هل يجهض الاقتصاد أحلام ثورة الياسمين؟

ما يسود الساحة التونسية الآن من مظاهرات واضطرابات، يعكس حقيقة أن ثورة الياسمين التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي، ورغم ما حققته من مكتسبات على صعيد التأصيل لنظام ديمقراطي، لم يتمخض عنها نتائج مرضية للثوار خاصة فيما يتعلق بالأداء الاقتصادي..

لقد تمخضت ثورة تونس عن دستور جديد وانتخابات حرة وتوافق بين الفرقاء الإسلاميين والعلمانيين لدرجة استحقت معها أن تعتبر نموذجًا للانتقال الديمقراطي في المنطقة، ولكن هذه الخطوات لم تواكبها نهضة اقتصادية. بل بالعكس من ذلك، ارتفعت الأسعار وزادت معدلات البطالة، وعانت الكثير من المناطق الداخلية التهميش.

حدث ذلك رغم أنّ شرارة الثورة انطلقت على خلفية اقتصادية حين أقدم البوعزيزي على إشعال النار في نفسه بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية وعندما منع من مزاولة النشاط الذي كان يعتاش منه ..

وكان العامل الاقتصادي من بين عوامل أخرى دفعت بالتونسيين إلى الثورة على نظام بن علي، وكانوا ينتظرون من العهد الجديد إيلاءها ما تستحق من اهتمام، ووضعها على رأس قائمة أجندة العمل الوطني.

إنّ ما يجري حاليًا على الساحة التونسية يمثل في أحد وجوهه تعبيرًا عن حالة الإحباط والاحتقان الذي بدأ يتفشى في أوساط شباب الثورة جراء ما يعيشه من أوضاع اقتصادية هشة، ومستقبل قاتم بسبب محدودية فرص التوظيف.

إنّ مكانة تونس كنموذج ناجح لانتفاضات الربيع العربي، نتيجة الانتقال السلس إلى الديمقراطية، أصبحت تتهددها الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية، وهي مشكلات ينبغي تلافيها حتى لا تنال من النموذج الناجح للربيع العربي.

تعليق عبر الفيس بوك