أهالي عبري يناشدون الجهات المعنية تعظيم الاستفادة السياحية والاقتصادية من القلاع والحصون المرممة

أكَّدوا على أهمية القطاع السياحي في تنويع مصادر الدخل الوطني

عبري- ناصر العبري

نَاشدَ عددٌ من أهالي عبري الجهات المعنية بالقطاع السياحي، العملَ على استغلال المواقع السياحية التي جَرَى ترميمها خلال السنوات الماضية في توفير مصدر دخل أكبر للمساهمة في تنويع مصادر الدخل. واقترحوا السماح للشباب بإقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة بالقرب من الحصون والقلاع الأثرية لتوفير مزيد من الخدمات للسائحين والزوار من داخل وخارج السلطنة، وكذلك العمل على تشجيع المستثمرين العمانيين والأجانب على استغلال المواقع السياحية بصورة أكبر مما هي عليه الآن، والاستفادة في ذلك من التجارب الناجحة في الكثير من دول العالم.

وقال سالم بن عبدالله المنظري إنَّ نحو 1000 من القلاع والحصون وأبراج المراقب تظل شامخة تحرس سهول ووديان وجبال عمان، وكل منها له ماض يدعو للفخر، ولكل منها قصته الخاصة، كما أنَّ هذه المباني التاريخية الضخمة لعبت دورا حيويا في التعريف بتاريخ السلطنة كونها تقف كنقاط التقاء للتفاعل السياسي والاجتماعي والديني، وكمراكز للعلم والإدارة والأنشطة الاجتماعية. وغالبا ما تكون متكاملة مع أسواق تضج بالحيوية والحركة ومساجد وأحياء حرفية وسكنية جذابة توفر للزوار فرصة فريدة لتجربة ومعايشة التاريخ؛ لذلك فلابد من العمل على استغلال هذه القلاع والحصون سياحيا واقتصاديا بما يعود بالنفع عليها وعلى المحيطين بها من خلال صيانتها وترميمها.

وأكَّد المنظري أنه من الواجب الترويج لهذه القلاع وإقامة المهرجانات بها وتطويرها، لافتا إلى أن الكثير من السياح الأجانب يقطعون المسافات من أجل رؤية هذه القلاع دون الترويج السياحي الكافي فما بالنا إذا ما روجنا لها جيدا؛ لذلك يجب وضع خطط واضحة للاستثمار في هذه الصروح من أجل التعريف بتاريخ السلطنة أولا ومن أجل إنعاش اقتصاد البلاد وخلق فرصه عمل ودخل للمواطنين. كما أنَّ استثمار تلك الصروح سيعود بالنفع ليس فقط عليها وإنما علی المنطقة المحيطة بها بشكل عام، كما تساهم في حل مشكلة الإيواء للمحافظات التي لا يوجد بها فنادق اذا ما قامت الجهات المعنية بتحويل أجزاء منها للإيواء.

 

تنويع مصادر الدخل

وقال عزان بن علي بن حمد العبري: إنَّ القلاع والحصون من أهم وأبرز المعالم التاريخية في عمان؛ حيث تم تشييدها منذ آلاف السنين، وقد أوْلَت الحكومة الرشيدة اهتمامها لترميم هذه القلاع والحصون للمحافظة عليها من الاندثار، لكن ماذا بعد الترميم؟ فقد أصبح تنوع الدخل في السلطنة مطلب أساسي وأصبحت المعالم التراثية في أي بلد يحظى بتاريخ عريق مصدر دخل جيد للدولة؛ لذلك يجب استغلالها الاستغلال الأمثل من خلال تحويلها إلى معارض أو مكان لإقامة الندوات والمحاضرات أو حتى تحويلها إلى فنادق ومتنزهات كما فعلت بعض الدول المتقدمة وأصبحت هذه المعالم لها طابع خاص ويفضلها الكثير من الزوار والسائحين للتعرف على تاريخ البلد من خلال الإقامة في موقع يعد متنفسا يختلف تماما عن أماكن الإقامة العادية كالمنتجعات والفنادق الأخرى.

