الجوهر لا المظهر
إسحاق الشرياني
إذا كان بناء الهوية الـ(Branding) من الاسم، الألوان والشعار وهكذا هو المظهر الخارجي للشركة أو مشروعك الريادي الخاص بك ففي نظري أنّ ذلك ليس كاف فحسب؛ بل إنّ الأهم من ذاك هو بناء "شخصية" للخدمة التي تُقدمها للجمهور ونوعها لأنّها هي الجوهر والعنصر الأساسي والداخلي الذي يُميز العلامات التجارية عن بعض من حيث الشعور الذي تُولده في أنفس المهتمين بالعلامة والمناصرين لها.
لذا فإنّه عندما أذكر لك شركات أو منتجات لتلك الشركات فإنّه حتمًا يظهر في ذهنك صورة تجسد إحساسك تجاه تلك الشركة مثل: شركة أبل، ديزني وغيرها من العلامات التي استطاعت أن تزرع في أذهاننا صورة معبرة عن ماذا؟ عن العلامة الخاصة بها أو الهوية التي تميزها عن غيرها، فكل ما يحتاجه فقط هو انضباط والتزام مُطلق من جميع أفراد وشركاء المشروع الريادي.
عزيزي الريادي الناجح: ركز دوماً على كلمة واحدة عند الحديث عن مشروعك لكي تبرز قوة هوية تلك الكلمة وأن تجعلها تزرع في ذهن الجميع، ألا وهي: العامل العاطفي من المانترا الخاصة بمشروعك وخذ على ذلك نموذجاً رائعًا مثل شركة ديزني المتخصصة في لعب الأطفال والملاهي والتي تتشكل بوجه عام على هيئة كلمة واحدة ألا وهي (المرح) فهذه الشركة قد نجحت لأنّ رسالتها مهما اختلفت قنوات توصيلها دوماً واحدة وثابتة وبكل تأكيد معبرة لأنّها جسدت شعورًا جميلاً في نفوس محبي الهوية الخاصة بها، لذلك هذا ما عليك أن تحاول فعله أنت! وتذكر أنّ رسائلك التسويقية، حديثك أنت أو أفراد فريقك عن الخدمة لابد أن يُرسخ هذا العامل العاطفي المستوحى من النموذج الأساسي القوي في أذهاننا. ولأنّ الخدمة تُنفذ ما تعد به وصادقة مع نموذجها الأساسي ومع جمهورها من حيث الحل كل هذا سيصنع لمشروعك شخصية وهوية قوية.
لذا.. اخلق لنفسك قواعد جديدة للعب مع الحياة بأساليب وطرق لم يستخدمها أحد قبلك، ودشنها باسمـك، واجعل اللاحقين يتعلمونها منك، باعتبارك أول من أنشأ منهجية خاصة له في النجاح لتجعل موظفيك يهتمون بالجوهر أكثر؛ عليك أن توفر لهم كل عناصر السعادة المُناسبة لبيئة العمل التي تحولهم إلى منتجين ومُبدعين داخل المؤسسة ولتجعلهم أكثر إصراراً على العمل والإنتاج بشكل يفوق المعتاد. لا بروتوكولات لا تفتيشات مفاجئة، لا مضايقات إدارية..إلخ فقط الكل يعمل، يمرح؛ ينتج ويُبدع والنتيجة بالنهاية الكل ينجح!
وتذكر دوماً أنَّ: السر في بناء شخصية مميزة لمشروعك الريادي هو: الجوهر لا المظهر
رئيس مركز الطموح الشامخ
.
