مباحثات السلام السورية تدخل "نفقا مظلما".. و23 قتيلا من "أحرار الشام" في تفجير انتحاري بحلب

مقاتلون يتحدثون عن "حرب عصابات" بعد فقدان مناطق.. وقوات الأسد تتأهب لاستعادة إدلب

عواصم - الوكالات

تعثَّرت، أمس، مُباحثات السلام السورية التي كانت مُقرَّرة هذا الأسبوع لأسباب بينها الخلاف حول هوية من يمثل الفصائل المعارضة للرئيس بشار الأسد.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه يتوقع اتضاح الرؤية خلال يوم أو يومين وبدا دعمه لمبعوث الأمم المتحدة الذي يتولى المهمة الشاقة المتمثلة في توجيه الدعوات لحضور أول مباحثات تعقد منذ عامين تهدف لإنهاء الحرب الأهلية السورية. وكان من المقرر أن تبدأ المباحثات أمس الاثنين في جنيف لكنها تعثرت بسبب الخلاف بين القوى الدولية على من ينبغي دعوته من المعارضين. وتريد المعارضة وقف الغارات الجوية وإنهاء حصار القوات الحكومية لمناطق يسيطرون عليها وإطلاق سراح معتقلين. وحتى الآن لم تتكلل الجهود الدبلوماسية بأي نجاح في إنهاء الحرب الأهلية السورية أو حتى تهدئتها بعدما حصدت أرواح ربع مليون شخص وشردت أكثر من عشرة ملايين. ومنذ آخر مؤتمر سلام عُقد في أوائل 2014 أعلن مقاتلو تنظيم داعش ما يسمونها "الخلافة" في أجزاء كبيرة من أراضي سوريا والعراق وانخرطت في الحرب غالبية القوى الدولية. وتقصف الولايات المتحدة أهدافا للدولة الإسلامية منذ 2014، بينما بدأت روسيا العام الماضي حملة جوية منفصلة ضد أعداء حليفها الأسد. وتعززت قدرات الجيش السوري وحلفاؤه بفضل مكاسب تحققت في الفترة الأخيرة بدعم القوة الجوية الروسية. وتطالب روسيا بمنع رموز من المعارضة تصفهم بالإرهابيين وتريد ضم جماعات كالأكراد الذين يسيطرون على مساحات كبيرة في شمال سوريا لكن تركيا ذات الثقل الإقليمي تعارض بشدة دعوة الأكراد.

وتقول أهم فصائل المعارضة السنية التي تدعمها دول عربية وغربية إنها لن تشارك ما لم يكن لها حق اختيار وفدها. وقال المتحدث سالم المسلط إن الهيئة العليا للتفاوض- ومقرها السعودية- ستناقش موقفها اليوم الثلاثاء.

وقال عضو بحركة أحرار الشام وهي واحدة من كبرى جماعات المعارضة إن كثافة التدخل الروسي في المنطقة تعني انهيار استراتيجية المعارضة المتمثلة في كسب مناطق والدفاع عنها وإنه يتعين على المقاتلين تغيير طريقتهم إلى حرب العصابات. وقال أبو البراء اللاذقاني إن عمليات حرب العصابات الصغيرة بدأت وإن المعارضين يدخلون منطقة ويشنون هجمات ثم يتراجعون.

ويخطط الجيش السوري الذي ارتفعت معنوياته للمرحلة التالية من هجومه في شمال سوريا. وقال مصدر عسكري إن الهدف التالي سيكون إدلب وهي معقل لفصائل معارضة بينها جبهة النصرة ذات الصلة بتنظيم القاعدة. واتهم المتحدث المعارض المسلط روسيا والقوات الحكومية بوضع عراقيل في طريق المباحثات.

إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بارتفاع عدد القتلى جراء هجوم نفذه انتحاري يقود شاحنة وقود على نقطة تفتيش لحركة أحرار الشام في مدينة حلب امس إلى 23 على الأقل. وأضاف المرصد أنه يعتقد بأن بين القتلى أربعة من قيادات أحرار الشام وأربعة مدنيين.

تعليق عبر الفيس بوك