"أبصرُ الآتي حُطامًا"

المعتصم البوسعيدي

من أبيات قصيدة بعنوان "الشاعر" لشاعرنا الجميل خميس قلم أستنبط عنوان المقال، وأبحرُ بسفينة القصيدة عُباب الأحداث الرياضية المتفرقة من هنا وهناك، بحثًا عن شيء ما في مكان ما يختزل السلام ويبعث الاطمئنان الهارب منذُ أمد بعيد، نعيش الصعب اليوم؛ لنبصر غدنا المجهول ولا نعلم بأيّ أرض نستقر!!

"جالسٌ في قمةِ الليلِ" ومنه تساءلت: من هو مدرب منتخبنا القادم؟! الرد أو الطرح عند الجميع أيضًا يأتي على صيغة سؤال.. هل كل هذا الوقت مُبرر من أجل اختيار مدرب يقود المنتخب للاستحقاقات القادمة؟! علمًا بأنّ آخر الكلام المتداول بحسم اسم المدرب اليوم أو غدًا، والكلام قبل هذا كثير وحتى كتابتي لهذا المقال ليس هناك إعلان أو تصريح رسمي من الاتحاد العُماني لكرة القدم، مع ذلك سأختصر الأمر بالقول: عندما لا تعلم ما كنت تفعل؛ لن تُدرك ماذا تريد؟! وحتمًا ستبصرُ الآتي حُطامًا.

"أدفن الألحان حيرى" حين أرى حفل الكرة الذهبية وتتويج ميسي بجائزة أفضل لاعب بالعالم للعام 2015 لخامس مرة؛ حيث المشهد لم ينتهي عند تتويج لاعب لا يختلف عليه اثنان، بل يمتد معنا ـ كما العادة ـ لمساحة الرأي والرأي الآخر؛ فالعادة كرست خلو ذهننا من الصفاء بتراكم ترسبات العاطفة والزج "بمناقرات" قديمة حديثة وسخرية ترسم الأوهام والصيد في الماء العكر، التعليقات لا نختلف فيها من باب "المزاح" ولكن أن تجد عصبيات تتراشق حتى "السُباب" فذلك ما نعني به نبصرُ الآتي حُطامًا.

"الصباحات ضلالٌ فاضحٌ.. منتهى الصحو طريقُ العثرات" أمسينا على افتتاح الكويت الحبيبة لإستاد جابر، الصورة المنقولة تبعث أريحية ونظرة إيجابية عساها أن تكون بشارة خير للكرة الكويتية العريقة التي أُقفلت أبوابها الدولية بسبب أو بآخر، حضرَ النجوم من كل صوب وحدب، وارتفعت نسبة "الهيموجلوبين" في الدم "العربي" تعاطفًا مع الإخوة ضد قرار "الفيفا" وأُدلفت الشعارات البراقة رفقًا وغصبا، وعلى أي حال نحن نجيد هذا الأمر جيدًا بضجيج وضوضاء إلا أن الأمر لا يدخل حيز التنفيذ إلا على بعضنا، والأدلة والشواهد تنطق بلسان الحال، وبلسان هذا الافتتاح رأينا ممثل العرب في فريق نجوم العالم "أمير القلوب" المصري الرائع محمد أو تريكة الذي وضع بصمته الإنسانية ولم يقبل أخذ أجر حضوره مع إغراء الرقم المالي ومع ما يمر به من ظروف مادية يعلمها الجميع؛ فكان الجزاء من جنس العمل حينما خصه "أمير القلوب" ـ أيضًا ـ سُّمو أمير الكويت ـ حفظه الله ـ باللقاء والثناء، أقول الجزاء من جنس العمل إلا من بعض الإعلام الذي يعيش حالة كبيرة من "التوهان"، بسبب التعاطي "الإيديولوجي" الضيق الذي يخسر دائمًا بأهداف "الماجيكو" بما يقدمه من مثاليات في الأخلاق والسلوك، وسيظلون في وهمِهم حتى يُبصرونَ الآتي حُطاما.

سأختم هذا التناجي ـ إن صح التعبير ـ مع القصيدة بقصة نجاح، تسردها جميلة من الجميلات، عيونها حالمة، وقلبها موطن للطموحات، تُهدهدُ حزن الأحداث بصوتها العذب وهي تغني من أبيات شاعرنا "لي جناحانِ وقوسٌ.. بهما سأصيدُ الحلم بين الفلوات" تلك هي "قطر" تحتضن البطولات، وتفاخر بها كل السجلات؛ حيث بدأت العام الجديد ببطولة "قطر إكسون موبيل" لكرة المضرب وبنهائي حلم جمع الصربي دجوكوفيتش (الأول عالميًا) مع "الماتادور" الإسباني نادال، ثم ها هي تستضيف بطولة آسيا الأولمبية، ماضية على ذات الخُطى واضعة نفسها بمكانة مرموقة على خارطة الرياضة العالمية، ومعها سنختلف مع الأستاذ خميس قلم معتذرين له بأن نستبدل كلمتي الحُطام والخراب بالبناء والجمال؛ لنقول: أبصرُ الآتي بناءً.. كلّ ما سوف يأتي من جمالٍ فهو آت.

تعليق عبر الفيس بوك