاريخ عمان الخالد، وبذلت في ذلك أموالا طائلة لشراء معظم المعروضات التي تتواجد بالمعرض، حيث اقمت معرضا خاصا للتراث في ولاية الرستاق ومنذ ذلك الحين وأنا أحرص على المشاركة في مختلف المحافل والمهرجانات ومنها مهرجان مسقط الذي أتواجد فيه بشكل سنوي، بهدف التعريف بجانب مهم من تاريخ السلطنة وحضارتها.

واضاف: "نتيجة لجمع المقتنيات التراثية من مختلف محافظات السلطنة، سعيت لعرض هذه المقتنيات من خلال مشاركاتي الدولية في مختلف المهرجانات، وهو ما دفع كثيرين لتسميتي بـ(سفير التراث)، وهو لقب أعتز به". واوضح أنه شارك في 45 مهرجانا دوليا ومنها المشاركة العاشرة في مهرجان مسقط 2016 الى جانب مشاركاتي في مهرجان صلالة السياحي.

وحول مقتنيات المعرض، قال البسامي إن المعرض يضم العديد من المقتنيات الأثرية منها الاسلحة التقليدية القديمة كالدروع القديمة والتي تعود للفتوحات الاسلامية، ويرجع بعضها الى عهد الدولة العثمانية، الى جانب الحراب التي يمتد تاريخها الى 3 آلاف سنة، كما يوجد بالمعرض عدد من الأسلحة والبنادق القديمة والتي يرجع تاريخها الى عام 1816م كالصمعة، والسلطانية أبو شجرة، وأبو عراقي، وأبو كز، والسادة والزنجباري وأبو فتيلة والرمي والمعدن وغيرها من الأنواع ، ويحتوي المعرض على عدد من العملات القديمة كالقرش الفضة والمحمدية وعملات أخرى متنوعة، وفي هذه النسخة من مهرجان مسقط زادت عدد المقتنيات من هذه النوعية وعرض سيف قديم يعود لزمن الإمام أحمد بن سعيد مؤسس دولة آل بوسعيد.

ويزخر المعرض بخناجر قديمة متنوعة، وأدوات استخدمها العماني في حياته اليومية كالأدوات الزراعية مثل المنجور والدلو النحاسي والمحراث والقراز وغيرها، كما توجد فخاريات متنوعة الاستخدام يعود تاريخها الى 300 سنة، الى جانب الاواني النحاسية المتعددة الأغراض والتي منها دلال القهوة النحاسية المتنوعة، فضلاً عن مختلف الأدوات الزراعية والمنزلية وحلي النساء كالبناجري والخواتم والحروز الفضية، والصمت وأغلب الموروثات التي تتبادر على الأذهان.

وأوضح البسامي ان الزائر للمعرض التراثي يجد المناديس المصنوعة من خشب الساج الاصلي التي يعود بعضها إلى مائتي سنة، كذلك أسرة الأطفال "المنز" والمصنوعة من الخشب الأصلي، وهناك أنوع مختلفة من السعفيات كالحصر والشت والسمة والمخرافة والمنسف، وكذلك أنواع مختلفة من المنسوجات والمستخدمة في فراش البيت للجلوس وأغطية للنوم، الى جانب الادوات المشغلة للاسطوانات مثل السنطور (البشتختة) وهي آلة قديمة لتشغيل الاسطوانات وعدد من أجهزة الراديو القديمة، كما يقدم المعرض مقتنيات ومعروضات أخرى قديمة كالبرغام النحاسي، وهو عبارة عن جرس نحاسي وبرغام مصنوع من قرن الوعل، وميزان أبو شوكة بعدة أنواع، وأيضا أدوات نحاسية كالطاسة أبو مرزاب ومجموعة من الدلل النحاسية، ورحى المستخدمة لطحن الحبوب، الى جانب عرض عدد من الطوابع القديمة والتي يعود بعضها الى بدايات اسرة البوسعيدي، وعظام كتف الجمل التي كانت تستخدم لتعليم القرآن الكريم ولوازم الحرب في الحروب الإسلامية والمكونة الدرع وخوذة الراس والترس والسترة والسهم التي تعود إلى 450 سنة.

تعليق عبر الفيس بوك