التنس.. الصفراء التي تهوى الظل

أحمد السلماني

يعذرني القارئ الكريم إلى المنحى الجديد في الكتابة الذي عرجت إليه منذ أسابيع بتسليط الضوء على رياضات الظل بالسلطنة والتي كانت ولا زالت تحتجب تحت ظل كرة القدم، هذا العملاق الذي طغى وتجبر على باقي الرياضات ليتسيد ويستأثر بقلوب الملايين حول العالم، كونها اللعبة الشعبية الأولى في العالم فهذه حتى البسطاء لا تكلفهم شيئا فيما لو رغبوا في مداعبتها، ولا زلت أذكر "الكرة أم ريال" ومرمى من حصاتين، نلعبها غير عابئين بأنّ أقدامنا النحيلة بلا حذاء، فقط لأنّها اللعبة الأولى في العالم والسلطنة ليست استثناء وبالتالي فإنّ التركيز إنّما ينصب عليها خاصة في هذه الأيام حيث لا حديث يعلو فوق" الإسم" القادم لمدرب منتخبنا الوطني الأول والمفاوضات التي انتهت من مدربي الكرة الأرضية والآن يتفاوضون على مدرب من الفضاء والأقرب أنّه من سكان المريخ!!.

التنس، الرياضة الحديثة بالسلطنة إذا ما قورنت برياضتي كرة القدم والهوكي، هذه التي كانت ولا زالت تدور في ذات الفلك ونطاق ممارسيها على المستوى الوطني والرسمي ضيق للغاية ونخبوية ولم تشهد أي تطور ملموس على مستوى الإنجازات إلا لبعض الحضور لأسماء لمعت في التنس فاختفى بعضها ولا زال البعض الآخر هو واجهة الكرة الصفراء ولم يكلف اتحاد التنس نفسه أعباء البحث عن نجوم جدد أو صناعة أبطال كما صنع هؤلاء مع أن هؤلاء هم نتاج اهتمام الأبوين والأسرة هذا في حالة الرغبة في أن يظهر أبناءهم مع عدم إغفال أنّ الاتحاد اللعبة دور في إبرازهم.

تأسس الاتحاد العماني للتنس في عام 1986م وأعيد إشهاره بالقرار الوزاري رقم 14/86 بتاريخ 31 يناير 1986م وأنضم إلى عضوية الاتحاد الدولي عام 1990م وإلى عضوية الاتحاد العربي 1987م (مقتبس).

وأسئلتي التالية لاتحاد التنس تندرج تحت بند "ذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين"، كم يبلغ عدد ممارسي رياضة التنس من المواطنين؟ وهل تتوفر للعبة قاعدة بيانات؟ وهل لها ممارسين خارج مسقط؟ وأين الأندية العمانية الـ44 من اللعبة؟ وما الذي قدمه اتحاد اللعبة لتوسيع قاعدة ممارسيها؟ أين يقف الإعلام من اللعبة؟ منذ سنوات وأسماء لاعبي المنتخب لم تتغير ولا يبدو في الأفق أن هناك أسماء جديدة؟ عدد أعضاء اتحاد اللعبة أكبر من عدد لاعبي المنتخب كيف ذلك؟ لدينا أسماء للاعبين واعدين فكيف تمّ الوصول إليهم؟ أم هم وبمساعدة أبويهم وصلوا لكم؟ هل صحيح ما يتداول أن أسرة بعينها تتحكم في مفاصل اتحاد التنس؟ هل لدى اتحاد اللعبة ملاعب خاصة به خارج محافظة مسقط و غير تلك المتوفرة بالفنادق والنوادي الخاصة؟ وماذا عن تنس الطاولة؟ لِمَ لا يسعى اتحاد التنس لدمجها طالما أن ممارسيها لا تتوفر لهم منظومة واتحاد خاص بها؟ لم لا يستفاد من النجوم المعتزلين في تطوير اللعبة وقاعدة انتشارها؟ ألا يدرك القائمون على اللعبة والمواطنين أنّ هذه اللعبة قد حولت أسرا فقيرة إلى ثرية بعد أن اهتمت بتنشئة أبنائها على ممارسة اللعبة والبحث عن وسائل تطوير قدراتهم؛ والأختان فينوس وسيرينا ويليامز خير مثال بعد أن سعى والدهما إلى تنشئتهما واليوم سيرينا تتربع على عرش التنس ووالدها يدير أموالها.

الطرح والأسئلة إنّما هي لتسليط الضوء على لعبة كانت ولا زال اتحادها يهوى الجلوس بها تحت الظل، ولا يهوى السحاب والتحليق بها في سماءات الـ"رولان جاروس" و"الجراند سلام"، ننتظر بعثا جديدا للعبة الملايين.

تعليق عبر الفيس بوك