وأضاف العبري: يجب تشجيع المستثمر المحلي والأجنبي للاستفادة من هذه المعالم التاريخية وتشجيعه على الاستثمار فيها وتسهيل الإجراءات للبدء في مثل هذه المشاريع والترويج لها خارجيا في حال تم تحويلها لفنادق او معارض او أماكن لإقامة الندوات والمحاضرات أو إقامة أي فعالية. ونناشد الحكومة التوجه لهذا الجانب من الاستثمار بما يساعد على تنوع الدخل، مؤكدا أن هناك تجارب نراها على أرض الواقع والكل يراهن على نجاحها لما تحمله هذه المعالم من طابع خاص لدي الكثيرين وأصبحوا يفضلون زيارتها ويضعونها في خططهم في سفرهم لأي بلد. وعلى كل الأهالي الذين يقطنون إلى جانب هذه المعالم الترويج لها والاهتمام بها وتعليم أبنائهم وتعريفهم بتاريخها وأخذهم لزيارة هذه المعالم حتى يدركوا أهميتها وتتوارثها الأجيال.

وقال إبراهيم بن مطر الجساسي إنَّ هذه المباني التاريخية الضخمة لعبت دوراً حيويًّا في التعريف بتاريخ السلطنة وقامت الوزارة بترميمها لتكون معالم سياحية لائقة تستقطب الزوار من داخل وخارج عمان، لكن ما نتمناه من الجهة المختصة بهذه المعالم عقد عدد من اللقاءات التعريفية بين المختصين والجمعيات وأهالي المنطقة للمساهمة بأي أفكار أو مقترحات، والعمل على استقطاب العديد من الحرفيين للقيام بتنفيذ المشاريع الصغيرة والمتوسطة داخل القلاع والحصون وتوفير كل متطلبات الزائر وتوفير فرصة فريدة لتجربة معايشة التاريخ مقابل رسوم مالية، واستغلال بعض المرافق كمراكز للعلم والأنشطة الاجتماعية.

 

عوامل لتنشيط السياحة

وقال يُوسف بن عوض البلوشي: إنَّ الحكومة سعت خلال السنوات الماضية إلى الاهتمام بالتراث والثقافة العمانية العريقة؛ ومن ذلك: إعادة ترميم القلاع والحصون التي تحكي أمجادًا عمانية سطرها الأجداد ونقلت للأحفاد ليمسكوا بزمام المبادرة لرفع راية هذا البلد عالية، وكان من الممكن أن يستفاد من تلك الحصون والقلاع كعامل من عوامل تنشيط السياحة، غير أن الكثير من تلك الحصون صرف عليها مبالغ طائلة من أجل ترميمها والحفاظ عليها ثم أوصدت أبوابها، ومنها ما فتح للزوار لكن الزائر الذي يزور المعلم الأثري الأول قد لا يفكر في زيارة الثاني في ولاية أخرى، حيث إنها تكون متشابهة ولا يوجد ما يجذبه لزيارتها، فلماذا لا نطرح الأفكار ونستفيد من خبرات الآخرين من أجل استغلال تلك الآثار كعامل من عوامل الجذب السياحي.

وأضاف البلوشي بأنَّه اطلع على التجربة الرائدة التي طبقت في حصن الحزم بولاية الرستاق وتوقع العائد الكبير الذي نجنيه من هذه التجربة الفريدة المتميزة في التعريف بذلك الحصن والطرق الرائعة المستخدمة في جذب السائحين إليه، ويبقى الآن من وزارة السياحة أن تستغل باقي القلاع؛ حيث إنَّ إعادة تأهيل بعضها كأسواق، أو متاحف تحكي التاريخ المجيد، أو مكتبات تضم في جنباتها أمَّات الكتب العمانية، أو استغلالها في إقامة الفعاليات، وفي المهرجانات كمهرجان مسقط وما شابه، بما يساهم في الرواج السياحي، كما يمكن فتح بعضها للاستثمار من قبل القطاع الخاص مع وضع اشتراطات معينة لضبط ذلك الاستثمار بحيث لا تكون أبوابها مغلقة.

تعليق عبر الفيس بوك