التدخلات العائلية.. معول هدم للعلاقة الزوجية واختراق لخصوصية الأسر

زوجان يفلتان من "السقوط في الهاوية" بعد محاولات لإشعال الأزمات

رصدت التجربة- مدرين المكتومية

تقول "ن.خ" إن شقيقتها نجت بالفعل من محاولة شيطانية للإيقاع بينها وبين زوجها بسببها نتيجة عدم حرصها في علاقاتها مع الآخرين، حتى كادت أن تكون سبباً في التفريق بين أختها وزوجها، حيث عبَّرت عن شعورها بالندم إزاء ما ارتكبته من خطأ إفشاء أسرار المنزل لمن هم خارج نطاق العائلة، حيث تقول إنّ المشكلة كانت تهديداً حقيقيًا لاستمرارية الحياة الزوجية لاختها مع زوجها الذي ارتبطت به بعد قصة حب تكللت بالزواج السعيد.

وتضيف ن.خ: "تزوجت اختي من الرجل الذي اقتنعت به وأحبته، وكانت أخوات زوجها صغيرات في السن، وكانت تتعامل معهن كصديقات، وقد تعرفتُ على إحدى أخوات زوج أختي وتصادقنا وبتنا نتبادل الأسرار والأحاديث بل وقصص الحب التي نمر بها، ومن بين هذه القصص عندما تعرفتُ على أحد الأصدقاء الشباب، وأخبرت صديقتي (أخت زوج أختي) وجمعتنا أحاديث وجلسات مشتركة على الغداء أو العشاء، وتعرف ذلك الشاب فيما بعد على أخت زوج أختي". وأوضحت أنّ هذا الشاب بدأ في التقرب لكل منهما على حدة، حتى بدأ في تكوين صداقات خاصة، وبطريقة خبيثة أقنع كل منهما أنها الأقرب إليه من الأخرى، وقد استغل هذه العلاقات في معرفة أخبارهما والتدخل في مشكلاتهما بل وعمد إلى الاطلاع على بعض الأسرار الخاصة بهما.

وتتابع ن.خ حديثها قائلة : "كانت الكارثة عندما بدأ شخص يتواصل مع كل فتاة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويقدم إليها معلومات عن حياتها الخاصة، ما غرس الرعب في نفس صديقتي، وأدركتُ أنّ ثمة شخص مُقرب إلينا يمارس الابتزاز العاطفي عليها، بل كان كل طرف منِّا يظن أن الأخرى هي التي تمارس هذه الحيلة بهدف الدعابة، رغم مرارتها، وكل ذلك حدث دون معرفة زوج أختي".

وتروي ن.خ أن صديقتها لم تقف مكتوفة الأيدي، بل لجأت إلى التقدم للجهات المعنية بشكوى من هذه الرسائل الابتزازية التي تأتيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبالفعل تحرت الجهات المعنية وتم اكتشاف صاحب الحساب، الذي اتضح أنه حساب وهمي يتحكم فيه هذا الصديق الذي كان يسعى لمعرفة أسرار كل واحدة منهما بشكل منفصل.

وهنا دبت الصدمة في نفس الفتاة وكذلك الحال عندما أخبرت شقيقاتها بما حدث، وما كان من الفتاة إلا أن تذهب إلى والدتها لتروي لها هذه المشكلة، وأنّ السبب الحقيقي وراء ما قام به هذا الشاب كان علاقة أخت زوجة أخيها بهذا الشاب الذي تسلل إليهما، بدعوى الصداقة، لكنه كان مثل الثعبان الذي يبث سمومه في الظلام، وما كان من الفتاة إلا أنّ تلوم زوجة أخيها على ما حدث لها، وبالفعل ذهبت إليها ونشبت مشاجرة بينها وبين زوجة أخيها، موجهة لها اللوم على ما تسببت فيه اختها (ن.خ)، إذ أدركت أنها كانت السبب وراء معرفة هذا الشاب بتفاصيل حياتها الخاصة، وهددت الفتاة أخت ن.خ. بأنها ستطلب من أخيها الانفصال عنها نتيجة ما تسببت فيه أختها، فما كان من الزوجة إلا أن طلبت من أم زوجها عدم تحميلها خطأ لم تقترفه ولم تكن طرفاً فيه.

وتقول ن.خ إنّ أختها وصلت للمنزل بعد ذلك الموقف وهي تذرف الدمع وفي حالة نفسية سيئة، إذ كانت تفكر فقط في ابنها الصغير الذي كانت تخشى أن يواجه خطر انفصال أمه عن أبيه، لكنها صارحت زوجها عقب ذلك بما حدث من أخته، وكان الزوج فطنًا وواعيا لما حدث، وأكد لها ألا جريرة لها في ذلك، ما بعث بالاطمئنان في نفسها، لكنها لم تدم طويلا، إذ تلقت مكالمة من أم زوجها تخبرها بأنّها لن تعود إلى المنزل مرة أخرى وأنه سيتم تطليقها.

وتواصل الحديث: "جاء زوج أختي واصطحبها إلى منزلهم، لكنها ظلت لمدة 3 أيام حبيسة غرفتها لا تغادرها خشية نشوب خلافات جديدة مع أهل زوجها، لكنها شعرت بالإنصاف عندما جاءت إليها أم زوجها لتعتذر إليها عما بدر منها، وتقر أمامها ألا ذنب لها فيما حدث".

وبنبرة من الأسف والحزن على ما حدث، تؤكد ن.خ. أنه ينبغي على كل فتاة أن تصون أسرار صديقتها وألا تفشيها أبداً لأي شخص كان، إذ أدركت بعد فوات الأوان أن ما كانت تعتبره "أمورا بسيطة" هي في الأساس ربما تكون القشة التي تقصم ظهر البعير، أو الشرارة التي تفجر نيران لا تنطفئ.

تعليق عبر الفيس بوك