إضافة مهمة لقافلة الاعتراف بدولة فلسطين

إعلان الفاتيكان عن إعداد أوَّل مُعاهدة يُعترف بمقتضاها بدولة فلسطين رسميًا، منضمًا بذلك إلى 135 دولة تعترف بفلسطين رسميًا، أشاع أجواءً من الفرح لدى الفلسطينيين ومناصري القضية الفلسطينية في مختلف أنحاء العالم، وفي نفس الوقت أصاب الاحتلال الإسرائيلي بإحباط وخيبة أمل، خاصة وأنّ الاعتراف يُشكل نقلة مُهمة في علاقات الفاتيكان بدولة فلسطين، ويُسهم في الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى جديد.

وأهمية هذا الاعتراف، أنّه يُعد تتويجًا لأول اتفاقية للفاتيكان مع دولة فلسطين والتي جرى توقيعها في يونيو الماضي، والمقرونة بدعوة إلى القيام بتحرك لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتأييده التوصل لحل يقوم على أساس وجود دولتين.

إذاً ..الاتفاق يعتبر تشجيعاً كبيرًا ودعمًا مرموقاً للفلسطينيين، ليس للاعتبارات السياسية فحسب، وإنما للعديد من العوامل الأخرى منها الأخلاقية والإنسانية والقانونية كما يمكن النظر إليه كخطوة تخدم مصلحة السلام والاستقرار وتُعزز التعايش السلمي وبناء الجسور بين الثقافات والحضارات والديانات المختلفة، ويؤكد هذا الاعتراف كذلك على مكانة فلسطين الحضارية باعتبارها أرضاً للرسالات السماوية، ووطناً يجسد التآخي بين الأديان ..

فالاتفاق الذي يأتي في سياق التطور الطبيعي للعلاقات التاريخية بين دولة فلسطين والفاتيكان، سبب حالة من الإرباك والانزعاج في الأوساط الإسرائيلية التي زعمت أن قرار الفاتيكان بالاعتراف رسميًا بدولة فلسطين خطوة متعجلة، وسيدفع الأخيرة إلى عدم التحمس للحاق بقطار التسوية السلمية، ولا يُساعد في عملية إحلال السلام بل يجعل السلطات الفلسطينية تبتعد عن المفاوضات المباشرة والثنائية!!

تدعي إسرائيل ذلك رغم أنها تعلم يقينًا، والعالم بأسره يدرك أنّ الاحتلال هو من يسعى إلى إفشال مساعي السلام منذ انطلاقتها وحتى جولتها الأخيرة التي عقدت برعاية أمريكية ولم تُسفر عن نتيجة ملموسة وكل ذلك بسبب التعنت الإسرائيلي ..!

والخلاصة أنّ هذا الاعتراف يشكل إضافة مُهمة لقوافل الدول المعترفة بالحق الفلسطيني والتي تزيد يوماً بعد آخر مما يؤكد أنّ الدولة الفلسطينية ستقوم في نهاية المطاف على حدودها المعلومة وعاصمتها القدس الشريف.

تعليق عبر الفيس بوك