الإمارات تتحرك لوأد الدعوة لاجتماع طارئ لـ"أوبك".. وترى 2016 عاما "صعبا" على سوق النفط

"ستاندرد تشارترد" يتوقع تراجع سعر البرميل إلى 10 دولارات

أبوظبي - رويترز

تحرَّكتْ الإمارات العربية المتحدة لوأد أي حديث عن اجتماع طارئ محتمل لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، بعدما قال وزير البترول النيجيري، أمس، إن "اثنتين" من الدول الأعضاء في المنظمة طلبتا عقد الاجتماع.

وهبطت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت صوب 30 دولارا للبرميل إلى أدنى مستوياتها في نحو 12 عاما قبل أن تتعافى قليلا. وفقدت العقود نحو ثلاثة أرباع قيمتها منذ منتصف 2014 بسبب تخمة المعروض. وقال وزير الدولة النيجيري للبترول ايمانويل ايبي كاتشيكو للصحفيين -على هامش اجتماع للطاقة في أبوظبي- إن مثل تلك الأوضاع في السوق تدعم عقد اجتماع طارئ لبحث ما إذا كان على أوبك أن تغير سياستها. غير أن وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي قال في المؤتمر نفسه إن الإستراتيجية الحالية لأوبك ناجعة ولكنها تحتاج وقتا لكي تؤتي ثمارها وقد يستغرق الأمر بين عام وعام ونصف العام. وقال المزروعي إنه ليس مقتنعا بأن أوبك تستطيع بمفردها تغيير هذه الإستراتيجية لمجرد حدوث هبوط في السوق. وأضاف أن النصف الأول من عام 2016 سيكون "صعبا" على سوق النفط، لكنها ستبدأ الانتعاش تدريجيا في وقت لاحق من العام بدعم من الهبوط المتوقع في الإنتاج من خارج أوبك. ولم يحدد الوزير النيجيري الدولتين اللتين طلبتا عقد اجتماع لكنه قال إن مثل هذا الاجتماع قد يعقد في فبراير أو مارس. ولن يعقد الاجتماع الدوري التالي لأوبك قبل الثاني من يونيو. لكن مندوبين غير خليجيين بأوبك شككا في عقد أي اجتماع طارئ. وقال أحد المندوبين وهو من دولة افريقية عضو في المنظمة "لن يعقد أي اجتماع". وتتمثل استراتيجية أوبك في الإبقاء على مستويات الإنتاج دون تغيير بدلا من خفض الإمدادات لدفع الأسعار للتعافي، بهدف الدفاع عن الحصة السوقية للمنظمة على حساب المنتجين ذوي التكلفة العالية مثل منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة.

ومن المرجح أن تتضخم تخمة المعروض في 2016 بعودة إمدادات النفط الإيرانية إلى السوق فور رفع العقوبات الغربية المفروضة على طهران. وقال المزروعي إنه يعتقد أن جميع أعضاء أوبك ومن بينهم إيران لديهم الحق في زيادة إنتاجهم. ودفعت تلك الآفاق محللي شؤون النفط إلى خفض توقعاتهم في الأيام الماضية وقال بنك ستاندرد تشارترد إن أسعار الخام قد تتراجع إلى عشرة دولارات للبرميل.

وسيتوقف احتمال عقد اجتماع لأوبك على موقف السعودية ذات الثقل في المنظمة وهي في طليعة الرافضين لخفض الإنتاج. وقال كاتشيكو "لم تعلن السعودية قط أنها لا تريد محادثات. ففي الواقع أيدت بشدة أثناء اجتماعنا في ديسمبر عقد اجتماع قبل يونيو إذا كان هناك إجماع على الدعوة إليه".

وفي سياق ذي صلة، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط ومقرها طرابلس أمس الثلاثاء إن إنتاج ليبيا من النفط الخام مازال أقل من 400 ألف برميل يوميا، رغم الهجمات التي تعرضت لها مرافق نفطية الأسبوع الماضي.

وتصاعدت هجمات تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في ليبيا الأسبوع الماضي، لتشمل مرفأي تصدير النفط الرئيسيين السدر وراس لانوف. وأثارت الهجمات إشتباكات بين مسلحين وحرس المنشآت النفطية وتسببت في حرائق في خمسة صهاريج لتخزين النفط في السدر وصهريجين آخرين في راس لانوف التي تبعد حوالي 20 كيلومترا. وقال المتحدث باسم مؤسسة النفط محمد الحراري "إنتاج النفط الخام اليوم أقل من 400 ألف برميل.. لم يتغير". وتناقص إنتاج ليبيا من النفط إلى أقل من ربع ذروته البالغة 1.6 مليون برميل يوميا والمسجلة في 2011 قبل الانتفاضة التي أطاحت بنظام حكم معمر القذافي في ذلك العام وأشعلت قلاقل في ليبيا وقطاعها النفطي.

تعليق عبر الفيس بوك